مقالات

غياب النقيب المحامي محمّد شهاب خسارة للعدالة/عمر زين

بقلم: المحامي عمر زين(الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب):
رحل رجل كبير من أنبل الرجال في يوم أحبّه خلال ممارسته لمهنته التي عشقها هو يوم المحامي في لبنان، أنّه أمير الكلمة والبيان الزميل الصديق النقيب المحامي محمّد شهاب.
أدرك الراحل العزيز بأنّ العدل صلاح البرية، فناضل كلّ حياته لتحقيقه فكان صبوراً بقناعته بأنّ الصبر رأس الايمان.
محمّد شهاب كان بالفعل في حياة الآخرين كحبّات السكر، ومن أجل ذلك رفعه زملاؤه إلى مجلس نقابتهم ستّ مرّات، كان خلالها أميناً للسرّ 18 سنة ونقيباً بالوكالة أيضاً، وهذا رقم قياسي في تقدير شخصيته وكفاءته، كما كان مسؤولاً عن مركز النقابة في صيدا حيث خلف الزميل الصديق المرحوم عبدالله البيضاوي وذلك حتّى يوم رحيله.
المغفور له محمّد شهاب تمتّع بمكانة راقية عالية نتجت عن أسلوبه في فنّ التعامل مع الآخرين، فكان نبيلاً لتألّمه بألم كل إنسان وكلّ زميل، وكان عظيماً لمشاركته في المعالجة بكلّ حبّ وتفان، وأفعاله أكّدت صدق هذه المحبّة بدون تمييز وبدون بغضاء لأيّ كان، فلم يعرف عقله وقلبه حقداً ولا كراهية.
لقد جاهد من أجل المستضعفين ولم يفرّق في رسالته المهنية بين فقير وغني، ولا بين قوي وضعيف ولا بين أسود وأبيض…. بل فرّق بين الظالم والمظلوم فكان مع الحقّ بكلّ أصالة وعلم وقوّة لأنّه آمن برسالة المحاماة كرسالة للحقّ ونصيره وصوته، وبأنّ المحامين فرسان هذه الرسالة وهو كان في مقدّمة هؤلاء الفرسان، الحاملين لأمانتها، الناهضين بها، والباذلين بصدق وأمانة وإخلاص في محرابها ففهم ومارس مهمة الدفاع بسعة المنابع وتنوّع المصادر، ومن أجل ذلك كان الزميل المطلوب في العمل النقابي خلال مدّة انتخابه وبعدها حتّى الرحيل لأنّه من أذكى وأنجح وأبرع من ينظم ويعبّر عن نيّة وإرادة نقابية في معظم ما يتطلّبه العمل النقابي بكلّ نشاطاته وخاصة النظامية منها.
والسيرة العطرة هذه منبعها تربيته وشخصيته وتدريبه في مكتب الكبار الكبار من اللبنانيين الصيداويين المحاميين شفيق لطفي ومعين الزين اللذين تشهد لهما المنابر والمحاكم بعلمهما وتفانيهما في سبيل الحقّ والعدالة، وتخرّج من مكتبه زملاء أعزاء يمارسون مهنتهم من معين حياته المهنية والنقابية ونذكر منهم المحامين: رضوان فروخ، ومحمّد خليل وخالد العماد، وسامر حدّاد، وربيع غدّار، ومحمد بظان، ونضال الطفيلي، ورانيا جابر، وإيمان عجيل، ومايا وديما محمّد شهاب، وحسن الزين، وعماد عيسى، وزهير عوض، وهيام الشامي، وسناء فياض.
إلى جنّات الخلد مع الصدّيقين والأبرار وللأسرة الكريمة التي نحبّ ونحترم، جميل الصبر والعزاء.
“محكمة” – الثلاثاء في 2019/10/15

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!