مقالات

خاص”محكمة”: مفتية الديار غير المعمّمة ماري دنيز المعوشي/محمّد فوّاز

بقلم القاضي محمّد فوّاز:
مستشارة الجمهورية، الرئيسة ماري دنيز المعوشي.
تفارقين زمناً، ولست أقول حياة”، لا يشبهك ولا أنت تشبهينه. زمن الرويبضة هذا الذي نعيشه لا ينسجم وجوهرك وأنت من معدن غبريال المعوشي وقبله البطريرك المعوشي، معدن الرجال الرجال. ما كانت الفروسية لتليق بأحد كما كانت تليق بك، أنت التي مارستِ القضاء ممارسة رجال الدولة وصانعي القرار.
في زمن الإمّعات، أشهد أنّك كنت من عداد المؤمنين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدّلوا تبديلاً، تواجهين ولا تناورين، تكرهين المرائي وتمقتين المتخاذل.
في زمن الكلام العابر، سيتذكّر القضاة دوماً صرختك في خلوتهم الأولى، بالصوت الذي أنهكه المرض والكلمات التي لا يزال يتردّد صداها داخل قاعة محكمة التمييز.
في زمن غروب الواتسآب والطابعات (printers) ستكون صفحتك دائماً ناصعة” مكتوبة” بالبخور والياسمين. متن نصّها الحقّ البسيط الذي لا هامش عليه.
عرفتك طيلة ثماني سنوات وأكثر.. ما سأذكره بعد رحيلك هو اليوم الذي دخلت فيه وفيصل مكي إلى مكتبك لتوقّعي المستندات المتعلّقة بتأسيس نادي القضاة، فرفضتِ وطلبتِ تعديل عدد أعضاء الهيئة الإدارية. وبعد نقاش مع فيصل قلت لك سنباشر نحن بالتوقيع وستوقّعين أنت بلا شكّ من بعدنا، فما كان منك إلاّ أن قمتِ بشتمنا (تحبّبا”) وقلت: “يا إخوات ال….. مفتكرين رح اترككن ببوز المدفع وحدكن وأوقف اتفرّج عليكن؟”.. ووقّعتِ الأوراق وأشرتِ علينا ببعض النصائح.
لك يا عميدة المؤسّسين، مني ومن كلّ من يقف اليوم بعد رحيلك ببوز المدفع، تحيّة النضال الشريف والتمسك بالقسم مع الرجاء بلقاء يعود فيجمعنا يوم يرث الله الأرض ومَنْ عليها حيث لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
من الآن فصاعداً سيكون لي محطّ كلام جديد “رزق الله عإيامك يا ماري دنيز”… وخلص الحكي …
إبنك وصديقك وزميلك محمّد فوّاز
“محكمة” – الثلاثاء في 2018/07/24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!