غادة عون: رياض سلامة السيء الذكر.. وتواطؤ بعض القضاء مع المنظومة

كتبت القاضي المتقاعدة غادة عون على صفحتها على منصّة “اكس” التالي:
“في خلال السبع سنوات ونصف التي عملتها في النيابة العامة في جبل لبنان، ورغم كل محاولاتي الحثيثة لكشف المستور، وارتكابات البعض، لم أتلق اي جواب شاف سواء من لجنة الرقابة على المصارف او من هيئة التحقيق الخاصة، وهما مؤسّستان سيطر عليهما بالتمام الحاكم السابق(رياض سلامة) وبالتالي المنظومة الحاكمة في حينه، والتي لا زالت وللأسف فاعلة، وبالتالي كانت أجوبة هاتين المؤسستين لي صفر.
بالنسبة للتحقيقات التي كنت قد باشرت بها لمعرفة كيفية تبخّر الاحتياطي في مصرف لبنان، وتبعاً لذلك اموال المودعين، وحتى بعد ذهاب الحاكم السابق بقيت تعاملاتهم معي حاصلة على ذات المنوال، بحجج واهية من بينها التعميم الباطل لمدعي عام التمييز(القاضي جمال) الحجار، لكن الهدف واحد كان ولا زال عند بعض القضاء وعند هاتين الهيئتين، التملّص من كشف الحقيقة.
تصوّروا ان حضرة رئيسة لجنة الرقابة على المصارف لم تكلف نفسها حتى البحث والسؤال عن سبب الانخفاض الكارثي في الودائع في المصارف بين 2019 و2023 بحدود الـ ٦٠ مليار $، وفقاً لمستند موثق صادر عن المصرف المركزي في العام ٢٠٢٣،على ايام الحاكم السابق سلامة السيء الذكر،(ويمكن ان تسألوا لهذه الجهة دولة الرئيس الياس بو صعب الذي زودني بهذا المستند).
إذا، بالمختصر، المشكلة ليست في تعزيز صلاحية هذا او ذاك تبعاً لطائفته. شفنا شو طلع من الحاكم السابق سلامة من ارتكابات، وهو من الطائفة المارونية، بما شكل عاراً على هذه الطائفة.
إذا المشكلة هي فقط في عدم المحاسبة والافلات من العقاب وتواطؤ بعض القضاء مع المنظومة، والمثل الصارخ ما تعرضت له من اضطهاد وتهجم باطل وحملة شعواء ضدي عندما باشرت بفتح ملفات الحاكم السابق، وذلك قبل ان تتم ملاحقته بالطبع إنْ في بيروت او في الخارج.
المشكلة اذا، هي فقط وفقط في تعميم مبدأ الافلات من العقاب والمحاسبة ، وعدم وجود قضاء مستقل ونظيف يحاسب، وبالتالي لا فائدة من تضييع الوقت بالمناكفات الطائفية الباطلة، المسلم الادمي هو خيي، والمسيحي الفاسد لا يعنيني والعكس بالعكس. إعملوا فقط لقيام قضاء صالح نظيف محرّر من التبعيات السياسية وستحل بالتأكيد كل معضلات الفساد في البلد، لا عن طريق تعزيز صلاحيات هذا أو ذاك، لأن الفساد لا دين له، وقلّة الأخلاق آفة تعاني منها الاديان كلها.”
“محكمة” – الاثنين في 2025/5/12