أحداث العام 2015 أمنياً وقضائياً: تفجيران إنتحاريان في “الجبل” و”البرج” وتوقيف الأسير
كتبت نسرين نصّار:
كثيرة هي الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان خلال العام 2015، إنعكاساً للوضع الإقليمي والدولي، واستمرار الحرب في سوريا، فتصدّى الجيش اللبناني غير مرّة، لغزوات التنظيمين الإرهابيين “داعش” و”النصرة” في محاولة منهما لاقتطاع مساحة من لبنان لهما، أو استخدامها ممرّاً إلى البحر، ونجح مغاوير الجيش وفهود قوى الأمن في “تحرير” سجن “رومية” المركزي من قبضة الموقوفين الإسلاميين بعد تفجيرين إنتحاريين نفسيهما في جبل محسن، وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين حزب الله والتنظيمين المذكورين في سوريا وعلى الحدود مع لبنان، وأسدل العام ستارته بانفجارين متتاليين في محلّة برج البراجنة في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتمكّن “فرع المعلومات” من القضاء على أسامة منصور الذي عاث إرهاباً في منطقة الشمال، فيما ضبط الأمن العام أحمد الأسير متلبّساً بجواز سفر مزوّر خلال محاولته الهرب إلى مصر.
وأطلقت أزمة النفايات المرمية في الشوراع بشكل عشوائي، حراكاً مدنياً ضدّ الفساد، وحصلت صدامات عديدة بين الناشطين فيه والقوى الأمنية المولجة بحفظ الأمن، وأحيل بعضهم على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة التي استمرّت في محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية، وبعد جلسات عديدة من الاستجوابات، أنهى المجلس العدلي ملفّات قضيّة “نهر البارد” المتشعّبة، وأصدر فيها الأحكام اللازمة.
وكان بارزاً إصدار المحكمة الخاصة بلبنان حكمها على تلفزيون”الجديد” لبثّه معلومات عن شهود.
وهنا حصيلة بما احتوته ذاكرة الأحداث طوال عام كامل:
• يوم الخميس في 1 كانون الثاني: توفّي رئيس الحكومة الأسبق المحامي عمر كرامي، وشيّع في اليوم التالي إلى مثواه الأخير في مدينته طرابلس.
• يوم الخميس في 1 كانون الثاني: وقعت إشتباكات بين الجيش اللبناني وتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” في جرود عرسال، إستخدمت فيها كلّ أنواع الأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ. وحاول مسلّحو هذين التنظيمين التقدّم نحو مواقع الجيش اللبناني في وادي ميرا، والزمراني، والعجرم، فتصدّى لها وقصفها بالمدفعية والصواريخ.
• يوم السبت في 10 كانون الثاني: فجّر إنتحاريان من تنظيم “داعش” نفسيهما بواسطة حزامين ناسفين تبلغ زنتهما أربعة كيلوغرامات، داخل مقهى في منطقة جبل محسن في شمال لبنان، ممّا أدّى إلى استشهاد تسعة أشخاص وجرح خمسة وثلاثين شخصاً. والانتحاريان هما: طه سمير الخيّال وبلال محمّد المرعيان من منطقة المنكوبين في طرابلس، وكشف اللثام عن إسميهما بعد ساعة من وقوع هذا العمل الإرهابي. وقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع مجلس الأمن الفرعي في طرابلس في اليوم التالي للتفجير، إنّ الانتحاريين هما من جماعة منذر الحسن الذي قتلته قوى الأمن الداخلي في مواجهة معه في العام 2014.
وعيّن وزير العدل اللواء المتقاعد أشرف ريفي القاضي غسّان باسيل محقّقاً عدلياً في هذا التفجير الإرهابي.
