الجثّة عائمة على صلاحية بين ضفّتين/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
ذات يوم، طفت جثّة رجل على سطح مياه نهر الأوّلي، فحضرت القوى الأمنية المعنية مع طلوع ضوء الصباح، وخابرت النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب وقاضي التحقيق المناوب، فحضر هذا الأخير على عجل على الرغم من أنّه كان متعباً ولم ينم إلاّ قليلاً طوال الليل وقد بدت علامات الإرهاق على وجهه، وبمجرّد وصوله، سأل فوراً لمن يعود الإختصاص هنا، باعتبار أنّ جزءاً من النهر تابعٌ لمحافظة جبل لبنان، والجزء الآخر محسوبٌ على محافظة الجنوب، فقيل له إنّ مكان وجود الجثّة عائد للجنوب، ويعتبر من أرض الجنوب، وبالتالي من ضمن اختصاصه، فلمعت فكرة النجاة في رأسه، والتخلّص من التحقيق وهو المرهق، وما كان منه إلاّ انتزع غصناً كبيراً من شجرة، ودفع الجثّة إلى المقلب الآخر، لتصبح الصلاحية محصورةً بالنيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وهكذا كان!
(نشرت في مجلّة “محكمة” – العدد 26- شباط 2018- السنة الثالثة)
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يمنع منعاً باتاً على أيّ شخص، طبيعيًا كان أم معنويًا وخصوصًا الإعلامية ودور النشر والمكتبات منها، نسخ أكثر من 20% من مضمون الخبر، مع وجوب ذكر إسم موقع “محكمة” الإلكتروني، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، كما يمنع نشر وتبادل أيّ خبر بطريقة الـ”screenshot” ما لم يرفق باسم “محكمة” والإشارة إليها كمصدر، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.