أبرز الأخبارعلم وخبر

زهران يصف محامين بـ “الدواعش” ويتهمّهم بتعطيل محاكمات “العسكرية”.. وردود تلوّح بالإدعاء عليه

كتب علي الموسوي:
وصف الإعلامي سالم زهران المحامين الذين يتولّون الدفاع عن أشخاص متهمّين بالإرهاب في ملفّات مختلفة صدرت في حقّ بعضها أحكام وقرارات عن القضاء العسكري والمجلس العدلي وبعضها الآخر لا يزال قيد التحقيقات الإستنطاقية لدى قضاة التحقيق العسكريين، بأنّهم “محامون دواعش”!.
وقال زهران في حديث تلفزيوني ضمن برنامج”بيروت اليوم” على شاشة “أم.تي.في” يوم السبت في 9 أيلول 2017:” في نقابة المحامين، محامون دواعش أكثر من أبو بكر البغدادي وأبو مالك التلّي(..) عطّلوا ويعطّلون محاكمة أحمد الأسير وعدد كبير من الموقوفين(..) محاكمة نعيم عبّاس مسرحية كوميدية(..) ويروحوا يتشكوا عليّ”!.
وأتى كلام زهران بعد أيّام قليلة من إرجاء المحكمة العسكرية الدائمة المباشرة باستجواب أحمد الأسير في ملفّ الشبكات النائمة التابعة له بعد أحدث عبرا في صيدا، بعدما أدلى وكيله القانوني المحامي أنطوان نعمة بسلسلة مطالب منها وضع موكّله في السجن الإنفرادي، كما أنّ المحاكمات في ملفّ أحداث عبرا لم ينته على الرغم من مرور سنوات على حصول الإشتباكات بين الجيش اللبناني وجماعة الأسير.
وقال المحامي نعمة في اتصال هاتفي مع موقع “محكمة”:” إنّ أدبياتي ومقوّمات رسالتي الحقوقية تأبى عليّ إلاّ أن أترفّع عن الصغائر وعن صغارها”، مستشهداً بالمحامي الفرنسي جاك فيرجيس(1925-2013) الذي دافع عن زوجته المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وعرف بعدم الردّ يوماً على منتقديه.
وردّت وكيلة نعيم عبّاس المحامية زينة المصري على زهران، عبر حسابها على “الفايسبوك” بالقول:”إلى من نعتني أنا وزملائي بـ “المحامين الدواعش”، أقول: فلتصمت أبواقكم! سأبقى مستمرّة في ممارسة رسالة الحقّ والعدالة كما آمنت بها، وضحّيت في سبيلها ولو كره الكارهون. وتبقون صغاراً مهما تطاولتم!”.
وسارع محامون إلى وضع تصريح زهران برسم نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس معتبرين أنّه إستفزازي ويحمل إساءة إلى زملائهم حتّى ولو لم يكونوا هم من المدافعين عن أشخاص محالين بجرائم إرهابية، فما اعتبر آخرون أنّ هذا الكلام وإنْ كان صحيحاً، فهو يأتي ضمن إطار حريّة إبداء الرأي والتعبير، فيما وضعه آخرون في إطار “الإتهام السياسي” المنتشر بكثرة في لبنان!.
وبغضّ النظر عن التوصيف المحكى عنه وما إذا كان صحيحاً أو مسيئاً، فمن المعروف أنّ حقّ الدفاع مقدّس، ولا يمكن التنازل عنه إلاّ برضى صاحب العلاقة الذي يمكنه القبول بالمثول أمام القضاء من دون وجود محام يتولّى المدافعة والمرافعة عنه، وهذا حصل مراراً سواء أمام القضاء العدلي أو العسكري.
كما أنّ استلام المحامي لملفّ ما، لا يعني أنّه يتوافق مع المتهم في الجرائم المنسوبة إليه، فقد سبق أن حوكم أشخاص بجرائم التعامل مع العدوّ الإسرائيلي، ولم ينعتهم أحد بأنّهم عملاء، لأنّهم قاموا بواجبهم المهني، واستخدموا كلّ الوسائل القانونية المتاحة أمامهم لتخفيف الأحكام والعقوبات، وهذا الأمر يعود في الدرجة الأولى إلى “شطارة” المحامي وقدرته على ترويض المواد القانونية وإقناع المحكمة المعنية بوجهة نظره وما يسوقه أمامها من كلمات ومواقف وتبريرات ومسوّغات.
كما أنّ هناك محامين يتوكّلون عن أشخاص يتوافقون معهم في الأداء السياسي، فيكونون منتسبين إلى الحزب نفسه أو التيّار عينه، وهذا مباح ضمن مبادئ الحريّات العامة والمصانة دستورياً، ولا غبار على ذلك على الإطلاق.
ورفض عضو مجلس النقابة في طرابلس عبد السلام الخير توصيف زهران، وقال على “الفايسبوك”: “لن نسكت عنه، وسنسلك الطرق القانونية بالدفاع عن كرامة المحامين والنقابة”، موضّحاً أنّ “الدفاع حقّ مشروع حتّى لأعتى المجرمين مهما كانت جرائمهم”، وحتّى المدعو زهران له الحقّ في توكيل محام ليدافع عنه عند الإدعاء عليه وفق الأصول المرعية الإجراء”.
ونشر عضو مجلس النقابة في طرابلس طوني الخوري على صفحته على “الفايسبوك”:” داعش اسم مركّب يشار به إلى القتل العنيف. المحاماة رسالة رفيعة يعرف رجالها بالتزام الدفاع عن المتداعين أمام المحاكم، ومن واجب رجل المحاماة القيام بواجباته بأعلى معايير الحرفية والأمانة والعناية والسعي لحماية حقوق موكّله المستمدة من شرف الوكالة. للشيخ أحمد الأسير ولأيّ متهم أن يكون له محام. التراجع عن التسرّع ليس ضعفاً لذلك أذكّرك بأنّ المحامي ليس مجرماً وليس متطفّلاً على عمل المحاكم، بدونه لا أحكام ذات مصداقية!، المحاماة برفعة النور في الظلامز أدعوك إلى الإعتذار. من سعاة الحقيقة المحامون”.
وقال المحامي محمّد حافظة على “الفايسبوك”: “لو كان أيّ محام داعشياً كما صرّح الأستاذ زهران، فإنّ مخابرات الجيش لن تتأخّر عن الإستماع إليه والتحقيق معه وتوقيفه، علماً أنّه بالرغم من الحصانة التي تحمي المحامي، فإنّ للنائب العام التمييزي الحقّ في إعطاء الإذن باستجوابه متى كانت الاتهامات تحمل أدلّة كافية للاتهام والتجريم”.
ولم يسلم زهران من تعليقات بعض المحامين الذين اتهموه بأنّه “إعلامي وصحافي مأجور”!!.
“محكمة” – الأحد في 10/09/2017.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!