تأثير الإعلام في نقابات المهن الحرّة/ناضر كسبار

ناضر كسبار(نقيب المحامين السابق في بيروت):

الصحافة مرآة المجتمع، تنقل ما يحصل فيه. فإذا كان مجتمعاً نظيفاً تنقل وقائعه النظيفة. وإذا كان مجتمعاً فاسداً، تنقل وقائعه الفاسدة. وهي بالتالي لا تجعل من النظيف فاسداً، ومن الفاسد نظيفاً. فهل تؤدي الصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة هذه الرسالة بأمانة؟

 وهل تغيرت الظروف وأخلاقيات هذه المهنة النبيلة والشريفة؟ خصوصاً وان الاعلام لم يعد محصوراً بالوسائل العادية، بل صار كل صاحب سايت وكأنه إعلامي، وبعضهم يرمون الاخبار غير الصحيحة وغير الدقيقة لغايات مختلفة. ولأن موضوع المؤتمر الحاضر يتمحور حول تأثير الاعلام في نقابات المهن الحرة. فسوف نركز على ما نشهده وما قد نعانيه من بعض الاعلام، على الاقل خلال فترة ولايتي.

ففي اليوم الاول لانتخابي نقيباً للمحامين، نشرت إحدى الاعلاميات المتلونات، صورة اقتطعتها من صورة مجلس النقابة في زيارة سابقة للرئيس بري، لتقول ان السلطة دعمتني، علماً بأن ندوة محامي حركة آمل كانت تدعم مرشحاً آخر.

وبدأنا نعاني بشكل شبه يومي من اخبار سريعة مفبركة، وكاذبة  ووصلت الامور الى كتابة إحدى الصحف خبراً بعنوان نقيب البروتوكول. لماذا؟ لانني اشرت الى اربعة نواب وصلوا متأخرين وجلسوا في الصف الرابع ليجلسوا في الصف الامامي الذي كان شبه خال. في حين اننا كنا نجتمع ثمانية عشر نقيباً من نقباء المهن الحرة في بيروت وطرابلس ونعقد المؤتمرات الصحفية، ولم تكن وسيلة اعلامية واحدة تنشُر الخبر المتعلق بأموال المودعين.

فهل هذه هي مهمة الإعلام؟ واين كبار الاعلاميين الذين مروا في نقابتي الصحافة والمحررين والذي كانوا قدوة في الاعلام في لبنان والخارج؟

أيها السادة

في جميع خطاباتي كنت اشدد على كلمة “إنتماء”. فمن ينتسب الى مهنة او مؤسسة او إدارة ولا يحافظ على مبدأ انتمائه اليها، فليتركها. لأنّ من يقوم بتدمير وتهشيم المهنة التي ينتمي اليها لا يستحق هذا الشرف.

من هنا. أدعو بصدق الى التخلي عن بث الاخبار الكاذبة الهدامة، من اجل مصالح مادية رخيصة، لأنّ رسالة مهنة الصحافة اعمق وانبل وأسمى من هذه التصرفات السخيفة والسيئة. وفي مطلق الاحوال، يقتضي صدور تشريعات جديدة تواكب تطورات العصر. فالعلم يركض وعلينا مواكبته، وبالتالي وضع ضوابط صادقة، حتى لا تنتشر الفوضى الهدامة، ونندم في حين لا ينفع الندم.