الأخبار

إحتفالية مميزة بـ “يوم المحامي” وكلمات للنقيب كسبار وعازار ولحود والوزراء الحلبي وخوري والمرتضى

في حدث لم يسبق له مثيل، أحيت نقابة المحامين في بيروت يوم المحامي ويوم الثقافة في نشاط امتد من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الثامنة مساء.
فبعد النشيد الوطني اللبناني، ونشيد المحامين، وتقديم من عضو لجنة الثقافة المحامي يوسف لحود، ألقى رئيس لجنة الثقافة المحامي ريمون عازار كلمة قال فيها:” نرحّب بكم جميعاً في بيت المحامي، أنتم الذين تمثّلون لبنان الحضارة والثقافة والرسالة والريادة، أنتم تشكّلون طليعة من يقع على عاتقهم خلاص لبنان. نرحب بكم في يوم المحامين، يوم الحق والقانون والعدالة، يوم الفكر الخلاق والإبداع، يوم الأدب والشعر والمواهب، يوم الذود عن الحرية والقيم والإنسان. نرحب، ونتوجّه بالشكر العميق، لأولئك الذين مدّوا يد المساعدة، وآزروا لجنة الثقافة، ليأتي هذا اليوم أكثر تألقاً واشراقاً. وأخيراً دعوني انحني اجلالاً امام المحامي في يومه الجامع الوضاء، واقدم له احتفاءً، هذه الباقة الشذية من حديقة الفوّاح.
“قل للمحامي، مداك الحقُّ والقيم
والعدل، والفقه، والقانون والقلم
أرسلت للناس تجلو الحق، تعضدهم
شقى فيحيون، والآفات تنهرم
من للحقيقة، إن ضيمت، أينقذها؟
إلا يلاعك في الظلماء يضطرم
إن العدالة، إن واكبتها انتظمت
وإن نأيت، تناءى العدل واختصموا
يا حامل الشعلة، الوهاج من زمن
تعلو، وتعلو، وتخبو دونك النجم
في يومك الفرد، في الأيام قاطبة
أنت المتوج، انت الرائد العلم».
كما ألقى المحاميان حسين فياض وسميح خليل كلمتين في المناسبة.
وقال نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار: ” في مادته الأولى، ينصّ قانون تنظيم مهنة المحاماة رقم 70/8 الصادر بتاريخ 11 آذار 1970 على ان المحاماة مهنة ينظّمها هذا القانون، وتهدف إلى تحقيق رسالة العدالة بإبداء الرأي القانوني والدفاع عن الحقوق.
وينص في مادته الثانية على أنها تساهم في تنفيذ الخدمة العامة. ولهذا تولي من يمارسها الحقوق والحصانات والضمانات التي ينص عليها هذا القانون. كما تلزمه بالموجبات التي يفرضها.
هذه المهنة تشارك السلطة القضائية، التي نتمنى أن يصدر القانون الذي يعطيها إستقلاليتها، في إستظهار الحقائق لتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون.
المحاماة في لبنان مهنة حرة. ومن يقرّر إعطاء المجاز في الحقوق لقب المحامي هي النقابة، من دون وصاية أي وزير كما هو الحال في مهن أخرى. وبالتالي، فعلى المحامي ان يؤمن بأن النقابة هي أمنا الجامعة وملاذنا الآمن. وعلينا جميعاً ان نحافظ عليها ونحترمها، ونحترم قوانينها وأنظمتها.
أيها الحفل الكريم، هناك مبادئ في المحاماة يجب ان نحافظ عليها. المحاماة مهنة صعبة وشاقة ومتعبة. منذ صغري، عندما كنت أتصفح مجلة العدل حيث تكتب في آخر صفحاتها نبذة عن المحامين المتوفين، كنت أقرأ عبارة: “.. وتوفى إثر نوبة قلبية”.
نعم. المحاماة مهنة لها مبادئها، وشروطها، ومناقبيتها. فالمحامي يعيش من مهنته، ومنعه القانون من ممارسة أي عمل آخر لا يأتلف معها. كما منعه من الدعاية. وفرض عليه أن يكون لديه مكتب، وغرفة في مكتب. والمكتب يتطلب المصاريف الباهظة التي يتكبدها المحامي الذي عليه أن يجهزه، ويتابع آخر الإجتهادات والآراء الفقهية، والقوانين والمراسيم والقرارات التي تصدر. وأن يواكب تطورات العصر. فالعلم يركض ونحن نواكبه.
