المصري يمثّل كسبار في مأتم الوزير والمحامي تقلا: برع في ممارسة المهنة متخصّصاً في القضايا التجارية والمصرفية
أقيم مأتم رسمي للمحامي الوزير السابق المرحوم يوسف تقلا في كنيسة المخلّص للروم الملكيين الكاثوليك في الأشرفية – مونو- ، ترأسه راعي أبرشية بيروت المطران جورج بقعوني بحضور الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان وممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الوزير جورج كلاس وشخصيات سياسية واجتماعية وأصدقاء الى جانب أفراد العائلة، وعضو مجلس نقابة المحامين في بيروت فادي المصري الذي ألقى باسم النقيب ناضر كسبار الكلمة التالية:
“كلفني حضرة نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار، فشرّفني، بتمثيله وتمثيل النقابة في مأتم الراحل الكريم زميلنا الوزير السابق الأستاذ يوسف سليم تقلا وبتأبين الفقيد العزيز بإسمه.
ولد المرحوم يوسف تقلا سنة 1937 في بيروت في عائلة لبنانية عريقة من ذوق مكايل، فوالده المرحوم سليم تقلا كان من كبار الشخصيات اللبنانية، تولى مناصب عامة عديدة من رئاسة المجلس البلدي لمدينة بيروت سنة 1929، وكان عمره 35 عاماً، حيث قام بإنجازات هامة في إطار تحديث العاصمة وتطويرها الى النيابة إذ انتخب نائباً عن جبل لبنان لدورتين ثم كوزير للأشغال العامة والعدل والخارجية. وقد كان المرحوم سليم تقلا أحد أركان الإستقلال سنة 1943 واعتقل مع رفاقه الرؤساء بشارة الخوري وكميل شمعون ورياض الصلح وعبدالحميد كرامه وعادل عسيران في قلعة راشيا قبيل إعلان الإستقلال.
ووالدته المرحومة رينيه قشوع إبنة العائلة البيروتية العريقة التي خرج منها النقيب المرحوم البير قشوع أحد الآباء المؤسسين لنقابة المحامين في بيروت والمرحوم الاستاذ سليم قشوع.
اما عمه المرحوم فيليب فقد كان محامياً ودبلوماسياً وسياسياً تولى أيضاً وزارات عدة وكان أول حاكم لمصرف لبنان سنة 1963 وترك أثراً كبيراً في الحياة السياسية اللبنانية.
درس المرحوم الأستاذ يوسف سليم تقلا الحقوق في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في بيروت وتخرّج منها سنة 1961 حيث انتسب الى نقابة المحامين في بيروت متدرّجاً في مكتب المرحوم الأستاذ روجيه نجار قبل أن يؤسس مكتبه الخاص وقد برع في ممارسة المهنة متخصّصاً في القضايا التجارية والمصرفية التي تفوّق فيها.
وقد شارك بصفته المهنية بتأسيس شركة تلفزيون لبنان ومصرف الإسكان وعُيّن مستشاراً قانونياً لهاتين المؤسستين كما ولمصرف لبنان ولمؤسسات خاصة كبيرة أخرى.
ترأس عدة هيئات تحكيمية دولية ولا سيما في غرفة التجارة الدولية في باريس وله عدة مقالات وأبحاث قانونية في اللغتين العربية والفرنسية.
خلال الحرب في لبنان، مارس المرحوم الأستاذ يوسف تقلا نشاطاً مهنياً بارزاً في سويسرا وفرنسا حيث حظي بتقديرٍ كبير من زملائه الأوروبيين الى ان عاد الى لبنان وواصل ممارسة المهنة مع شريكيه المرحوم الأستاذ كبريال طراد والوزير لاحقاً الأستاذ وليد أنيس الداعوق أطال الله بعمره الى ان أقعده المرض في السنوات الأخيرة من حياته.
عُيّن الفقيد وزير دولة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تشكّلت بموجب إتفاق الدوحة في بداية عهد الرئيس ميشال سليمان فأُسندت اليه مهام دقيقة نظراً لما يتمتّع به من خبرة حقوقية ومن علاقات عامة واسعة.
عُرف فقيدنا الكبير بالتزامه المهني وجدّيته ورصانته وانفتاحه وحسّه المرهف واشتهر بتحفّظه وصرامته فكانت مسيرته الشخصية والمهنية والعامة مثالاً يحتذى وقد لمع إسمه في دنيا المحاماة فحظي بإجماع زملاءه على احترامه وتقديره فكان بحقّ الحقوقي بامتياز والمحامي اللامع والمتألق.
أما وقد غاب عنّا وجه الأستاذ جو، فإننا نأخذ من حياته عبرة ومن خصاله العديدة ومزاياه الحميدة منارةً نهتدي بها معربين لذويه ومنهم الزميلين العزيزين الأستاذين جرجي فؤاد نفّاع ونبيل اميل مخلوف وزملائه ومحبيه عن تقدير نقابة المحامين لأحد كبار أبنائها ومقدمين لهم باسم النقيب ومجلس النقابة خالص التعازي راجين من الله أن يتغمّد الفقيد الكبير برحمته الواسعة، وليكن ذكره مؤبداً.”
“محكمة” – الثلاثاء في 2023/8/22