مقالات

غيابك يا أمي جرح مفتوح/أنطونيو الهاشم

أنطونيو الهاشم(نقيب المحامين سابقًا):
عيد الأم في غيابك يا أمي، يأتي محمّلًا بالورود والهدايا، لكنه لا يحمل لي سوى فراغٍ لا يُملأ، وذكرى تأبى أن تخفت. أرى العالم يحتفل، والأبناء يتسابقون لاحتضان أمهاتهم، بينما اجلس في زاويةٍ صامتة، اطوي وجعي بين الضلوع، وأهمس باسمك الذي لم يعد يجد من يجيبه.
تمرّ بي التهاني كرياحٍ باردة،تذكرني بأنك لستِ هنا، بأن صوتك الذي كان يملأ البيت دفئًا صار ذكرى، وبأن يداك اللتين كانتا تمسحان تعبي قد غابتا عن الحضور. في هذا اليوم، تتجدد خسارتي كأن الرحيل يحدث مرة أخرى، وكأن الفقد يعيد نفسه بلا رحمة.
أقف أمام صورتك، اتحدث إليها بصوتٍ لا يسمعه سواي، أخبرك كم اشتاق، كم أ تمنى لو كان بإمكاني أن اشتري لك هدية العيد كما يفعل الجميع.لكنك لست هنا، والعيد لم يعد عيدًا منذ رحيلك.
يمر اليوم، لكنه يترك خلفه وجعًا لا يزول. فالحياة قد تمضي، لكن غيابك يظل جرحًا مفتوحًا، يزداد نزيفه في كل عيد.
“محكمة” – الجمعة في 2025/3/21

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!