الأخبار

عبود في ذكرى القضاة الشهداء: القضاءَ يتعرضُ لتفلّتٍ ممنهجٍ من الداخل ولتحاملٍ متزايدٍ من الخارج

خاص “محكمة”:
أكّد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود “أنه ولئن كانَ القضاءُ اللبنانيُ، شأنُه شأنَ الوطنْ، بمثابةِ الشهيد الحيِ في زمنِ الانهياراتِ على الأصعدةِ كافةً، وإنه ولئنْ كانَ شاهداً أيضاً، على حالةٍ غير مسبوقة أُريدت له وللبنانَ، فإن الأملَ والإيمانَ بالقضاءِ وبالقضاةِ يبقيان هما الأقوى والأبقى…”. وأنه “فلنأخذْ من هذهِ التضحيةِ الأسمى، امثولاتٍ في البذلِ والعطاءِ، على مذبح بناء الدولة، وحضورِ القضاءِ، وسيادةِ القانون”.
كلام عبود جاء خلال وضعه إكليلًا من الزهر على النصب التذكاري للقضاة الشهداء حسن عثمان، وعماد شهاب، ووليد هرموش، وعاصم أبو ضاهر، في قصر عدل صيدا لمناسبة الذكرى الوطنية لهؤلاء الشهداء المحدّدة في 8 حزيران من كل عام بموجب المرسوم الصادر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتاريخ 2018/1/16.
وشارك في هذه الوقفة وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي المتقاعد هنري خوري، وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، والرئيس الأوّل الاستئنافي بالتكليف في الجنوب القاضي ماجد مزيحم، وممثل نقيب المحامين في بيروت المحامي سعد الدين الخطيب، وعائلات شهداء القضاء.


وأضاف عبود: “سأكتفي في ذكرى شهادئِنا اليومْ بأفكارٍ ثلاثْ تضيءُ على الواقعِ، كُتبت بقلمِ حقيقةٍ وحِبرِ معاناة.
أولاً: إنَّ القضاءَ يتعرضُ لتفلّتٍ ممنهجٍ من الداخل، ولتحاملٍ متزايدٍ من الخارج، ونحن لن نقبلَ كقضاةٍ وكسلطةٍ قضائيةٍ، إلاّ بتطبيقِ القوانينِ على الجميعْ، معالجةً لهذه الأمور. كما نتقبّلُ عن اقتناعٍ كاملٍ كلَّ نقدٍ بنّاءٍ أو انتقادٍ مُسندٍ، بهدفِ تصويبِ أي خللٍ في الأَداءِ القضائي، الذي نسعى دائماً ودوماً إلى تطويره وتفعيلِه، رغمَ كلِّ الظروفِ الصعبةِ والمعوقاتِ المفتعَلةِ أحياناً.
ثانياً: إنّ القضاءَ أثبتَ ويثبتُ يومياً، وفي محطاتٍ وقضايا كثيرة، ومتعددة، قدراتٍ كبيرةً على مواجهةِ التحدياتِ ومجابهتِها وتجاوزِها، رغم الظروف والاوضاعِ غير المقبولةِ وغير المسبوقة.
فلنُضئ معاً على إيجابياتٍ، ولنسع كقضاةٍ في سلطةٍ قضائية، إلى تصويبِ أي خللٍ وإلى تقويةِ أي وهنٍ، وإلى تحسينِ أي ضعفٍ في الأداء القضائي.
ثالثاً: إنّ الصمودَ القضائيَ لكي يتحوّلَ ثباتاً وديمومةً وفاعليةً، يفترضُ مواكبةً من الشعب اللبناني، ومن مُكوّناتِ المجتمعِ اللبناني، كما يفترضُ خَطواتٍ حقيقيةً وفعليةً من قِبلِ السلطتين التشريعية والتنفيذية، لناحيةِ إصدارِ قانونِ استقلاليةِ القضاءِ، مع تأمينِ الضماناتِ الحياتيةِ والاجتماعيةِ لكلّ قاضٍ، ومستلزماتِ وحاجاتِ العملِ القضائي في قصورِ العدلِ، مع وجوبِ احترام ِ وضمانِ تنفيذِ قراراتِ ومقرراتِ مجلس القضاء الاعلى وفي طليعتها التشكيلات القضائية، وسائرِ القراراتِ والاحكام القضائية”.
ودعا عبود في الختام قضاة لبنان “إلى الصمودِ في البذلِ والعطاء، فنعبُرُ إلى لبنانَ الغدِ، مستلهمينَ دائماً وأبداً، سموَّ تضحيةِ من نُحيي ذِكراهم.”
وكان قد سبق زيارة قصر العدل في صيدا، وقفة رمزية أمام النصب التذكاري في باحة الخطى الضائعة في قصر العدل – بيروت ووضع اكاليل من الزهر، شارك فيها كل من وزير العدل هنري الخوري، ورئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، والمدير العام لوزارة العدل القاضي محمد المصري، ونقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار، ورئيس رابطة قدامى القضاة القاضي أنطوني عيسى الخوري.
“محكمة” – الأربعاء في 2022/6/8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!