إبن الضاحية الجنوبية رئيساً للجمهورية.. عون ثالث الملاحقين قضائياً
كتب علي الموسوي:
بعد 891 يوماً من الفراغ على مستوى الرئاسة الأولى، إنتخب المجلس النيابي الممدّد لنفسه، العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية من الدورة الرابعة للتصويت وبمجموع أصوات بلغ 83 من أصل 127 نائباً حضروا جلسة الإنتخاب، ووجدت 36 ورقة بيضاء فيما ألغيت سبع أوراق حملت كتابات لا يعتدّ بها في العملية الإنتخابية، وذكر إسم النائب ستريدا طوق جعجع في ورقة واحدة.
وكانت نتيجة الدورة الأولى قد استقرّت على 84 صوتاً للرئيس عون، ووجدت 36 ورقة بيضاء، وألغيت ستّ أوراق، وتضمّنت ورقة واحدة إسم النائب جيلبير زوين، وهي عضو في تكتّل”الإصلاح والتغيير” الذي يرأسه عون نفسه، وكان إعلان فوزه من الدورة الأولى يعوز 86 صوتاً الأمر الذي لم يتوافر له، بينما بلغ عدد المظاريف في صندوق الإقتراع في الدورتين الثانية والثالثة 128 مغلّفاً، أيّ بزيادة مغلّف واحد عن عدد النوّاب الحاضرين، فتقرّر إلغاؤهما كلّياً، باعتبار أنّ النائب الطرابلسي روبير فاضل مستقيل، واستقالته مقبولة، ودسّ أحد النوّاب المقترعين مظروفاً إضافياً بنيّة إلغاء هاتين الدورتين في سابقة في تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان لم تكن على مستوى الحدث المحسوم انتخاب عون فيه الرئيس الثالث عشر للجمهورية منذ الإستقلال في العام 1943.
ويأمل اللبنانيون أن يوفّق الرئيس عون بالتعاون مع القيادات والمكوّنات السياسية الأخرى الموجودة في البلد، في انتشال لبنان من الوضع الاقتصادي والمعيشي والحياتي المزري، وأن يعمّ السلام والأمن كلّ المناطق، وأن يكون وجوده على رأس السلطة عهداً مزدهراً بالخيرات، وبما يليق بالإنسان وبالمواطن اللبناني.
ويعتبر ميشال عون ثالث رئيس للجمهورية في تاريخ لبنان يكون مُلاحقاً من القضاء، بغضّ النظر عن صحّة هذه الملاحقة من عدمها، بعد الرئيسين سليمان قبلان فرنجية(1910- 1992) ورينيه معوض( 1925- 1989) اللذين جرى الادعاء عليهما في جريمة كنيسة مزيارة في العام 1957، ثمّ سقطت الملاحقة أمام المجلس العدلي، فانتخب إبن زغرتا فرنجية رئيساً للجمهورية في العام 1970 وبقي لغاية العام 1976، وبعد ” اتفاق الطائف” إنتخب إبن بلدة إهدن معوّض رئيساً للجمهورية في 5 تشرين الثاني من العام 1989 وظلّ في منصبه سبعة عشر يوماً فقط إلى حين اغتياله في محلّة الظريف في بيروت في يوم عيد الإستقلال في 22 تشرين الثاني من العام نفسه.
كما جرت ملاحقة إبن بلدة حارة حريك في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت قائد الجيش الأسبق العماد عون في دعويين مختلفتين أمام القضاء العدلي، وأسقطت الملاحقة قبل أيّام قليلة من عودته من منفاه في فرنسا إلى لبنان في 7 أيّار من العام 2005، وانتخب نائباً عن قضاء كسروان في العام نفسه، وتكرّر هذا الانتخاب في العام 2009 إلى أن انتخب رئيساً للجمهورية في يوم الإثنين الواقع فيه 31 تشرين الأوّل من العام 2016.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 11 – تشرين الثاني 2016).