أبرز الأخبارعلم وخبر

فادي مصري نقيبًا للمحامين في بيروت بـمحبّة 1973 صوتًا ووجهان جديدان في مجلس النقابة/علي الموسوي

المحامي المتدرّج علي الموسوي:
فعلها فادي مصري وجاء نقيبًا للمحامين في بيروت.
فعلها صاحب الوجه الجميل وحامل الإبتسامة الأنيقة التي تنمّ عن رقي ذاتي وقلب إنساني، وهو الذي لم يصدّ يومًا من يطرق باب مكتبه في الطابق الثاني من دار النقابة، بل كان يستقبل الجميع ليسمعهم ويستمعوا إليه.
فعلها فادي مصري بمحبّة المحامين الذين وقفوا مليًّا على مواقفه الصلبة والمبدئية على كلّ الصعد وفي مقدّمتها الإنسانية منها، خلال سنتين من وجوده كعضو في مجلس النقابة حيث كان مميّزًا بانفتاحه على الجميع وقربه منهم، والأهمّ استقبال هذا وذاك بابتسامة تعبّر عن المحبّة وهي أساس النجاح.


بادلهم بالمحبّة فأعادوها إليه بالتصويت له، لا بل بتتويجه نقيبًا، وهي من الحالات النادرة التي يكون فيها المرشّح قد شغل العضوية فترة سنتين، وتعتبر مدّة قصيرة نسبيًا إذا ما قورنت بمن له سنوات وسنوات في العمل النقابي، ثمّ يقتحم ميدان المنافسة ويقطف الانتصار وممن كان متقدّمًا عليه خلال “معركة” العضوية، وهذا أمر قلّما يحصل، إذ نادرًا ما يتقدّم الثاني على من تفوّق عليه في الترتيب بما يشبه الإنقلاب ويغلبه بفارق بسيط من الأصوات بلغ 23 صوتًا، ممّا يدلّ على استعار المنافسة دون نسيان التغيّر الذي طرأ على التحالفات. ولجولة العضوية تحالفاتها ولجولة النقيب تحالفاتها الخاصة أيضًا، وليس بالضرورة أن تبقى على حالها كما كانت خلال العضوية.


فعلها فادي مصري بدعم حزب الكتائب له ووقوف عضو المجلس وأمين الصندوق إيلي بازرلي إلى جانبه خلال مرحلة الترشّح، وقد عمل على تأمين عدد كبير من الأصوات له، على أمل أن يردّ له العون في العام 2025 ويدعمه في طريقه إلى منصب النقيب.


وفعلها فادي مصري بأن استطاع أن يكون منذ ترشّحه من المنافسين المتقدّمين، وهذا ما تمظهر في الجولة الأولى المخصّصة للعضوية حيث حلّ ثالثًا في الترتيب العام وبمجموع كبير لتنحصر المنافسة على منصب النقيب بينه وبين الثاني زميله المدعوم من حزب القوات اللبنانية عبده لحود الذي لم يحالفه الحظّ للمرّة الثانية في نيل منصب النقيب بعدما كان قد خسر أمام النقيب ناضر كسبار في دورة تشرين الثاني 2021.

النقيب نهاد جبر وعضو المجلس المحامية ميسم يونس

مخطّط التصويت
ومنذ ما قبل انطلاق عملية التصويت، كان المخطّط واضحًا بأن يجري التصويت بكثافة لاثنين من المرشّحين الأربعة للعضوية وهما لبيب حرفوش وإيلي قليموس وذلك لحصر المنافسة في الجولة الثانية بين إثنين فقط في ظلّ وجود عدد هائل من المرشّحين لمنصب النقيب، فضلًا عن أنّ من يأتي خامسًا وسادسًا في الترتيب العام لن يمكنه الإستمرار في المنافسة لأنّ عضويته محصورة بسنة واحدة، وهذا ما تمّ بالفعل، وسارت الأمور على هذا المنوال، فحلّ لبيب حرفوش أوّلًا وبمجموع لا يستهان به بلغ 2264 صوتًا، وكان منذ بدء ترشّحه يشقّ طريقه بنجاح إلى تحقيق هذا النجاح مدعومًا من عدد من أعضاء مجلس النقابة وتحديدًا أمين السرّ سعد الدين الخطيب ومفوّض قصر العدل عماد مرتينوس، وهو حظي بدعم سياسي وحزبي كبير من مختلف التوجهات والاتجاهات.