والمحاماة عالم متنوع بحد ذاته. ونأسف أن يطغى عليها إعلامياً الطابع الجزائي. كما نأسف لما ينشر على صفحات الفايسبوك والمجموعات. فكما أن هناك شكاوى ودعاوى جزائية تطغى على ما عداها من دعاوى، ويجري الحديث عنها على شاشات التلفزة والإذاعات والصحف ومواقع التواصل الإجتماعي وغيرها، هناك ايضاً الدعاوى المدنية والمالية والتجارية والإدارية، والتي لا يتحدث عنها أحد أو عن المحامين الذين يتابعونها. أما وسائل التواصل الإجتماعي وبعض المجموعات، فتضم للأسف من يشوه صورة المحاماة والمحامين، إن لجهة نشر الصور غير اللائقة، أو لجهة التعليقات المزرية والسخيفة.
فإذا دعا مرشح زملاءه إلى حفل غداء أو عشاء، يدور الكلام على الفايسبوك عن صحن الحمص وعن العلف وغيرها من العبارات المبتذلة التي لا تليق بالمحامين الذين يكتبونها. كما نقرأ عبارات أكثر من مبتذلة من محامٍ ضد زميله أو بالمطلق ضد محامين أو محاميات. فهل هذه هي المحاماة. وهل غابت المناقبية من كلام وتصرفات الزملاء المحامين؟
وهل هؤلاء هم المثال الذي يُعطى للمحامين في الوقت الذي يتابع المحامون الملتزمون قضاياهم في مكاتبهم وفي قصور العدل بكل رفعة ومناقبية. ويكتبون اللوائح والمذكرات التي كما كان أحد كبار المحامين يقول: “بتمشي لحالها”؟
يضاف إلى ذلك تدخّل الآخرين في شؤون النقابة، وخصوصاً نظامها الداخلي ومناقبيتها. وكأنهم هم الأعلم بشؤونها وبشؤون المحامين. ويشوهون الوقائع والثوابت بمساعدة بعض الذي لا تربطهم بنقابتهم أي روابط سوى الشعبوية وجمع الأموال.
أيها الزميلات والزملاء، على كل واحد منكم أن يتعامل مع نقابته كما تَعامل الكاتب والأديب أمين تقي الدين مع والدته التي دعته وأشقاءه الأربعة وكلهم وزراء وسفراء وشعراء وكتاب، لزيارتها فكتب لها القصيدة الشهيرة، واستهلها قائلاً:
بنوك فديت يا أم البنينا         هم أهل الوفا لو تعلمينا
دعوتهم فلبّينا كأنا              رجـعنا للصبا لما دعينا
نعم بيتان من الشعر رددهما معالي النقيب عصام الخوري أمام النقيب والأعضاء يوم دعي إلى جلسة من جلسات مجلس النقابة. فنقابة المحامين تجمع ولا تفرّق. وسوف تبقى السياسة  والطائفية خارج أبوابها. فهم متكاتفون متضامنون، يساعدون بعضهم بعضاً في ظل هذه الظروف الصعبة.
أيها الزميلات والزملاء، في عيدكم، أدعوكم للصمود والنضال وعدم الإستسلام. فالبلد يمرّ بظروف صعبة: إستلشاق، عدم مسؤولية، نهب وسرقة، إضرابات وإعتكافات غير مبرّرة. إلا أن أم النقابات كانت وستبقى صمام الأمان والصوت المدوي المُطالب بالحق والحرية والشفافية.
في عيدكم نؤكد على مبادئ وثوابت لا نحيد عنها:
• ندعو إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية. 
• ندعو السادة القضاة إلى فك اعتكافهم الذي لا مبرّر له. نحن مع مطاليبهم ونعمل على تحقيقها بكل ما أوتينا من قوة. ولكن لا نوافق على الإستمرار بالإعتكاف.
• ندعو القضاة بعد فك اعتكافهم إلى بت الدعاوى المتعلقة بأموال المودعين بالإضافة طبعاً إلى بقية الدعاوى.
• ندعو من يعرقل ملف جريمة العصر- تفجير المرفأ- إلى التوقّف عن العرقلة لتأخذ العدالة مجراها.
• ندعو المسؤولين إلى تحمّل مسؤولياتهم وعدم الإستهتار بمصالح وصحة الناس.
• ندعو المسؤولين إلى متابعة ملف النازحين السوريين، والعمل بكل جرأة وقوة على إعادتهم إلى وطنهم.
