الأخبار

كسبار أمام وفد بريطاني يطالب الدول المانحة بمساعدة نقابة المحامين ومجلس القضاء والتخفيف من مساعدة جمعيات تنبت من هنا وهناك

خاص “محكمة”:
إستقبل نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار النائب السابق المحامي نعمة الله أبي نصر، وجرى البحث في عدة مواضيع تتعلّق باللامركزية، وبالسعي لتنفيذ القرار بإنشاء محافظة جبيل كسروان، خصوصاً وأن هناك بعض العراقيل غير المبرّرة بهذا الخصوص. كما بحثا في إمكانية إحياء يوم الأبجدية في نقابة المحامين، والذي كان لأبي نصر الفضل في إطلاقه. على أن يعقد مؤتمر بهذا الخصوص في الحادي عشر من شهر آذار المقبل في بيت المحامي.
بعدها استقبل المحامية وداد يونس، وقدّمت له كتابها بعنوان “وجوه بلون الرماد”، وهو كتاب ذكريات يجمع بين عدة نصوص تجسّد العديد من الوجوه الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعائلية، التي خاضت الكثير من المرارات والآلام والقهر والقلق والفقدان والغضب خلال الإمتداد الزمني الذي تتناوله هذه النصوص.
واستقبل النقيب كسبار في مكتبه في قصر العدل وفداً بريطانياً ضم القاضي والخبير الحقوقي روجر كوفنتري (العضو السابق في المحكمة العليا) والملحق الأمني في السفارة البريطانية تيم سكوت. كما حضر الإجتماع عضو مجلس النقابة المحامية ميسم يونس سكاف ورئيس لجنة العلاقات الدولية في نقابة المحامين في بيروت المحامي جو كرم.
وتأتي هذه الزيارة الثانية للوفد البريطاني في إطار المشاريع المقترحة من الحكومة البريطانية لمساعدة قطاع العدالة في لبنان خاصة في هذه الفترة الصعبة للإقتصاد اللبناني.
واستعرض الوفد البريطاني الخطوط العريضة لمهامه الحقوقية الإستشارية في برامج التطوير القضائي. كما طلب من النقيب كسبار إقتراحات عملية ممكن أن تفيد آليات المساعدة التي تنوي الحكومة البريطانية تقديمها لقطاع العدالة. كما استعرض الوفد لأفكار ممكن أن يبنى عليها برامج تطوير قضائي. كما تم إستعراض مشكلة اكتظاظ السجون والتأخّر بالبتّ بالمحاكمات لعدّة أسباب منها الإعتكاف القضائي وإضراب الموظّفين وجائحة كورونا. وتمّ استعراض أثر النزوح السوري الكثيف على النظام القضائي اللبناني وتأخر البت بالمحاكمات نظراً أيضاً لازدياد أعداد المقيمين على الأراضي اللبنانية.
من جهته صارح النقيب كسبار الوفد البريطاني في موضوع كثرة الوفود الأجنبية المستكشفة للأوضاع القضائية والحقوقية للإنهيار المالي وجريمة تفجير مرفأ بيروت. ولكن كثرة هذه الوفود الأجنبية لم تثمر أي مساعدة فعلية ملموسة للنظام القضائي اللبناني بحيث بات قصر العدل خالياً من آليات العمل وعدة الشغل بسبب نقص في التجهيزات والصيانة الدورية.
كما طالب النقيب كسبار الدول المانحة بضرورة مساعدة المؤسسات القائمة كنقابة المحامين ومجلس القضاء الأعلى والتخفيف من مساعدة جمعيات تنبت من هنا وهناك ولا نعرف كيف تصرف بعضاً من هذه المساعدات.
كما طالب النقيب أن تتم مساعدة السجون المركزية اللبنانية وتصليح تجهيزاتها وآليات نقل السجناء واحترام حقوق السجين وتأمين الطاقة الشمسية لأماكن الإحتجاز وصيانة قصور العدل. وشرح للوفد الصعوبات التي كانت تواجه المحامين إبان حضور بعض جلسات المحاكمة في قاعة محكمة سجن رومية وأهمية ان تتم المحافظة على أماكنها ورفض نقلها من مبنى إلى آخر، حفاظاً على الحقوق والمستندات بسبب غياب المكننة والتطور الرقمي عن آليات المحاكمات في لبنان.
كما جرى التشدّد من قبل النقيب على أحد أسباب الإكتظاظ في السجون، والتأخّر في المحاكمات الذي يعود أيضاً إلى ازدياد المساعدات اللوجستية والمادية للأجهزة الأمنية (وهو شيء وتطوّر مرحب به) ولكن دون أن يتم تطوير وتمويل المحاكم وتجهيزها بنفس النسبة، مما يعطي عتاداً أكثر دقة لتوقيف المخالفين في أماكن الإحتجاز وعدم تمكّن النظام القضائي من تلبية الكم العددي لعدة أسباب منها عدم مكننة وتطوير المحاكم اللبنانية.
كما عرض النقيب للكم الهائل لملفات المعونة القضائية التي تقدمها نقابة محامي بيروت، والصعوبات المادية التي يواجهها المحامي اللبناني، وأجهزة نقابة المحامين خاصة في ظل حجز مدخرات النقابات والمواطنين في المصارف اللبنانية.
كما شدّد النقيب كسبار على موقفه الرافض لإضراب السلطة القضائية وهي الملاذ الأخير للشعب اللبناني في أحلك الظروف.
وفي نهاية اللقاء، صرّح القاضي كوفنتري أنّه إستفاد جداً من لقاء العمل هذا وهو سينقل الأفكار التي سمعها للحكومة البريطانية كي يبنى عليها، وتقرير كيفية مساعدة النظام القضائي ونقابة المحامين في رسالتهم في المجتمع اللبناني.
وعند الثانية عشرة ظهراً عقد مجلس النقابة إجتماعه الأسبوعي برئاسة النقيب كسبار وجرى البحث في جدول الأعمال وتوقف المجلس عند قرار جمعية المصارف بالإضراب المفتوح وأكد معارضته لهذا القرار المخالف للقانون واستنكر موقف جمعية المصارف من قرارات السلطة القضائية والتعرّض لإستقلالية القضاء، داعياً الجمعية للعودة عن قرارها وفتح أبواب المصارف.
“محكمة” – الأربعاء في 2023/2/8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!