الفائز الأول المحامي لبيب حرفوش

وجاء المحامي عبده لحود المدعوم من حزب القوات اللبنانية والمرشّح لمنصب النقيب ثانيًا بـ 2031 صوتًا متقدّمًا على زميله فادي مصري بمئة وصوتين، وتمكّن المرشّح للعضوية إيلي قليموس من أن يحجز لنفسه المركز الرابع وأقفل بذلك الطريق على بقيّة المرشّحين لمنصب النقيب، وأخرجهم من المنافسة نهائيًا، فتبعه اسكندر الياس في المركز الخامس ووجيه مسعد في المركز السادس، ليكونا خارج المنافسة بحكم القانون، كونهما يكملان سنة العضوية التي كانت متبقّية في المجلس السابق للمحاميين الكسندر نجار ووجيه مسعد نفسه، علمًا أنّ لحود كان قد استقال من العضوية ودخلت مكانه المحامية مايا شهاب التي كانت رديفة انتخابات دورة تشرين الثاني 2022، وتنتهي عضويتها في تشرين الثاني 2024.

رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مع محامين بعد الادلاء بصوته

وحلّ اسكندر نجّار سابعًا ورديفًا بعدما كان ينتظر أن يكون بين المرشّحين الأوائل، علمًا أنّه خاض هذه الانتخابات متكّلًا على نفسه ونشاطه ومن دون دعم أيّ حزب لا فوق الطاولة ولا تحتها وإن كان بعض المحامين الحزبيين قد صوّتوا لمصلحته.
وبذلك، تكون هذه الانتخابات التي لم تكن نتائجها محسومة بشكل مؤكّد قبل انطلاقتها، قد حملت إلى مجلس النقابة وجهين جديدين هما: لبيب حرفوش وإيلي قليموس نجل النقيب الأسبق أنطوان قليموس، وأربعة وجوه معتّقة هي: عبده لحود الذي شغل العضوية في السابق مرّتين، وفادي مصري الذي أمضى سنتين في مجلس النقابة في عهد النقيب كسبار، واسكندر الياس الذي سبق له أن فاز مرّتين بالعضوية وحلّ في إحداها طليعيًا في المرتبة الأولى في دورة تشرين الثاني 2016 حيث جمع 1900 صوت، ووجيه مسعد الذي سجلّ رقمًا قياسيًا بالفوز بالعضوية ولو لسنة واحدة، فأضاف الدورة السادسة إلى خمس دورات شغل فيها العضوية ليصل مجموع سنوات خدمته في مجلس النقابة إلى 15 سنة، وهو بذلك يكون كبير المرشّحين، لا بل شيخهم ويعرف كيف يصل بحنكة وصمت. وسبق مسعد زميله نجار بثلاثة أصوات كانت كفيلة بإعلانه عضوًا وتسمية الثاني رديفًا.

المحامون جويل يعقوب وجورج بو زغيب وعلي الموسوي والكاتب بالعدل حكمت الزين

أما أرقام بقيّة المرشّحين الخاسرين فقد تفاوتت، مع ضرورة الإشارة إلى أنّها جاءت إيجابية لمصلحة أصحابها خصوصًا من يترشّح منهم للمرّة الأولى، على غرار المستقلّ المحامي وسام رفيق عيد الذي جمع 988 صوتًا، مع لفت النظر إلى أنّ المرشّح المدعوم من الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله المحامي شوقي شريم، وهو بالمناسبة لا ينتمي إلى صفوف أيّ منهما، كاد أن يكون “فلتة شوط” لو تركّزت الجهود أكثر على ان يكون اسمه مرافقًا لاسم زميله في اللائحة اسكندر الياس باعتبار أنّ الفارق بينهما بلغ 457 صوتًا، وهو رقم لا يجوز أن يصل إلى هذا الحدّ بين زميلين في لائحة واحدة مدعومة من أطراف سياسية معروفة، وإن كانت لكلّ مرشّح حصّته الخاصة به والمتكوّنة من أصدقاء وحلفاء.