“تحرير رومية”
• يوم الإثنين في 12 كانون الثاني: تمكّنت الدولة اللبنانية من تحرير قسم الموقوفين(ب) في سجن رومية المركزي من “إمارة” الإسلاميين المحكومين والموقوفين في عملية أمنية نفّذتها عناصر من فوج المغاوير في الجيش اللبناني، وفرقة “الفهود” في قوى الأمن الداخلي، ونقلتهم إلى مبنى المحكومين(د) بإشراف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي وصف ما حصل بـ”إنهاء أسطورة الإسلاميين في سجن رومية”.
وجاءت هذه العملية بعد توافر معلومات عن أنّ منفّذي التفجيرين الانتحاريين في منطقة جبل محسن كانا يتواصلان مع محكومين إرهابيين يمضون محكومياتهم في سجن رومية.
التخطيط لسلسلة عمليات إنتحارية
• يوم الخميس في 15 كانون الثاني: أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أنّ ” مديرية المخابرات أحبطت مخطّطاً لتنفيذ سلسلة عمليات إنتحارية أعقبت تفجيري جبل محسن، فأوقفت كلاً من بسّام حسام النابوش، وإيلي طوني الورّاق الملقّب بـ “أبي علي”، والسوري مهنّد علي محمّد عبد القادر، الذين كانوا يتحضّرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز الجيش وأماكن سكنية، ويتجوّلون ببطاقات سورية وفلسطينية مزوّرة، وقد أظهرت التحقيقات إنتماء الموقوفين لمجموعة المطلوبين الفارين أسامة منصور( قتل لاحقاً)، وشادي المولوي، ومبايعتهم لتنظيمات إرهابية، ومشاركتهم في القتال في سوريا، وفي الإعتداءات على الجيش والإشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبّانة”.
• يوم الجمعة في 23 كانون الثاني: وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني وتنظيم “داعش” التكفيري في جرود بلدة رأس بعلبك قتل فيها الجيش عشرات المسلّحين، واستشهد له ثمانية عسكريين بينهم ضابط.
• يوم الخميس في 19 شباط: أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان عن تعيين التشيكية إيفانا هردليشكوفا رئيسة لها خلفاً للنيوزلندي دايفيد باراغوانث.
• يوم الخميس في 26 شباط: اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلّحي “داعش” و”جبهة النصرة” الموجودين في أعالي جرود رأس بعلبك.
إغتيال شقيق عيد
• يوم الاثنين في 2 آذار: إغتال مسلّح مجهول بمسدّس كاتم للصوت بدر عيد شقيق النائب الأسبق علي عيد خلال مروره بسيّارته منفرداً في بلدة الكويخات العكّارية.
• يوم الخميس في 9 نيسان: قتلت دورية من “فرع المعلومات” الإرهابي أسامة منصور ورفيقه أحمد الناظر بإطلاق النار عليهما في مدينة طرابلس، وأوقفت أربعة أشخاص آخرين.
• يوم الجمعة في 24 نيسان: أعلن في سوريا عن وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة بعد إصابته قبل فترة بجروح نتيجة إشكال مع رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة.
• يوم الخميس في 7 أيّار: إنطلقت معارك قوية بين حزب الله والجيش العربي السوري من جهة والتنظيمات الإرهابية من “داعش” و”النصرة” في منطقة القلمون على الحدود اللبنانية السورية، واستطاع المقاومون على مدى أيّام معدودة، دحرهم وتحرير تلال وجبال كانوا يسيطرون عليها وتطويقهم في جرود بلدة عرسال اللبنانية.
تعيين النقيب المقدّم
• يوم الثلاثاء في 23 حزيران: أصدرت رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان القاضية ايفانا هردليشكوفا قراراً قضى بتعيين نقيب المحامين في طرابلس والشمال فهد حسام المقدّم، عضواً في المجلس الاستئنافي التأديبي المعني في الطعون في القرارات التأديبية في المحكمة الخاصة بلبنان.
• يوم الخميس في 9 تموز: نظّم التيار الوطني الحرّ مظاهرات في غير منطقة لبنانية أبرزها كانت تلك التي توجّهت إلى السراي الحكومي في بيروت حيث حصل تضارب بين المتظاهرين والجيش اللبناني، ممّا أدّى إلى وقوع جرحى، كما حصلت مشادة كلامية داخل مجلس الوزراء بين الرئيس تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، وذلك على خلفية استعمال صلاحيات رئيس الجمهورية.
