الأخبار

كسبار في حفل تأبين القاضي الكبير سامي منصور: برحيله انطوى زمن جميل

 أقيم في بيت المحامي حفل تأبين حاشد للمرحوم القاضي الدكتور سامي منصور برعاية النقيب كسبار، حيث امتلأت قاعة المؤتمرات بمئات الوزراء والنواب والسياسيين والقضاة والمحامين ورؤساء البلديات والمواطنين تقدّمهم وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، النائبان فادي علامة وأشرف بيضون، رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، مدعي عام ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس، النقباء السابقون للمحامين نهاد جبر، جورج جريج، أنطونيو الهاشم.
وتكلّم في الحفل كسبار، ووزير العدل القاضي هنري الخوري، ووزير الخارجية السابق الدكتور عدنان منصور، ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق الدكتور غالب غانم، والبروفسور فايز الحاج شاهين، وعميد كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية الدكتور محمد حسن قاسم، ووزير التربية الدكتور عباس الحلبي. مع كلمة شكر للمحامي بديع سامي منصور، وتولى المحامي سعيد نصر الدين تقديم الخطباء.
الوزير محمد وسام المرتضى ونواب وقضاة ومحامون
وجاء في كلمة النقيب كسبار:
“وها أنت أيها الرئيس الحبيب، تعيد إلى البرج، ما هو منه وإليه. وتتصفى حباً ووفاءً وإخلاصاً. فإذا أنت تعبر هانئاً، متخلّياً عمّا هو مادي فيك، زائل، لتقيم في عالم البقاء، نقياً بين الأنقياء، محلّقاً بين الرؤيويين الأولياء.
ليس هذا موتاً أيّها الرئيس الحبيب، إن هو إلّا إتمام دور، عبور من زوال إلى بقاء. فأنت أنهيت دوراً أتيت من أجله، وحقّقت غاية تجسّدت من أجلها.
أيّها الأحبة،
آمن الرئيس سامي منصور برسالة القضاة السامية، وأعطاها من طموحه، وعلمه، ورصانته، واستقامته وانكبابه على الدرس والتمحيص. كما كان مناقبياً إلى أقصى الحدود، محافظاً على المبادئ المعروفة وأهمها موجب التحفظ الذي بتنا نفتقده هذه الأيّام.
أنيق، حلو المعشر، صادق، محب، متصالح مع نفسه متسامح مع الآخرين. معه يأخذك سحر البيان وغزارة المعرفة وعمق الثقافة ودماثة الأخلاق.
خزائن من العلم والثقافة والفقه والإجتهاد رحلت معه. أحكامه وقراراته مزينة بالآراء الفقهية والإجتهادات في لبنان وفرنسا.. إلا أن روح العدالة لم تغب عنها. فهو كان مؤمناً، كما كان يقول الرئيس الأول القاضي يوسف جبران، بأن القاضي يحلّل ويفتش ويدرس كل ملف على أنه مختلف عن الآخر، وإلا لاستعّنا بالكومبيوتر لكتابة الأحكام والقرارات بعد أن نُلقمه الوقائع. 
القاضي الرئيس سامي منصور، كان رجلاً متزناً، يعرف حدوده، وهو الذي رفض منصب وزير الخارجية لأنّه منسجم مع نفسه ومع قناعاته. وهو مات حزيناً. ففي هذا الزمن الرديء قتلوا كل شيء واستباحوا كل شيء وأصبح القانون استثناء.
برحيله انطوى زمن جميل، وضمّ البرج، أرض التعايش والمحبة والتسامح، فلذة كبده البار، وسط دموع وحسرة الأهل والمحبّين والأصدقاء.
ألم يكن الشاعر على حق حين قال:
يا سائس الخيل قمْ للخيل وانحرها
                                                    ما حاجة الخيل والفرسان قد ماتوا
في القلب وفي البال أيها الرئيس العزيز، ألا فاعبر بسلام فإنّك الآن حيث يليق بالأخيار الأنقياء الأصفياء.»
“محكمة” – الإثنين في 2023/5/22

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!