الأخبار

وفاة القاضي حسين زين صاحب موسوعة الـ 25 مجلّدًا و”المعجم القضائي” وموثّق “النشرة” واجتهادات المحاكم

خاص “محكمة”:
غيّب الموت القاضي حسين علي زين عن عمر يناهز الثالثة والتسعين عامًا أمضى 36 عامًا منها في القضاء العدلي.
ولد القاضي زين في بلدة قليا في البقاع الغربي في العام 1931 ودخل إلى القضاء في العام 1963 ضمن دورة ضمّت عددًا من القضاة نذكر منهم حسن خزاعي عثمان، نصري جميل لحود، نهاد علي مرتضى، يوسف حسن أحمد خليل. وشغل المراكز التالية: قاضي منفرد بالوكالة في مرجعيون، مستشار بالوكالة في محكمة استئناف بعلبك، قاضي منفرد في بيروت، قاضي عقاري في جبل لبنان، رئيس محكمة البداية في جبل لبنان عام 1981، رئيس محكمة استئناف في جبل لبنان عام 1990، رئيس أوّل لمحاكم الاستئناف في جبل لبنان بالانتداب في العام 1993، رئيس محكمة التمييز في العام 1994 إلى حين تقاعده في العام 1999.
كان حسين زين عضوًا أصيلًا في المجلس العدلي، وعضوًا في المجلس التأديبي العام، وعضوًا في مجلس القضاء الأعلى لولايتين متتاليتين في العامين 1993 و1996، وعضوًا في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
كلّفت وزارة العدل القاضي حسين زين يوم كان قاضيًا منفردًا في العام 1974 بوضع فهرس النشرة القضائية وهي تضمّ خلاصة الاجتهاد في النشرة القضائية اللبنانية بين العامين 1945 و1974. كما أنّه عمل في توثيق النصوص القانونية والأحكام القضائية وتسلّم مركز نائب رئيس الهيئة الادارية المشرفة.
أصدر القاضي حسين زين كتابًا أسماه “المعجم القضائي اللبناني” في العام 2019 الذي ضمّ سيرًا ذاتية مختصرة عن كلّ قضاة لبنان على مدى مائة عام منذ العام 1919 ولغاية 2019.
كما أصدر زين “الموسوعة القانونية اللبنانية”(خلاصة الاجتهاد والمقالات في الدوريات والمجموعات القانونية) في 25 مجلّدًا.

القاضيان حسين زين وحسن الشامي

وفي نعي مؤثّر، كتب القاضي حسن الشامي الرثاء التالي:
“هو الخبر الذي كنت أخاف منه.
عندما يرحل القاضي حسين زين عن هذه الدنيا بعدما بلغ من العمر عتيا، سنعلم أنها تغيرت!
الرئيس حسين زين: نموذج القاضي المثالي الصارم المتواضع العالم. نعم، جمع حسين زين كل الصفات وأكثر.
تعرفت عليه أثناء تدرجي في معهد الدروس القضائية عام ١٩٩٦ بعدما أعجبه بحثي عن:”الموجبات الشرطية والموجبات ذات الاجل”.طلبني للتدرج معه في محكمة التمييز المدنية استثناء إذ كان ذلك غير متاح في المبدأ للمتدرجين. وكانت فرصة العمر: تعلمت ما لا يقدر بثمن.
أن تعمل في الغرفة المدنية لمحكمة التمييز آنذاك ليس كمثلها شيء.(ولاحقا سألني أن أرشح زميلا آخر فكان شارل الغول الذي فقدناه منذ أيام أيضا).
ثم كانت صداقة رغم فارق السن الكبير.
تقاعد عام ١٩٩٩ وقال لي حرفيا يومها:”لن أزور العدلية مرة أخرى”.
بقينا على تواصل وثقة منه بي…غمرني كثيرًا بمبادرات وقصرت معه كثيرًا.
أشهد بأمرين:
الأول: حسين زين دليل على أن القاضي يستطيع منع تسلل السياسة والسياسي إلى عمله: لم يطلب يومًا أي منصب ونال كل المناصب: رئيس تمييز وعضو مجلس القضاء الأعلى وعضو المجلس العدلي.
والثاني: كان حريصًا جدًّا على كل ما يمت بصلة للمال العام والموارد العامة، إذ مثلًا كان يرفض إستعمال مغلفات وأقلام العدلية في إعداد موسوعته القانونية الشهيرة!
رحمك الله نموذجًا ساطعًا… والخسارة للقضاء…والعزاء للعائلة الكريمة.”
“محكمة” – الثلاثاء في 2024/1/17

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!