فضيحة مالية مدوية في صفقة مطاعم المطار.. والحوت إلى التحقيق
يبدو أن تداعيات صفقة مطاعم المطار ستتّسع مع إعلان الشركة الفائزة «نيفادا» أنها ستتقدّم بإخبار أمام النيابة العامة الاستئنافية للتحقيق في الحملة التي استهدفتها على خلفية فوزها في المناقصة، وذلك «لكشف الفاسدين الذين استباحوا مطار لبنان علانيةً وسراً، وعبر ملتزمين معروفين وملتزمين بالباطن».
لم تسمّ الشركة من هو المقصود، إنما أشارت مباشرة إلى أن «التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، لا بد أن يصل إلى ما يحصل في الشركات التي يملكها، وخصوصاً شركة طيران الشرق الأوسط والشركات التابعة لها، حيث ستنكشف أوراق وستسودّ وجوه لطالما كانت تعتقد أنها فوق المحاسبة في ما ترتكبه من فساد فاجر”.
عملياً، سيكون رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، على موعد مع القضاء للتحقيق، إذ إن شركة طيران الشرق الأوسط التزمت عبر الشركة «اللبنانية لتموين مطار بيروت – LBACC» بتشغيل المطاعم والكافيتريات في المطار لأكثر من 15 سنة. وهي بحسب البيان الصادر عن «نيفادا» لم تدفع أكثر من 40 ألف دولار سنوياً، بينما «نيفادا» قدّمت عرضاً بقيمة 3.4 ملايين دولار سنوياً.
وقال بيان «نيفادا» إنها تعرّضت لحملة مبرمجة «انطلقت بعد فوزنا بالمزايدة، وإنه على الرغم من كل حملة الأضاليل التي بدا واضحاً أن هناك مطبخاً محترفاً في تشويه الحقائق ينظّمها. كل ما في الأمر، ببساطة شديدة جداً، أن فوز «نيفادا» فَضَح الواقع الذي كان سائداً سابقاً على مستوى إدارة وتشغيل المقاهي والمطاعم في مطار بيروت. وهذه الوقائع واضحة وضوح الشمس، قدّمنا عرضاً بقيمة تصل إلى 3.5 ملايين دولار، مقابل عرض الشركة التي كانت تتولّى سابقاً إدارة وتشغيل مقاهي ومطاعم المطار بنحو 40 ألف دولار، والتي تقدّمت بعرض قيمته أقل من 800 ألف دولار».
هذا الفرق الكبير بين ما كان يُدفع سابقاً من الشركة «اللبنانية لتموين مطار بيروت – LBACC»، وما ستدفعه «نيفادا»، يشير إلى أن تلزيم استثمار المطاعم في المطار كان بخساً في السابق، وأن النفوذ السياسي الذي تمتّع به الحوت فوّت على الخزينة أموالاً طائلة. فمن الطبيعي أن يفوز العرض الأعلى، لكنّ الحملة التي انطلقت فور فوز «نيفادا» تكشف المستور: بات واضحاً لماذا تتمسك «الميدل إيست» باستثمار المطاعم، فالأرباح كانت تصبّ في جيوب هذه الشركة ومديريها بدلاً من الخزينة.
لكنّ «نيفادا» لم تكتف بأنها ستقدّم إخباراً أمام النيابة العامة، بل ألمحت إلى الفساد المتأصّل في “الميدل إيست” عبر القول: «انطلقت حملة افتراء وتزوير حقائق، أبطالها الحقيقيون هم أتباع المطلوب للعدالة رياض سلامة. هذه هي كل الحكاية. يحاول أعضاء «عصابة رياض سلامة» التمسّك بالمكاسب التي كانوا حصلوا عليها بتغطية من زعيمهم».
ولفتت «نيفادا» إلى أنها تضع الملف «في عهدة ديوان المحاسبة، للتحقيق في المزايدة التي فازت بها شركتنا، وللتحقيق أيضاً في الواقع الذي كان قائماً، وكيف كانت قيمة الالتزام 40 ألف دولار فقط سنوياً لتشغيل كلّ المقاهي والمطاعم في المطار.”
المصدر: جريدة الأخبار.
“محكمة” – الاثنين في 2023/9/18