طرائف وأشعار

القضاة والمحامون مواقف وطرائف… ضبّي سلاحك يا مرا/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
ضبي سلاحك
يروي المحامي الياس كسبار ان القاضي المرحوم الشيخ عزيز الهاشم كان يجلس وراء مكتبه عندما دخلت احداهن وهي غير محتشمة، والقت بصدرها على المكتب تحت ستار انها تشرح له نقطة معينة.
فقال لها:
– ارفعي سلاحك عن مكتبي وضبيه.
* **
“الموكل المزعج”
يروي المحامي الالمعي مطانيوس عيد ما يأتي:
لقد كنت اقول دائما ان الموكل المزعج عنده صفات ثلاث:
– عقله صغير
– مصرياتو قلال
– ودعواه مشربكة
** *
نقابة تضم ثمانية محامين
يقول النقيب ميشال خطار ان نقابة المحامين في بيروت هي من اعرق النقابات واكثرها اهمية بخاصة وانها تضم اكثر من احد عشر الف محام. في حين ان بعض النقابات في دول العالم لا تضم اكثر من عدة محامين. وفي هذا المجال يقول انه التقى مرة نقيب محامي منطقة في سويسرا وابدى اهتماماً شديدا به فقال له النقيب السويسري:
– خفف عنك يا صديقي فنحن لسنا سوى ثمانية محامين بمن فيهم انا.
Ne vous emballez pas me. Khattar nous ne sommes que huit y compris moi meme.
ويضيف الشيخ ميشال “ان البعض يتوق دائما الى المراكز الاعلى بمعنى ان المحامي قد يتوق الى ان يكون عضوا في نقابة المحامين والعضو في النقابة قد يتوق الى منصب نقيب ثم مركز وزير…الخ. وفي هذا المجال يقول ان المحامي فريد قزما قد انتخب نقيبا للمحامين ثم عين وزيرا. وعندما سئل عما اذا كان يترشح لمركز رئيس للجمهورية قال:
– بالطبع لا لانه يوجد منصب اعلى منه اتوق اليه.
ويختم النقيب خطار بالقول ان نقيب المحامين يجب ان يعمل لنقابته والا يفكر بالمراكز الاخرى التي قد تحد من نشاطه وتجعله غير قادر على اتخاذ المواقف التي يجب اتخاذها في بعض الاحيان.
وعلى صعيد القضاء يعتبر النقيب خطار ان القضاء والمحاماة لا يمكن ان ينفصلا عن بعضهما البعض، وان القاضي يجب ان يكون مثل امراة القيصر ويجب تحسين اوضاعه المعيشية وتسليمه المركز الذي يليق به لانه يحكم باسم الشعب اللبناني، ولكي يستطيع الحكم يجب ان يكون في وضع يسمح له بذلك من دون اية مداخلات سياسية او حزبية او ما شابه ولذلك يجب تأمين الضمانات اللازمة له والتي تجعله بمنأى عن اية مداخلات او انتقامات.
ويروي النقيب خطار على لسان الوزير السابق المحامي فؤاد بطرس انه على ايام المحاكم المختلطة كان هناك قاض فرنسي عرضت عليه قضية موظف فرنسي ارتكب جرما معينا في لبنان وجاء احد الضباط الفرنسيين يطلب منه لفلفة القضية لان الامر متعلق بشرف فرنسا فأجابه القاضي الفرنسي:
– حضرة الكوميسير، حضرة الجنرال، انا اسهر على تطبيق العدالة في لبنان.
وحكم على الموظف الفرنسي.
* * *
انت اولهم ولو انني انتصرت
كان الوزير النقيب ادمون كسبار ينتقد دائما الحكم الذي اصدره القضاء الفرنسي ضد الماريشال بيتان. فقد رافق النقيب كسبار محاكمة الماريشال من خلال الصحف والاخبار والجريدة الرسمية الفرنسية. وكان يقول: ان من يسمع الشهود او يقرأ وقائع المحاكمة ومستندات الدعوى لا بد ان يعبتر ان الماريشال انقذ فرنسا من دمار كامل.
مضيفا:”ولكن للسياسة احكامها، ولا يمكنك ان تكون في الوسط فاما ان تكون بطلا كديغول او خائنا كبيتان. الا تذكر قصة الماريشال “ناي” لقد سأله رئيس المحكمة: من هم شركاؤك في المؤامرة؟
فأجابه:”كلهم سيدي الرئيس وانت اولهم لو انني انتصرت”
* * *
الوفا إلو اربابو
المعلوم ان المحامي اميل لحود كان رجل سياسة من الطراز الاول. وقد عين وزيرا وكان ينتمي الى الحزب الدستوري. ولكن لدى انتمائه اليه، لامه احد النواب على ذلك. وكان هذا النائب قد ترك الحزب وتخلى عن الرئيس بشارة الخوري الذي كان له فضل كبير عليه فأنكر جميله عليه. فأجابه النائب لحود ببيتين من الشعر يدلان على عدم وفاء زميله الذي لم يتعرف مرة على الوفاء:
الوفاء الو اربابو            يرحم بيك بترابو
بتذكر اني شفتك       مكتف واقف عا بابو
وزار مرة صديقه القاضي الشيخ فارس نصار فلم يجده في المنزل ووجد على الباب نضوة فتحركت اريحته وكتب له:
علق نضوة بباب دارو         بلكي بيبيض نهارو
تاري كان عندو قرشين      لمن علقها طارو
فرد عليه الشيخ فارس بعد عودته بما يأتي:
انحس من نضوة بابو         علق حظو بنوابو
من النضوة طارق قرشين   بنوابو باع ثيابو
والمحامي اميل لحود كان من المع المحامين في ايامه. وكانت الجماهير تحتشد كلما علمت بموعد جلسة يترافع فيها. وفي احد الايام، وبعد حضوره جلسة في مصر، حضر الى سوريا للمرافعة في دعوى شهبندر الشهيرة فاحتشدت الجماهير لحضور المرافعة. عندها يقول النائب اوغست باخوس فرضت السلطات ليرتين ذهبيتين على كل راغب بالحضور مع ذلك حضر المئات.
* * *
الزجل والمعلم والتلميذ
في كتابه الظرف وظرافات، وفي معرض كلامه عن الزجل اللبناني، يقول المحامي فؤاد مشعلاني:
اول ما يحضرني من النماذج الزجلية الظريفة “حوار المعلم والتلميذ” يبدو ان معلماً استغلظ تلميذه فأنزل به قصاصاً غريباً وهو “ردة قرادي” اي بيتان موزونان مقفيان باللهجة العامية اللبنانية. وقد رد التلميذ على استاذه لائماً، ناقداً مدافعاً عن نفسه:
لولا كانون دماتك               بخفية عقلاتك
كانت اهل الضيعة عموم    ما بتحلف غير وحياتك
التلميذ:
حاجي مكبرلي دفك       مني خايف من كفك
قصد مخفف عقلاتك       حتى احضرلك صفك

“محكمة” – السبت في 2019/4/20

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!