خاص “محكمة”: المجلس التأديبي للقضاة يعلن براءة قاض من الرشوة/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
أصدر المجلس التأديبي للقضاة اليوم قراراً في غاية الأهمّية قضى بتبرئة رئيس محكمة استئنافية هامة في البقاع من تهمة الرشوة، واكتفى بإنزال درجته كونه “محاطاً بأشخاص مشبوهين” على ما ورد في متن القرار الذي لا يجوز نشره أو البوح باسم القاضي المعني عملاً بالقانون.
وليس خافياً على أحد أنّ قرار المجلس التأديبي اليوم وبالبراءة الناصعة، دليل آخر على أنّه كان ثمّة تسرّع في فتح ملفّ التنقية الذاتية في القضاء أو ما عرف بمكافحة الفساد في القضاء وبطريقة المكاشفة الإعلامية ومن دون حفظ خطّ الرجعة لجهة قرينة البراءة التي يفترض أن يتمتّع بها كلّ شخص وكلّ إنسان، فكيف إذا كان قاضياً ومسؤولاً عن إحقاق الحقّ؟
نعم، كان بإمكان المعنيين في القضاء القيام بما يمليه عليهم الواجب في مكافحة الفساد في القضاء بسرّية تامة ومن دون استعجال نتائج المحاكمة السرّية حفاظاً على سمعة القضاء والقضاة، وبالتالي فإنّه كان بإمكانهم تجنّب الخوض في هذا الملفّ الحسّاس في الإعلام خصوصاً وأنّ القانون واضح لجهة منع نشر أيّ معاملة من معاملة التحقيق أمام التفتيش القضائي والمجلس التأديبي ما خلا القرار النهائي المتعلّق بالصرف والعزل.
ومن حقّ القاضي الذي صدر حكم البراءة لمصلحته اليوم ومن تهمة الرشوة التي حيكت أخبار وأقاويل كثيرة حولها طوال الأيّام الماضية، وخرج الناس باستنتاجات غير واقعية وغير مطابقة لحال الملفّ منذ نيسان 2019، أن يمشي في العدلية مرفوع الرأس، فالبراءة كبيرة مقارنة بكلّ التحليلات التي وصلت إلى حدّ القول بإمكانية صرفه نهائياً.
يذكر أنّ المجلس التأديبي للقضاة يتألف من القضاة ميشال طرزي رئيساً وأيمن عويدات وغادة أبو كروم عضوين. كما أنّه بإمكان التفتيش القضائي استئناف قرار المجلس التأديبي المذكور.
“محكمة” – الثلاثاء في 2019/10/15