النقيب فادي خليل مصري

والجدير ذكره هنا، أنّ ميثاق الشرف الرامي إلى تمثيل كلّ العائلات اللبنانية لم يكن ضمن ذهن الناخبين، إذ إنّه للسنة السابعة على التوالي لا يكون للطائفة الشيعية عضو في مجلس النقابة على الرغم من أنّ عدد المحامين الشيعة يناهز الـ 1400 محام سدّدوا اشتراكاتهم ويحقّ لهم المشاركة في التصويت، علمًا أنّ هذا الرقم كبير وبإمكانه أن يكون رافعة لأكثر من مرشّح جدّي ونشيط وفاعل.

واللافت للنظر أنّ التيار الوطني الحرّ لم يتمكّن من تأمين الفوز لمرشّحه فادي حداد الذي جاء ترتيبه تاسعًا.


وقد استقرّت النتائج النهائية لانتخابات العضوية على الشكل التالي:
لبيب سمير حرفوش(2264 صوتًا)، عبده نحلة لحود(2031 صوتًا)، فادي خليل مصري(1929 صوتًا)، إيلي أنطوان قليموس(1869 صوتًا)، اسكندر رضا الياس الياس(1843 صوتًا)، وجيه عمون مسعد(1531 صوتًا)، اسكندر روجيه نجار(1528 صوتًا)، شوقي محمد شريم(1386 صوتًا)، فادي فوزي الحداد(1299 صوتًا)، وسام رفيق عيد(988 صوتًا)، فريد حليم الخوري(920 صوتًا)، إبراهيم ملحم مسلّم (868 صوتًا)، يوسف رياض الخطيب(515 صوتًا)، أديب الياس زخور(367 صوتًا)، مطانيوس مخايل عيد(265 صوتًا).

إنتخاب النقيب
مع إعلان النقيب كسبار هذه النتائج، تغيّرت التحالفات السياسية والحزبية بسرعة قياسية وتبدّل المشهد كلّيًا مترافقًا مع تسارع في خفقات القلوب، وتمّ حشد المزيد من الأصوات لدعم وصول مرشّح حزب الكتائب فادي مصري، خصوصًا وأنّ الفارق بينه وبين منافسه في جولة العضوية عبده لحود لم يكن كبيرًا، بل يمكن تجاوزه متى سارت الأمور على النحو المرسوم لها، وهذا ما أدّى إلى “تشليح” لحود 81 صوتًا(2031-1950= 81)، وزيادة 44 صوتًا لمصلحة مصري الذي فاز أخيرًا بفارق 23 صوتًا كانت كافية لتتويجه نقيبًا للمحامين، وهو النقيب الحزبي الثاني الآتي من حزب الكتائب خلال السنوات العشر الأخيرة بعد النقيب جورج جريج في العام 2013. مع التذكير بأنّه وجدت 136 ورقة بيضاء عند إعلان النتيجة النهائية لانتخاب النقيب.

النقيب ناضر كسبار يقلد النقيب الجديد فادي مصري الميدالية النقابية

لقد كانت المنافسة قوية وديموقراطية، وهذا دأب الانتخابات في نقابة المحامين التي تعتبر أمّ نقابات المهن الحرة في لبنان، على أمل أن يتعلّم السياسيون في لبنان، فينتخبون رئيسًا للجمهورية في المدى المنظور.
“محكمة” – الأحد في 2023/11/19

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!