خاص “محكمة”: أب “عديم الإنسانية” يترك طفلته المعاقة داخل سيّارة أجرة ويهرب/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
تخلّصاً من إعاقتها وتكاليف علاجها، وبقلب عديم الإنسانية، أقدم أب على ترك طفلته البالغة من العمر سبع سنوات داخل سيّارة أجرة قرب مخفر مرجعيون وولّى هارباً، غير أنّ التحرّيات التي قام بها عناصر المخفر بالتعاون مع “شعبة المعلومات” في قوى الأمن الداخلي بإشراف المحامي العام الاستئنافي في النبطية أوصلت إلى توقيف الأب ليواجه عقوبة مشدّدة بجرم تسييب قاصر ومعاقة أيضاً.
وفي معلومات خاصة بـ”محكمة”، أنّ الأب(لن نذكر الأسماء صوناً للطفلة) وصل في سيّارة أجرة إلى مرجعيون وطلب من السائق انتظاره بعض الوقت وإبقاء الطفلة معه لكي يتسنّى له مراجعة عناصر المخفر بأمر ما، غير أنّه غافل السائق ولم يدخل إلى المخفر وهرب.
وبعد مضي نحو نصف ساعة، ملّ السائق من الانتظار فدخل إلى المخفر ليسأل عن الأب “الحنون” ولم يجده، لا بل إنّ العناصر استغربت سؤاله لأنّ أحداً من المواطنين لم يدخله خلال هذا الوقت وأخبر الضابط والعناصر بحقيقة ما حصل معه وبوجود طفلة معه وأعطاهم اسم الأب، فتمّ إبلاغ المحامي العام الاستئنافي في النبطية الذي طلب تكثيف الجهود للتوصّل إلى الأب في ظلّ توافر الاسم.
وبالفعل وبعد نحو ساعة، عثر على الأب في بلدة جويا وجرى توقيفه. وتبيّن أنّ الطفلة مهملة وتعاني إعاقة عقلية وإعاقة في يديها.
وأشار القاضي بإدخال الطفلة إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للكشف على وضعها الصحّي، رافضاً إبقاءها في المخفر ولو لدقيقة واحدة، كما أنّه تواصل مع مندوبة الأحداث ووزارة الشؤون الإجتماعية لتأمين الرعاية اللازمة لها خصوصاً في ظلّ إصرار الأب على التخلّص منها على الرغم من توافر المال اللازم معه وهو ميكانيكي!.
وكشف طبيب شرعي صباح اليوم على الطفلة، فيما يسعى القاضي إلى إيجاد جمعية متخصّصة تُعْنى بالطفلة وتهتمّ بها من منطلق إنساني وبما ينمّ عن أنّ القضاء ليس قانوناً وملاحقات وتوقيفات وعقوبات وحسب، بل إنسانية أيضاً.
ولم يترك آمر فصيلة مرجعيون ولا رئيس المخفر والعناصر، هذه الطفلة، بل بادروا من تلقاء أنفسهم إلى شراء ثياب وألعاب لها من مالهم الشخصي وهو تصرّف
يستحقّون عليه التنويه.
تجدر الإشارة إلى أنّ تسييب قاصر جرم يعاقب عليه القانون وبعقوبة مشدّدة.
“محكمة” – الأربعاء في 2018/07/25