مقالات

رأي قانوني في مراجعة إبطال قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية/ فرانسوا ضاهر

القاضي السابق والمحامي فرانسوا ضاهر:
١- إنّ قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية هو بمثابة عمل حكومي بامتياز (acte de gouvernement) تمّ التصديق عليه من المجلس النيابي بموجب قانون، فلا يكون بالتالي قابلاً للإبطال من قبل المجلس الدستوري لإمكانية مخالفته أحكام الدستور، بالنظر لطبيعته القانونية (vu sa nature juridique occulte).
٢- كما هو غير قابل للإبطال على أساس أنّ المجلس النيابي قد أضحى هيئة إنتخابية لرئيس الجمهورية وليس هيئة مشترعة. وإنّ إقراره في فترة الفراغ الرئاسي يجعله مخالفاً لحكم المادتين ٧٤ و ٧٥ دستور.
ذلك أنّه، ولو صحّ هذا التفسير لنصّ المادتين المذكورتين، يبقى أنّ المجلس المذكور هو سيّد نفسه، ولا رقابة من المجلس الدستوري على مدى ممارسته لصلاحياته الدستورية كما وعلى تجاوزه لها، بل إنّ رقابته تقتصر على عمله التشريعي فحسب، لناحية مطابقته لأحكام الدستور أو مخالفته لها.
٣- وفي أيّ حال، إنّ إبطال قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية في حال وقوعه وإقراره من قبل المجلس الدستوري، إنّما يرمي، في المحصّلة، إلى إلزام السلطة الإجرائية بإتمام الإنتخابات الخاصة بها. غير أنّ هذا الإلزام يخرج عن نطاق صلاحياته من جهة، ويتعارض مع ملاءمة إتمامها من عدمه من جهة ثانية، على اعتبار أنّ تقدير الملاءمة يقع ضمن حصرية إختصاص وصلاحيات تلك السلطة.
٤- لذا، يكون طلب الإبطال المزمع تقديمه من ضروب المحال على الصعيد القانوني، ويفتقد إلى الواقعية السياسية والملاءمة، في ظلّ الأوضاع التي تعيشها البلاد على كافة الصعد، والفراغ الكامل الحاصل في السلطة الإجرائية ومدى تأثير المنحى الذي سيتّخذه إعادة تكوينها على تركيبة السلطات المحلّية بحدّ ذاتها، عند إتمام الانتخابات المتعلّقة بالمجالس البلدية والاختيارية في التوقيت المناسب.
“محكمة” – الجمعة في 2023/4/21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!