• يوم السبت في 15 آب: أوقفت المديرية العامة للأمن العام أحمد الأسير في مطار بيروت خلال محاولته السفر إلى مصر بعدما أجرى تغييرات في ملامحه وخضع لعمليات تجميل عديدة.
• مساء يوم السبت في 22 آب: تحرّكت هيئات المجتمع المدني أمام السراي الحكومية في وسط بيروت تحت عنوان “طلعت ريحتكم” إعتراضاً على تراكم النفايات في الطرقات وعدم إيجاد حلّ لها ، فضلاً عن تفشّي الفساد في البلاد على مختلف الصعد ، وتطوّرت مجريات الأمور إلى اعتداء عناصر قوى الأمن الداخلي ولاسيّما مكافحة الشغب على المعتصمين بإطلاق الرصاص الحيّ في الهواء، والرصاص المطّاطي على الأجساد والوجوه ، والقنابل الدخانية والمسيّلة للدموع، وخراطيم المياه، والهراوات، وحصول مطاردات ، ممّا أدّى إلى سقوط جرحى.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إنّ عناصر منها أصيبوا بجروح أيضاً، وحصلت تدخّلات سياسية لتهدئة الوضع من دون أن تنجح، إذ عاد التحرّك في اليوم التالي، إلى التصعيد، مع مطالبة الحكومة بالإستقالة.
وفاة العميل لحد
• الخميس في 10 أيلول: وفاة العميل أنطوان لحد في العاصمة الفرنسية باريس وهو محكوم بعقوبة الإعدام مراراً من القضاء العسكري اللبناني، وذلك بسبب ترؤسه ميليشيا “جيش لبنان الجنوبي” التي أنشأتها قوّات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
محاكمة “الجديد”
• الإثنين في 28 أيلول: أصدر القاضي الناظر في قضايا التحقير لدى المحكمة الخاصة بلبنان نيكولا لتييري خلاصة حكمه في قضيّة تلفزيون “الجديد”، ونائب رئيس مجلس الإدارة كرمى محمّد تحسين خيّاط، وقضى بتغريم الأخيرة مبلغ عشرة آلاف يورو لقيامها بحسب الحكم الصادر عنه قبل عشرة أيّام، أيّ في 18 أيلول “عن علم وقصد، بعرقلة سير العدالة من خلال عدم إزالتها عن الموقع الإلكتروني لتلفزيون “الجديد” معلومات متعلّقة بشهود سرّيين مزعومين” في قضيّة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، “منتهكة بذلك القرار الصادر عن قاضي الإجراءات التمهيدية في 10 آب من العام 2012″، في ما تسمّيه المحكمة “قضيّة عيّاش وآخرين”.
• الاثنين في 5 تشرين الأوّل: إنفجار عبوة ناسفة صغيرة الحجم خلف مبنى الجمارك في محلّة شتورة، من دون أن توقع إصابات بشرية.
“الكبتاغون” والأمير السعودي
• يوم الاثنين في 26 تشرين الأوّل: أحبطت الأجهزة الأمنية في مطار بيروت عملية تهريب طنين من الحبوب المخدّرة “الكبتاغون”، وأوقفت مالكها الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود وأربعة من مرافقيه. وكانت هذه الحبوب موضّبة ضمن صناديق حملت اسم “صاحب السمو الملكي” من أجل إعطائها حصانة دبلوماسية وتمريرها من دون تفتيش، غير أنّ التحقيقات أظهرت أنّ الجهاز الأمني اللبناني تلقّى معلومات عن هذه الحبوب من الجهة التي باعت الأمير المذكور المخدّرات، فتمّ إفشال العملية.
