مقالات

إنتخابات المحامين والحراك الشعبي/نهاد جبر

نهاد جبر (نقيب المحامين سابقاً):
المحامون في 17 تشرين الثاني 2019، مدعوون إلى جمعية عامة للمصادقة على ميزانية وموازنة النقابة، وانتخاب خمسة أعضاء في مجلس النقابة ومن ثم انتخاب نقيب لهم.
في ظلّ الأوضاع التي يمرّ بها الوطن، أثبتت نقابة المحامين على مدى مئة عام، أنّها وليدة الديمقراطية، من خلال تمسك المحامين بها، رغم ظروف صعبة، كتلك الانتخابات التي حصلت في السنوات 1982 و 1987 و 1989، وكان لبنان في ذلك الزمن، يرزح تحت قطع الطرق وإقفال المعابر وتعطّل المؤسّسات والقصف العشوائي، وبالرغم من هذه العوائق، تنادى المحامون، تلقائياً، وبدافع من حسّ وطني ونقابي، إلى الحضور إلى باحة “الخطى الضائعة” في قصر العدل في بيروت، ليعلنوا للملأ، في الداخل والخارج، أنّهم أسياد الديمقراطية والحرّيات العامة والخاصة ومارسوا هذا الحقّ والواجب.
وإذ يمرّ لبنان اليوم، في مرحلة ليست أصعب وأشدّ من تلك التي مرّ بها، فمن المفترض، أن تعقد الجمعية العامة للمحامين في 2019/11/17، صوناً للديمقراطية التي طالما تغنّت بها النقابة، وكانت مثالاً لكلّ المؤسّسات والجمعيات والنقابات، لأنّ الديمقراطية، وحدها الديمقراطية، تدعو المحامين، من كبارهم إلى صغارهم في العمر، ومهما كانت انتماءاتهم، حزبية أو مستقلّين، وبمعزل عن طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم، إلى الحضور بكثافة، لممارسة حقّهم والقيام بواجبهم تجاه نقابتهم لتكريس مبدأ تداول السلطة فيها، وتجاه وطنهم، لإعطاء المثل الصارخ بأنّ الديمقراطية فيه هي بخير، وأنّ تداول السلطة أمر طبيعي يجب أن تتمثّل به سائر مقوّمات الوطن.
إنّ حضور المحامين في 2019/11/17، وإن كان حقّاً من حقوقهم، وهو حقّ أساسي، فإنّه، في هذه الظروف، أكثر من حقّ، إنّه واجب يقتضي بهم القيام به حفاظاً على تاريخ نقابتهم في السنة الأولى من مئويتها الثانية، فلا التخلّف عنه مسموح ولا التخاذل فيه مبرّر ولا أسباب العزوف مقبولة، فالحضور أهمّ من الاقتراع لأيّ من المرشّحين، إنّه فرصة لتثبيت انتسابهم لنقابتهم، وتعلقهّم بها وبالديموقراطية بكافة مبادئها وأهدافها.
2019/11/17 إنّه يوم الديمقراطية الأصيلة الواعية في نقابة المحامين في بيروت، فمهدّوا للمحامين طرق ممارستها وسهّلوا لهم أمرهم، فبهم تنتصر وترتفع أعلامها وشعاراتها، ومعهم تنتصرون للحقّ والواجب والوطن.
إلى الطيّبين في الحراك،
إنّ أحد 17 تشرين الثاني هو أمانة في ضمير الوطن، ويوم مفصلي من أيّام حراككم، من مطالبكم،
من الانتفاضة،
وكما النقابة حريصة على هذا الاستحقاق، فإنّ حرصكم يعادل حرصها عليه، إن لم يكن أكبر،
فانتصار المحامين في يومهم هذا، هو انتصار للديمقراطية والحريّة، وهو في مصلحتكم، فلا تتحمّلوا وزر عرقلة هذا الاستحقاق، ولا تضيّعوا الفرصة على المحامين وعليكم، فإذا ما ضاع، فإنّه علامة لن تكون في صالح حراككم، فسهّلوا للمحامين سبل القيام بواجبهم تجاه نقابتهم والوطن والمواطن،
وليكن يوم 17 تشرين الثاني 2019 يوم الديمقراطية في لبنان، ويوم عظيم من أيّام حراككم.
“محكمة” – الأربعاء في 2019/11/13

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!