• ندعو المسؤولين إلى العمل بضمير حي، بيقظة، بمثابرة، بحرفية من أجل مصلحة الوطن والمواطنين.
• ندعو الزملاء المحامين إلى التقيّد بمبادئ الإحترام والمناقبية، وإلى النضال وعدم الإستسلام لأن الفرج قريب بإذن الله.»
وقال وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي: «كم جميل ان نحتفل بيوم المحامي في شكل غير مألوف، وكم هو أجمل أن نشهد الوجه الإبداعي للمحامين خارج مجال القانون والتشريع والمواد الجافة على أهيمتها لكن بلدنا بلد الفرح والثقافة والجمال لا يتيح لنا البقاء طويلاً في جو التفاؤل بل تفاجئنا الأحداث دوماً فيمسي فرحنا قلقاً وعيشنا متوتراً.
وإن كنا نجتمع اليوم حول المحامي والنقابة والنقيب إلا أن فكرنا شاخص نحو الجنوب وأحداثه ونحو فلسطين وبطولاتها وشعبها.
الحضور الكريم، في التربية نعتبر تعليم التربية الفنية من رسم وموسيقى وفنون تشكيلية ورياضية، بمثابة تعزيز التوازن في شخصية المتعلمين، لأن الإبداع الأدبي والشعري والفني والموسيقي يخرج من أعماق النفس ويعبر عن مكنونات القلب، ونتذكر التاريخ المشرق للمحامين الشعراء والكتاب والأدباء أمثال أمين وسعيد تقي الدين من القرن الماضي، والأستاذ رشيد درباس الذي نستمتع بأدبه وشعره وثقافته وناقوسه، وأميل لحود الكبير ونصري المعلوف وألكسندر نجار وغيرهم كثيرون. فشكراً لنقابة المحامين على هذه المقاربة، وشكراً للمنظمين والمشاركين من الأوركسترا الفيلهارمونية إلى الشعراء والفنانين الذين أغنوا هذا اليوم سحراً وجمالاً ورقياً.”
وختم الحلبي: تحية لنقابة الرأي الحر وللمحامين المدافعين عن الحق، وتحية لمحراب العدالة بقضاء مستقل، وللنقيب الحبيب كل المحبة والشكر على ما أبليت وانتجت. وكل عام وجميع المحامين بالف خير.»
وألقى القاضي ربيع الحسامي كلمة وزير العدل القاضي هنري خوري، فخاطب المحامين بالقول: «هو يومُكم، يومٌ تحتفلون فيه بمهنةٍ من أصعب المهن وأعرقها، فتتعبون بالتنقل بين أقواس المحاكم دفاعاً عن حقوق موكليكم، مقارعين الحجج القانونية لتأكيد دفاعكم، وتحملون في مهنتكم عراقة نقابةٍ من أولى النقابات التي تأسست في لبنان ولم تبخل عليه بأعظم الرجالات” مؤكّدًا “أنكم أصحاب مهنةٍ كانت ولا تزال الرافد الأساسي للسياسة والثقافة والحريات في لبنان، فتذكروا دوماً أنكم من عمر هذا الوطن، هنيئاً لكم في يومكم، وهنيئاً للعدالة بكم”.
ثمّ تحدّث وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، فقال: “إنّ موجبَ التحفظ الذي يحكم لسانَ القاضي وتصرّفاتِه، أو هكذا يجب أن يكون، لا يبقى مُلزِمًا للوزير القادمِ من القضاء، فإنما ينبغي له أن يرافعَ ويدافعَ عن المصالحِ العليا للوطن والمواطنين، فإذا به، ولو من غير انتساب، يمارسُ دورَ المحامي، فينجحُ أو يُخفِقُ بمقدارِ حظّه من وضوح الرؤيةِ وسعةِ المعرفةِ وثباتِ الموقفِ على مبادئ الحريةِ والقيمِ وحقوقِ الإنسان.”(كلمة الوزير المرتضى منشورة كاملة على حدة).
بعدها كانت وصلات موسيقية وإنشاد إغانٍ وطنية بمشاركة عازفين ومنشدين من المحاميات والمحامين. وجرى لهذه الغاية توسيع مسرح قاعة المؤتمرات الكبرى في بيت المحامي، والتي ازدانت بالورود. بعدها انتقل الجميع إلى الطابق الأول حيث تم عرض مؤلفات وكتب قانونية وأدبية للمحامين، وأعمال فنية ويدوية بمواكبة حية للرسم الزيتي.
“محكمة” – الثلاثاء في 2023/10/10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!