مقالات

رفضتُ فكرة التحوّل إلى أداة في يد نظام متمكّن متجبّر/فادي العنيسي

القاضي السابق فادي العنيسي*:
بين مرسومين أوّلهما العام ١٩٩٢ وثانيهما العام ٢٠٢٣ أكثر من نصف عمر في رحاب العدلية رسمت لنفسي خلالها طريقًا ضمن ثوابت لا تتبدّل.
1- لا إصدار لأحكام أو قرارات إلّا وفق ما يمليه القانون والضمير غير عابئ باسترضاء هذه الجهة أو تلك ضمن هوامش الخطأ البشري المرتبط بحسن النيّة.
2- رفض فكرة التحوّل إلى أداة في يد نظام متمكّن متجبّر يزداد يومًا بعد يوم عمقًا أفقيًا وعاموديًا في تجذّره، وامتدادًا في زبائنيته. هزمته بكلّ فخر إلى أن لفظني وكنت منتصرًا عليه شخصيًا إنّما مهزومًا أمامه مؤسساتيًّا.
3- دخلت القضاء حرًّا وخرجت أكثر حرّية مع قناعة راسخة أنّ العلّة الأساسية ليست في النظام فقط، إنّما في النفوس والعقليات.
4- اليأس ممنوع. وحلم العيش في كنف دولة قانون حقيقية ديمقراطية إنسانية علمانية قابل للتحقّق. والتغيير آتٍ ولو بعد أجيال.
* كتب القاضي السابق فادي العنيسي هذا النصّ على صفحته على “الفايسبوك”. وكان مرسوم إنهاء خدمة العنيسي في القضاء العدلي بناء لطلبه، قد صدر بتاريخ 18 نيسان 2023 حاملًا الرقم 11156، وذلك بعد 31 عامًا من العمل القضائي الجاد والفاعل والنزيه.
“محكمة” – الأربعاء في 2023/4/26

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!