• ليل الأحد -الاثنين في 2 -3 تشرين الثاني: داهمت دورية من مخابرات الجيش اللبناني أحد الملاهي الليلية في محلّة المعاملتين بحثاً عن المطلوب مهدي زعيتر الذي يتعاطى ترويج المخدّرات ، فقتلته وخمسة آخرين بينهم فتاتان، واستشهد عنصران من الدورية الأمنية، وذلك على اثر تبادل لإطلاق النار.
إنتحاري “القلمون”
• يوم الخميس في 5 تشرين الثاني: إقتحم إنتحاري يستقلّ درّاجة نارية مفخّخة مكتب “ما يسمّى بـ “الهيئة الشرعية لعلماء القلمون” التابع لتنظيم “جبهة النصرة” في بلدة عرسال البقاعية، فقتل أحد عشر شخصاً بينهم إمرأة، وأصيب أكثر من عشرة بجروح مختلفة.
• يوم الجمعة في 6 تشرين الثاني: أصيب خمسة جنود من الجيش اللبناني بجروح مختلفة نتيجة انفجار عبوة ناسفة بآليتهم العسكرية خلال مرورهم على طريق راس السرج في بلدة عرسال. وتبعت هذا التفجير اشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلّحين التكفيريين المنتشرين في مخيّمات اللاجئين السوريين في عرسال.
• يوم الخميس في 12 تشرين الثاني: إستشهد ثلاثة وأربعون مواطناً وجرح مئتان وتسعة وثلاثون آخرون نتيجة تفجير درّاجة نارية مفخّخة بسبعة كيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار، وتبعتها عمليتان إنتحاريتان نفّذهما إرهابيان من تنظيم “داعش” التكفيري ، وذلك في شارع عين السكّة في محلّة برج البراجنة في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، مستغلّين وجود الناس في المسجد يؤدّون الصلاة ويستمعون إلى “دعاء كميل”.
• يوم الثلاثاء في الأوّل من شهر كانون الأوّل: تمّت عملية تبادل العسكريين المعتقلين لدى جبهة “النصرة” بسجناء موقوفين لدى الدولة اللبنانية والدولة السورية وتأمين مواد غذائية للمسلّحين القابعين في جرود عرسال والقلمون السورية وتسليم جثّة العسكري الشهيد محمّد حمّية، وذلك بعد مفاوضات مضنية شاركت فيها قطر، وتمثّل لبنان فيها بالمدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، وانتهت بالإفراج عن العسكريين الستّة عشر المعتقلين لدى “النصرة”.
إنتحاري يقتل أهله
• الجمعة في 4 كانون الأوّل: أقدم الإرهابي المطلوب للقضاء محمّد مصطفى حمزة على تفجير نفسه بحزام ناسف إثر قيام قوّة من الجيش اللبناني بدهم منزل ذويه في بلدة دير عمار الشمالية، فقتل معه والدته حسنة حمزة، وابنة شقيقته، وجرح شقيقته صفا وابنه مؤمن، وسبعة عسكريين من الدورية المنفّذة لعملية الدهم.
وهذا الانتحاري مطلوب للعدالة لإقدامه خلال العام 2014 على إطلاق النار باتجاه دوريتين تابعتين للجيش في محلّة المنكوبين – طرابلس، ومشاركته ضمن مجموعة مسلّحة في 23 أيلول 2014، في إطلاق النار على نقطة مراقبة تابعة للجيش في محلّة البداوي– طرابلس، ممّا أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين، بالإضافة إلى إطلاق النار أيضاً باتجاه مواطنين ما تسبّب بإصابة أحدهم.
• الخميس في 17 كانون الأوّل: أوقف “فرع المعلومات” في قوى الأمن الداخلي النائب السابق حسن يعقوب على خلفية اختطاف هنيبعل معمّر القذّافي من سوريا، وادعت عليه النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بجناية الخطف وحجز الحرّيّة.
• السبت في 19 كانون الأوّل: إستشهد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار بغارة إسرائيلية على مبنى سكني في بلدة جرمانا الواقعة في ريف العاصمة السورية دمشق.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 3 – كانون الثاني 2016).