طرائف وأشعار

مواقف وطرائف القضاة والمحامين: مجنون بس مش مهبول/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
يخبر النائب السابق المحامي أوغست باخوس أنّ أحد أبناء البوشرية حضر مرّة الى منزل أحدهم والذي كانت زوجته بشعة لدرجة الرعب وكان بحاجة إلى كأس من العرق وليس لديه ثمنه فقال له:
– ما شاء الله، الله يخليلك هالمرأة، جمال، فهم، علم…فوضع صاحب المنزل كأسًا من العرق، ثمّ كأسًا ثانيًا وهو يتقبّل المديح.
وعندما احتسى عدّة كؤوس من العرق وقف ونظر إلى صاحب المنزل وقال له:
– هل قبضت كلامي؟ إذا جعلتها عارية وطرشتها بالدبس فإنّ الذبابة لا تغطّ عليها.
وهرب.
***
اقهرها حتّى تضرب حالها
والشخص إيّاه رأى رجلًا يضرب زوجته، فنهره وقال له: أليس من العيب أن يضرب زوج زوجته؟وعندما نظر إليه الزوج نظرة استفسار، أردف قائلًا:
– انا لو كنت مكانك كنت قهرتها حتّى تضرب حالها.
وفي هذا المجال يخبر المحامي أنطوان القاصوف أنّ أحد أبناء بلدته الذي كان في حالة سكر دائم كان يقول:
– ما بوعى من هالسكرة؟ بدي افقع سكرة يحكي عنها التاريخ.
***
ثمرة جهد طويل
لمناسبة صدور كتاب “القضاة والمحامون: مواقف وطرائف” كتب عضو مجلس نقابة المحامين السابق المحامي المرحوم سعد الدين الحوت ما يأتي: الرجال مواقف، والمواقف تعبير عن الشجاعة، وممارسة العدالة لإحقاق الحقّ، ومحاربة الظلم، والدفاع عن الحقيقة. هي جوهر الصفات التي يجب أن يتميّز بها عمل القضاة والمحامين جناحي العدالة.
وقد عرفت قاعات ومنابر وأروقة قصور العدل عندنا، الكثير من هؤلاء وأولئك، إضافة إلى من تفوّقوا في ميادين التأليف القانوني والأدبي والشعري والفنّي وبرزوا في ميادين السياسة، إلاّ أنّ الكثير من مآثرهم ومواقفهم وأعمالهم ظلّت دفينة غير متداولة.
كما أنّ ممارسة العديد منهم إزدانت بألوان من الطرائف والنوادر والنكات والأخبار المثيرة، لكنّها بقيت في غالبها لا يعرفها إلاّ القليل.
والزميل الأستاذ ناضر كسبار الذي عرفناه محاميًا نشيطًا ومتابعًا في مهنته بنشره الأحكام الهامة الصادرة عن مختلف المحاكم (في صحيفة الديار) يطلّ علينا اليوم بتعبير عن حبّه لمهنته، وتذوّقه الرفيع للفنّ والكلمة الحلوة بكتابه:” لقضاة والمحامون: مواقف وطرائف”.
ثمرة جهد طويل في جمع ما تمكّن من جمعه وما وصل إلى سمعه منها، ليستأنس بها رجال العدالة، ولتحفظ من النسيان.
***
مجنون بس مش مجهول
يروي المحامي سامي أبو جودة أنّ أحدهم أصيب دولاب سيّارته بثقب أمام دار للمجانين، ففكّ البراغي إلاّ أنّ أحد المجانين أمسك بها ورماها في النهر.
فجلس يندب حظّه إلى أن مرّ به مجنون آخر. وعندما سأله عن سبب استيائه، أخبره أنّ أحدهم رمى البراغي في النهر ولم يعد يستطيع تركيب براغي الدولاب. فقال له المجنون:
– أحضر من كلّ دولاب من الدواليب الثلاثة الباقية برغيًا وركّبه في مكان الدولاب الرابع. ففرح السائق للفكرة وفعل، ثمّ نظر نحو المجنون قائلًا:
– – هل حضرتك تقيم هنا في دار المجانين؟
فأجابه المجنون قائلًا:
– قصدك تقول مجنون؟…نعم أنا مجنون بس مش مهبول مثلك.
***
غداً نلحق مثلك بالركب
في مطلع السبعينات بدأ شيء من السأم والعياء يدبّ في معالي المحامي بهيج تقي الدين. وكان ألمع القضاة والمحامين قد سمعوه يقول في الحفلة التي أقيمت في 21 أيّار 1974 في الاونيسكو في ذكرى أنطوان قازان الأولى:”أنطوان قازان، أيّها الغائب عنا، أنا مثلك في غربة عن قصر العدل…أنت واحد من أحباء حملوا علم المحاماة الخفّاق،وتساقطوا في الساحة الواحد تلو الآخر، وماتوا كما يموت الشهداء الأبطال”. وأضاف:”غدًا يا صديقي نلحق مثلك بالركب”.
***
العدل والحقّ
كان المحامي المرحوم حفيظ أبو جودة يتمتّع بثقافة عالية وإحساس مرهف، كما كان يدافع عن الحقّ بكلّ جوارحه. وقد كتب الأبيات الشعرية الآتية:
لا اليأس يهزمني ولا خطر
يثني القوى عن مستوى سربي
أبقى أدافع عن معالمه
عدل أواكبه مع الصحب
الثائرين على ظلامنا
العاطفين على لآلىء النجب
الناشرين الحق في زمن
يا حقُّ كم أسلمت للصلب
***
“محكمة” – الأحد في 2021/4/4

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!