خاص”محكمة”: ميراي ملاّك من القاضيات الناجحات
خاص –”محكمة”:
إنّ نسبة النساء في القضاء تبلغ اليوم 45 بالمائة تقريباً وهي نسبة عالية ومتقدّمة وتنمّ عن قدرتهنّ على العمل والمثابرة على تحقيق النجاح تلو النجاح.
وتبرع القاضيات الشابات في عملهنّ على الرغم من تولّيهن مراكز عديدة بين موقع أصلي وآخر بالانتداب. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، القاضي ميراي ملاك التي دخلت سلك القضاء في العام 2010 وعيّنت عضواً في محكمة بداية بيروت العقارية بالإضافة إلى قاض منفرد مدني في بيروت ناظر في قضايا الايجارات بالانتداب لغاية 2014، ثمّ عيّنت قاضياً منفرداً للإيجارات في جبل لبنان لمدّة ثلاث سنوات حيث قدّمت أحكاماً مميّزة من جهة البحث القانوني المعمّق الذي يدلّ على جهد وذكاء ورغبة جامحة في تقديم الجديد، في وقت كان الفراغ يُرْغم بعض القضاة على استئخار الملفّات إلى حين تعديل قانون الإيجارات.
وبموجب مرسوم التشكيلات القضائية الصادر في 10 تشرين الأوّل 2017، عيّنت القاضي ملاك قاضياً منفرداً في بعقلين ومستشاره في محكمة جنايات بيروت التي يرأسها القاضي طارق بيطار، وبالتالي فإنّ عملها لم يقتصر على محكمة واحدة، بل امتدّ ليشمل محكمتين في آن معاً.
واستطاعت القاضي ميراي ملاك منذ تولّيها محكمة جزاء بعقلين أن تصدر 286 حكماً من منطلق أنّ العدالة والعمل لا يتعلّقان بالمراكز الكبيرة فقط، فهذه المحكمة في منطقة الجبل ذات أهمية خاصة وهي توليها كلّ اهتمام ورعاية وبابها مفتوح لكلّ الناس، ولا يذكر لها أيّ غياب أو مماطلة في الجلسات لتقدّم صورة ناصعة عن القاضي الإنساني الراقي الذي يوازن بين القانون والإنسان، فالقانون من دون الناس لا يساوي شيئاً.
وأكثر ممّا تقدّم، فإنّ القاضي ميراي ملاك أمّ وتعمل بمعدّل خمسة أيّام في الأسبوع الواحد بحيث تنتقل بين بعقلين وبيروت من دون ملل أو تعب، ولا يخفى على أحد الكمّ الكبير والهائل للملفّات الهامة لدى محكمة جنايات بيروت والتي تحتاج إلى حكمة وروية وبصيرة وتدقيق ومسؤولية قبل وضع الأحكام ولفظها بوجه المعنيين بها.
إنّ القاضي ميراي ملاك نموذج عن القاضيات المميّزات اللواتي يعملن لأجل المصلحة العامة لا الشخصية، وصورة مشرقة عن أنّ القضاء العدلي لا يزال بألف خير.
(نشر في النسخة الورقية من مجلّة “محكمة” – العدد 33 – أيلول 2018- السنة الثالثة).