طرائف وأشعار

مواقف وطرائف القضاة والمحامين: القمر والدير بين نحو وصرف/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
كان المحامي جوزيف بشارة الخوري مدعوًا لحفل غداء في منزل المحامي فادي حنين في دير القمر، فمرّت به النقيبة أمل حداد لأخذه معها. وما ان صعد إلى السيّارة حتّى قال: وصلنا عالقمر قبل ما نوصل عالدير.
***
بين النحو والصرف
وعندما وصل إلى دير القمر شاهد معالي النقيب عصام الخوري يتكلّم مع إحدى المدعوات باللغة النحوية فقال له: ألا تعلم يا معالي الوزير أنّ الذي يتكلّم مع النسوان بالنحوي بيصرفوه؟
***
أجمل بيوت الشعر
ويقول المحامي جوزيف الخوري إنّ أجمل بيوت الشعر التي نظمها والده الأخطل الصغير كانت في آخر أيّامه وقبل أن يتوفّى. فقد قال:
اليوم أصبحت لا شمسي ولا قمري
من ذا يغنّي على عود بلا وتر
صغت القريض وما لي في القريض يدٌ
يد الطبيعة فيه أو يد القمر
إنّ المواهب لا فضل لصاحبها
كالصوت للطير أو كالنثر للزهر
***
كلمة رثاء
بعد انتخابه نقيبًا للمحامين دعي النقيب الشيخ ميشال خطّار لإلقاء كلمة في رثاء إحدى الشخصيات التي كان يحبّها وقال:لقد حضّرت كلمة من الواقع الملموس وإلاّ لاستطعت فتح كتاب:”إبن خُلّكان في رثاء الأعيان” لانتقاء أجمل كلمة.
***
الكتابة من أجل العلم
وقرأ مرّة كتابًا لأحد زملائه دعمًا لنظريته في دعوى، وكان هذا الزميل قد ألّف كتابًا آخر بصورة علمية مجرّدة فقال له النقيب خطّار:هذا الكتاب حين تكتب من أجل العلم، وذاك الكتاب حين تكتب من أجل الدعوى.
***
يرفع يده بتحفّظ
يروي المحامي جورج زيدان أنّ المحامي المرحوم جورج جبر دخل إلى المحكمة لحضور جلسة مهمّة. وعندما بدأ بالمرافعة كان يضع يده في جيبه. فطلب منه القاضي رفعها إلّا أنّ الأستاذ جبر أجابه قائلًا:
– وهل هناك قانون يجبرني على رفع يدي من جيبي؟
فأجابه القاضي:لا ما في قانون ولكن قانون الذوق يقضي ذلك.
فقال الأستاذ جبر: إذن ارفعها بتحفظ.
***
السياحة…لجعلها مزدهرة
لا تكاد تمرّ مناسبة إلاّ وأكتب بأنّه يقتضي أن تكون الحكومة العتيدة مؤلّفة من 24 وزيرًا بحيث يتولّى كلّ وزير وزارة واحدة لا أكثر. وإذا وجد المعنيون بأنّ هناك وزارات غير مفيدة وغير منتجة ولا حاجة إليها، فليتمّ إلغاؤها، لأنّ لكلّ وزارة أهمّيتها وخصوصيتها وإنتاجيتها.
أكتب هذا الكلام مجدّدًا لأنّ هناك وزارة شبه منسية وهي وزارة السياحة. فلا هي سيادية (على من؟) ولا هي خدماتية (لمن؟). في حين أنّها من أهمّ الوزارات وخصوصًا لجهة إدخال العملة الصعبة إلى لبنان.
وبعيدًا عن اللغة الشعرية والعاطفية والزجلية، وما كان يردّده النائب أوغست باخوس من أنّ الشاعر الزجلي أقوى إنسان، إذ يستطيع أن ينقل الجبل من مكان إلى آخر ببيت شعر، فإنّ لبنان بالفعل لا بالقول من أجمل دول العالم على الإطلاق، إذ إنّه البلد الوحيد تقريبًا الذي ترى الثلوج على جباله وأنت جالس على شاطئ البحر. هذا عدا عن الأماكن الأثرية وهي بالمئات، وليس تلك المعروفة بشكل عام، بل في معظم المناطق والبلدات اللبنانية. بحيث إذا جرى الإهتمام بها يمكن أن تصنّف هي أيضًا ضمن المعالم الأثرية، وكذلك الفنادق الفخمة والخدمات التي تقدّمها مع المطاعم والمؤسّسات السياحية والتجارية الأخرى. والأهمّ الأهمّ، تلك اللهفة لدى الشعب اللبناني في استقبال السائحين والمغتربين، وإن كان جزء من هذا الشعب في حالة عصبية بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية. وأن ننسى فلن ننسى المغتربين الذين لا تزال عقولهم وقلوبهم في لبنان، وهم بحاجة لمزيد من المتابعة والتواصل، وهم سفراء لبنان في الخارج.
قديمًا قال الشاعر لحبيبته:
لا خيلَ عندَكَ تُهٍديها ولا مالُ
فليُسْعِدِ النطقُ إنْ لم تُسْعِدِ الحالُ
فإذا كان النزاع لا يزال على أشدّه في ملفّ النفط الذي أخشى أن يذهب بالبقبشة، على طريقة القول إنّ العميان اجاهم ولد روّحوه بالبقبشة. وإذا لم تكن لدينا القدرة على تصنيع الطائرات والسيّارات وغيرها، إلّا أنّ لدينا الزراعة التي يمكن أن نستفيد من السهول الواسعة والأراضي المنتجة، كما لدينا السياحة التي تساعد السيّاح والمغتربين على الحضور إلى لبنان وإنعاش الإقتصاد.
لقد أسمعت لو ناديت حيًا
ولكن لا حياة لمن تنادي
***
“محكمة” – الأربعاء في 2021/4/14

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!