بعد توقيف مجهّز انتحاري الضاحية أمون.. القرار الإتهامي للإنجاز/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
يوماً بعد يوم، تضيق دائرة ملاحقة منفّذي التفجيرات الإرهابية التي ضربت منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت في العامين 2013 و 2014، بعد إلقاء الجيش اللبناني والقوى الأمنية القبض على الأحياء منهم والمشاركين والمساهمين والمحرّضين والمتدخّلين لكي تأخذ العدالة مجراها الفعلي.
وقد تمكّن الجيش اللبناني أمس الأربعاء في 20 كانون الأوّل 2017، من توقيف عبد الباسط علي أمون المتهم بتجهيز الإنتحاري الذي فجّر نفسه داخل سيّارة مفخّخة بعشرين كيلوغراماً من مادة”ت.أن.ت”، من نوع “غراند شيروكي” أمام مطعم”الجواد” في شارع العريض وعلى مسافة قريبة من مبنى تلفزيون “المنار” ومقرّ المجلس السياسي لحزب الله في محلّة حارة حريك وذلك يوم الخميس الواقع فيه 2 كانون الثاني من العام 2014 ما أدّى إلى استشهاد المواطنين: الصبيّة ملاك زهوي (طالبة في الصفّ الأوّل ثانوي في ثانوية الكوثر التابعة لجمعية المبرّات) وزوجة والدها إيمان حجازي، وعلي خضرا(طالب في الثاني ثانوي في مدرسة المصطفى في حارة حريك)، والتقني في “قناة المنار” الزميل عبّاس علي كرنيب. وجرح 76 شخصاً.
واشترى أمون السيّارة المستخدمة وهي زيتية اللون، من إبن بلدته سامي علي الحجيري الذي اشتراها بدوره من محمّد ديب عز الدين ومحمّد حسن عز الدين، وهما بدورهما، اقتنياها من مدينة بعلبك من مالكتها المواطنة هلا مصطفى عثمان في 18 أيّار 2012.
وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنّ قوّة من استخبارات الجيش دهمت مكان اختباء أمون في مسقط رأسه بلدة عرسال البقاعية حيث عثرت عليه واعتقلته.
ويمكن القول إنّ كامل معطيات هذا التفجير الذي تبّناه تنظيم” جبهة النصرة” فور وقوعه، باتت بيد الأجهزة الأمنية والقضاء، فمن استطلع مكان التفجير قبل يوم واحد هو الفلسطيني الموقوف نعيم اسماعيل عبّاس، ومن تولّى نقل الإنتحاري قتيبة الساطم هو الموقوف الشيخ عمر الأطرش، والجهة التي أعلنت مسؤوليتها عنه معروفة.
وعليه، يكون ملفّ التحقيق لدى المحقّق العدلي المعيّن في هذه القضيّة القاضي عماد الزين قد بات عامراً بالمعطيات والمعلومات، وهذا يقتضي تفعيل التحقيق وإنهائه بالسرعة المطلوبة أسوة بما حصل في جرائم مماثلة تمهيداً لإصدار القرار الإتهامي وإحالة المتهمين على المجلس العدلي.
كما أنّ الضالعين بالتفجير الإنتحاري الثاني الذي استهدف شارع العريض نفسه قبل ظهر يوم الثلاثاء الواقع فيه 21 كانون الثاني 2014 معروفون، فالإنتحاري هو السوري محمّد حسين عبدالله الذي استلم السيّارة المفخّخة وهي من نوع “كيا سبورتيج” من نعيم عبّاس، وأعلن تنظيم”داعش” مسؤوليته عن هذا العمل الإرهابي.
“محكمة” – الخميس في 2017/12/21