مقالات

لمسة وفاء للعالم الجليل سمير عاليه/محمد حسن قاسم

بقلم الدكتور محمد حسن قاسم*:
السيّدات والسادة الحضور الكريم،
في حضرة روح القاضي الجليل العلامة الفقيه الكبير سمير عاليه لا يسعني في البدء سوى طلب الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جنّاته،
برحيل سمير عاليه عن عالمنا إلى عالم أفضل بإذن الله تعالى، لم نخسر قاضياً جليلاً نزيهاً كبيراً فحسب، بل خسرنا أيضاً أستاذاً وفقيهاً قلّ نظيره.
خسرنا أحد أعمدة القانون الجزائي في لبنان والعالم العربي.
خسرت جامعة بيروت العربية أحد أبنائها، فقد كان موضع فخر الجامعة وكلّية الحقوق بها.
خسرت جامعة القاهرة أحد أبنائها النجباء، فهو أحد تلامذة كبير فقه القانون الجزائي في العالم العربي المرحوم العلامة محمود نجيب حسني.
في مقامي هذا، وحرصاً على وقت اللجنة الموقّرة ، لن أكرّر ما تعرفونه عن الفقيد الغالي.
سمير عاليه كان أستاذاً في هذه الجامعة على مدى سنوات طويلة، وكان له صولات وجولات مشهودة بها، وشاءت الظروف أن تتبدّل الأحوال ويتركنا، واستمرّ الوضع سنوات طويلة. إلى أن جاءت مناسبة تشكيل لجنة الحكم على أطروحة الدكتوراه الخاصة بالعميد حسين خشفة التي ستتمّ مناقشتها اليوم، فتمّ اقتراح أن يكون الدكتور سمير عاليه رحمه الله عضواً باللجنة فسررت لهذا الاقتراح،
وبإلهام إلهي لحظّي، قرّرت معاودة التواصل معه وزيارته في منزله-( وهنا أشكر الدكتورة ترتيل تركي الدرويش التي تواصلت معه وهيأت الزيارة) وكان لي شرف اللقاء والوداع في آن واحد. أهديته كتبي (حيث كان الكتاب هو دائماً الهدية الأكبر له) وأهداني كتبه بتوقيعه واستعاد ذكرياته مع الجامعة وذكرياته مع أساتذته بجامعة القاهرة.
توفّي سمير عاليه وغادر إلى العالم الأفضل، ولكن يبقى تراث سمير عاليه القانوني والفكري خالداً، يخلد ذكراه ، وعلماً ينتفع به جعله الله في ميزان حسناته.
قرّرت أن لا أغير تشكيل لجنة الحكم وفاء له وعرفاناً بفضله وعلمه واحتفظنا بعضويته واسمه على الأطروحة.
وكان فضل الله عظيماً، وإن حسنت النوايا تيّسرت السبل، حيث كان المرحوم قد كتب تقريره عن الأطروحة وأرسلته لي العائلة في مظروف مغلق أسلّمه لرئيس اللجنة كما ورد لي لأخذه بعين الإعتبار.
هي إذن لمسة وفاء لهذا الراحل العظيم طيّب الله ثراه.
العزاء في وفاة سمير عاليه والوفاء له ولعلمه أتاه أيضاً من مصر، وعلى يد أحد المحامين المشهورين الذي كان تلميذاً لي في كلّيه الحقوق بجامعة الاسكندرية والذي نعاه قائلاً: لقد فقدنا فقيهاً عظيماً أثرى بكتاباته المكتبة القانونية العربية.
رحم الله سمير عاليه وأسكنه فسيح جناته.
* الأستاذ الدكتور محمّد حسن قاسم عميد كلّية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية. وقد تلا هذه الكلمة اليوم قبل مناقشة أطروحة الدكتوراه التي أعدّها العميد حسين محمد علي خشفة قائد وحدة الإدارة المركزية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعنوان:”إنفاذ القانون في ظلّ الحماية الدولية والوطنية لحقوق الإنسان(دراسة حالة قوى الأمن الداخلي في لبنان)” في مبنى جامعة بيروت العربية.
“محكمة” – الجمعة في 2022/9/30

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!