سرَقَ حقيبة زوجين نازحين خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان والقاضي باسم تقي الدين يعاقبه بثلاث سنوات حبسًا/علي الموسوي

المحامي المتدرّج علي الموسوي:
وكأنه لم ينقص النازحين قسرًا من منازلهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان بين 17 أيلول و 27 تشرين الثاني 2024، سوى التعرّض للسرقة في وضح نهار مشرق، وخلال محاولتهم الإنتقال من مكان آمن إلى آخر.
وهذا ما حصل مع الزوجين خ.ف وم.ج. اللذين استقلا سيّارة أجرة بقيادة ع.خ. من محلّة برج أبي حيدر باتجاه محلّة الأشرفية هربًا من القصف والهمجية الإسرائيلية التي لم توفّر شيئًا، لا حجرًا ولا بشرًا.
وقد وضع الزوج حقيبة سفر في صندوق سيّارة الأجرة وفيها أوراق ثبوتية ومصاغ ذهبية ومبلغ مالي مقداره مائتا ألف دولار أميركي. وما ان وصلت السيارة بهما إلى المكان المقصود ونزلا منها حتّى انطلق السائق بسيّارته وفرّ هاربًا ومعه الحقيبة بما هو مخبأ فيها.
وبعد نحو أسبوعين، تمكّن عناصر المجموعة الخاصة في وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي من توقيف السائق في محلّة بصاليم حيث اعترف في التحقيق معه بسرقة الحقيبة بموجوداتها، وأعاد مصاغًا وسيّارتين ومبلغًا ماليًا بقيمة إجمالية مقدارها ثمانون ألف دولار أميركي.
وخلال مجريات المحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت باسم تقي الدين، طالب المدعي الزوج باستعادة كلّ المسروقات، وبدفع مبلغ خمسة مليارات كعطل وضرر. أمّا المدعى عليه فاعترف بأنّ قيمة الأموال المسروقة نقدًا هي ثمانية وتسعون ألف دولار أميركي.
وقد ارتأى القاضي تقي الدين في حكمه الصادر بحقّ السارق، إدانته بجنحة السرقة سندًا للمادة /636/عقوبات وحبسه ثلاث سنوات وهي العقوبة القصوى، وتغريمه مبلغ أربعماية ألف ليرة، وإلزامه بأن يدفع مبلغ مائة وعشرين ألف دولار أميركي إلى المدعي أو ما يعادله بالليرة اللبنانية بتاريخ الدفع الفعلي كردود، بالإضافة إلى مبلغ ملياري ليرة لبنانية كعطل وضرر.
“محكمة” – الخميس في 2025/2/27