إمشي عالأرض وضوّي وصِفات الموكّل المزعج/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
أرسلت إليّ المحامية المتألقة فيولات الياس قمير الطرفة الآتية: أنشرها بأسلوبها الشيق:
أتمنّى لك أحدًا مباركًا، وأن تبقى أيّامك رافلة بالصحّة والنشاط ودوام التألّق، وإذ أشكرك من القلب على إرسالك لي دائمًا ما هو مفيد وقيّم، بالإضافة إلى هذه النوادر التي تدغدغ وجداننا وتجعل حجرنا أقلّ وجعًا، أرسل لك هذه النادرة من حواضرنا أيّام كانت العدلية مقصدنا ودربنا الدائم.
كنت في لجنة الثقافة والتراث في نقابة المحامين، وكان يرأسها الوزير السابق معالي الأستاذ إدمون رزق وقد ضمّت عددًا كبيرًا من المحامين، غير أنّ من كان يثابر على الحضور دوريًا الأساتذة: إدمون رزق طبعًا، رفيق غانم، سعيد نصر الدين، يوسف لحود، الكسندر نجار، الدكتور شبلي وأحيانًا الأستاذ ريمون عازار وأنا، ولم أكن أتغيّب أبدًا.
وحدث أن وقعتُ وأصيب الكاحل في رجلي بحيث اضطررت للبقاء في البيت دون حراك لشهرين تقريبًا.
وذات يوم، وردني اتصال من الأستاذ سعيد نصر الدين يعلمني فيه بأنّ لجنتنا مدعوة لحضور حفل تكريمي للأستاذ ريمون عازار في الرابطة الثقافية في انطلياس وتمنّى عليّ الحضور، فأجبته بأنّني لا أستطيع التنقّل بسبب إصابة كاحلي، وطلبت منه أن يوصل اعتذاري للأستاذ ريمون عازار، علمًا أنّني سأتصل به شخصيًا. فأجابني الأستاذ سعيد على “الواتس أب” بهذه الأبيات:
قالت إجري بتوجعني
تحت الركبي بشبرين
كذّابي مش رح صدق
إنو القمر إلو جرين
فأجبته على الفور وعبر “الواتس اب” أيضًا:
الكاحل بإجري موجوع
وتصديقي مش بالقوي
إلي حقّ ومش ممنوع
إمشي عالأرض وضوي
وفي جلسة اللجنة وعلى هامشها، أخبر الأستاذ سعيد ما حصل وقال الأستاذ إدمون لازم نخبّرها للأستاذ ناضر كسبار.
رزقنا الله تلك الأيّام وأعادها.
تحياتي ومحبّتي الغامرة لك دومًا.
***
كونوا جاحدين
من خلال متابعتنا اليومية لآراء وكتابات بعض الأشخاص من حزبيين وغير حزبيين، نلاحظ أنّهم يبخّرون بشكل مريع زعيمهم أو مسؤولين كبار. وللأسف معظم هؤلاء المبخّرين وصلوا إلى مراكز ومناصب لا يستحقّونها، من النيابة والوزارة إلى الإدارة العامة إلى عضوية مجالس إدارة…الخ. كلّ ذلك دون أن نعلم ما هو المعيار الذي اتبعه من قام بالتعيين واستنادًا إلى أيّ ملفّات أو معطيات.
في محاضرة في نقابة المحامين، يوم كنت مسؤولًا عن محاضرات التدرّج، قال القاضي الكبير شكري صادر، إنّه لا توجد معلومات ومعطيات في ملفّات من يتولّون الشأن العام، كما لا توجد تلك المعلومات في ملفّات القضاة. وأعطى مثلًا أنّ ملفّه الشخصي كان يضمّ فقط المستندات المتوجّبة يوم دخوله سلك القضاء ومراسيم تعيينه في هيئة الإستشارات وكرئيس لمجلس شورى الدولة.
وفي أيّامنا الحاضرة، نقرأ أسماء لتعيينها في مناصب عليا أو في مراكز إدارية، ومن متابعة سيرة هؤلاء الأشخاص، نلاحظ في معظم الأحيان وغالبيتها، أنّهم من جماعة هذا أو ذاك، أو مقربّون من هذا أو ذاك، أو قاموا بتمجيد هذا أو ذاك. أمّا الكفاءة ففي خبر كان. وبعد التعيين يزداد التمجيد والتبخير وتنفيذ التعليمات إنْ لم نقل الأوامر.
فمتى يعيّن أشخاص مثل وزير العدل الفرنسي روبير بادنيتر Robert Badinter، الذي عيّن رئيسًا للمجلس الدستوري في فرنسا والذي قال عبارته الشهيرة للرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران:
« M. françois Mitterrand, mon ami, merci de me nommer président du conceil constitutionnel, mais sachez que dès cet instant, envers vous, j’ais un devoir d’ingratitude. »
***
سكرة يحكي عنها التاريخ
يروي المحامي الألمعي أنطوان القاصوف، إبن البوشرية البار، أنّ أحد أبناء بلدة مجاورة، يدعى بطرس كان في حالة سكر دائم، لا يستفيق من سكرته إلاّ لمامًا. وبالمعنى الدارج “مطفي”. ويضيف الأستاذ قاصوف أنّ بطرس المذكور كان وهو في عزّ سكرته يقول:
– ما بوعى من هالسكرة؟ إيه والله وقت أوعى من هالسكرة بدي افقع سكرة يحكي عنا التاريخ.
***
صفات الموكل
إلتقيت المحامي مطانيوس عيد أظرف محام في العدلية، فقال:
يحضر الموكل ويقول لي: اتكالي على الله وعليك. فأقول له: خسرت الدعوى لأنّك متكلّ على أضعف اثنين في لبنان الله وأنا.
ويضيف: أقول دائمًا إنّ الموكّل المزعج عنده ثلاث صفات:
– عقله صغير
– مصرياتو قلال
– ودعواه مشربكة.
“محكمة” – الإثنين في 2021/2/22