العميد سليم الضاهر يدعو في مؤتمر دولي لتدريس القيم في كلّيات الحقوق
خاص –”محكمة”:
لبّى البروفسور سليم الضاهر، العميد المؤسّس لكلّية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة فينيسيا، دعوة جامعة كالياري (ايطاليا) بشخص البروفسور كارلو بيليا، المدير العلمي للمؤتمر الدولي حول “الوساطة” والدكتور دريد محمّد أستاذ العلوم السياسية في هذه الجامعة، والناطق باسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في مقاطعة سردينيا الإيطالية، للمشاركة في مؤتمر دولي حول الوساطة.
وقد عقد المؤتمر في قصر العدل في مدينة كالياري بمشاركة أساتذة جامعيين، وقضاة، وضبّاط كبار من القوى المسلّحة الإيطالية ومحامين وخبراء وطلاّب، ومهتمين من عدّة دول في العالم.
وقدّم البروفسور الضاهر بحثاً بعنوان: “تدريس قيم مشتركة في الإسلام والمسيحية في كلّيات الحقوق”. واستهل كلامه بالقول إنّ الوساطة هي، في نظره، قيمة بحدّ ذاتها، وفي الوقت نفسه هي وسيلة لحلّ النزاعات وتحقيق العدالة. وألقى الضوء أوّلاً على وثائق كبرى صادرة عن منظّمة الأمم المتحدة، جرى التركيز فيها على “الأهمية الأساسية للقيم في العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين” كما جاء في اعلان الأمم المتحدة للألفية الثالثة الصادر في العام 2000، والوثيقة الهامة جدّاً الأخرى التي تناولت موضوع القيم كان الإعلان العالمي حول التعليم العالي الصادر عن منظّمة اليونسكو في العام 1998.
في اعلان الألفية الثالثة تمّت تسمية ستّ قيم، كما وردت فيه، وهي: الحرّية- المساواة- التضامن- التسامح – احترام الطبيعة والمسؤولية المشتركة.
واختار العميد الضاهر بعض القيم التي يعلّمها كلّ من الإسلام والمسيحية، والمرتبطة بموضوع المؤتمر، وفي مقدّمتها: الحرّية – المساواة – العدالة– المصالحة – حقوق الإنسان – الأخوة الإنسانية-والسلام. وتساءل: هل يمكن أن تمارس الوساطة (موضوع المؤتمر) بالشكل المناسب، إذا لم تكن تستند، أقلّه جزئياً، إلى هذه القيم التي ركّزت على أهمّيتها الأمم المتحدة، وعلّمتها الأديان الموحّدة؟
وفي الجزء الثالث من دراسته، شدّد البروفسور الضاهر على أنّ القيم، خاصة تلك التي تعلّمها الديانتان الموحّدتان- المسيحية والإسلام، يجب أن تدرّس في كلّيات الحقوق، إذ إنّ اكتفاء بعض الكلّيات بتدريس القوانين لطلاّبها، ليس مناسباً، في نظره. فالقوانين بحدّ ذاتها، تنبثق من الحقوق. والحقوق هي قيم. من هنا فإنّه، على الصعيد الشخصي، يفضّل التسمية اللاتينية الفرنسية، أيّ كلّيات حقوق، وليس كلّيات قوانين، حسب التسمية الأنجلوسكسونية المعروفة.
واستشهد الضاهر بنصّ الإعلان العالمي حول التعليم العالي للقرن الحادي والعشرين، الصادر عن منظّمة اليونيسكو كما سبق ذكره، فالمادة الأولى من الإعلان تؤكّد أنّ مهمّات وقيم التعليم العالي يجب المحافظة عليها وتقويتها عبر القيام “بالمساعدة على حماية وتقوية قيم اجتماعية عبر تدريب الشبيبة على القيم…”
وبعد الإنتهاء من تقديم بحثه، أعرب أكثر من مشارك في المؤتمر أنّ دراسة العميد الضاهر أرست بعض الأسس الإجتماعية العلمية لموضوع المؤتمر، أيّ الوساطة.
“محكمة” – الخميس في 2018/10/18