فوز تيّاري المردة والمستقبل بانتخابات المحامين في طرابلس: طوني فرنجية أوّلًا ورنا فتفت ثانيًا/علي الموسوي

المحامي المتدرج علي الموسوي:
نجح تيّارا المردة والمستقبل في تأكيد وجودهما القوي ليس في نقابة المحامين في طرابلس وحسب، وإنّما داخل مجلس النقابة، بعدما تمكّنا من تأمين الفوز لمرشّحيهما المحاميين طوني فرنجية ورنا فتفت في الانتخابات التي شهدها اليوم قصر عدل طرابلس بحضور النقيب سامي مرعي الحسن ونقباء سابقين ووزراء سابقين بينهم سمير الجسر ويوسف فنيانوس، ونوّاب حاليين وسابقين، وحشد من المحامين شاركوا في انتخابات عضوية المجلس ولجنة إدارة صندوق التقاعد ووصل عددهم إلى ألف ومئة محام من أصل 1422 محاميًا يحقّ لهم التصويت.

على أنّ النجاح الأكبر هو للنقيب سامي الحسن الذي استطاع السير قدمًا بالعملية الإنتخابية من خلال إصراره مع كلّ المحامين على إجرائها في توقيتها المعتاد بخلاف ما حصل مع نقابات مهن حرّة أخرى أرجأت عقد جمعياتها العمومية إلى مواعيد أخرى بانتظار جلاء الحرب الإسرائيلية المستمرّة على لبنان منذ أيلول 2024 والتي انتهكت كلّ حقوق الإنسان والقوانين الدولية من خلال عمليات الإبادة الشاملة للبشر والحجر في الجنوب وبعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت، ولم تسلم بقيّة المناطق اللبنانية من نيرانها المستعرة.

وكان محسومًا قبل هذا اليوم الإنتخابي، ومن خلال الإتصالات السياسية والتحالفات أنّ فوز المحامي طوني فياض فرنجية بعضوية مجلس النقابة شبه محسوم وهو الذي نال دعم تيّار المردة وتيّار المستقبل وحلفائهما في وجه الخصوم السياسيين التيّار الوطني الحرّ والقوّات اللبنانية وميشال معوض والجماعة الإسلامية، مع الإشارة إلى أنّ الصداقات لعبت دورًا في تمرير أصوات خلافًا للتوجّه السياسي المعتاد للمرشّح، وهذا أمر طبيعي لا يمكن التغاضي عنه.

وتمكّن المحامي فرنجية المحبوب من الجميع كونه إبن العدليات ومحاميًا ممارسًا ولصيقًا بالمحاكم ودوائر التحقيق ومتابعًا دقيقًا للملفّات الموكل فيها، أن يحلّ في المرتبة الأولى وبمجموع أصوات بلغ 562 صوتًا وبفارق كبير عن المرشّحة الرابعة المحامية جورجينا يوسف عسال التي نالت 434 صوتًا.

ولا شكّ أنّ ما حظي به المحامي طوني فرنجية من التفاف المحامين حوله دفعه إلى الحلول أوّلًا وبرصيد مهمّ يعكس التعاضد التام بين تيّار المردة وتيّار المستقبل وسعيهما الحثيث إلى إيصال فرنجية وفتفت معًا ليحلّا مكان المحاميين المنتهية ولايتهما محمود هرموش ومروان ضاهر الذي يبدو أنّه ينوي الترشّح لمنصب النقيب في دورة تشرين الثاني 2025.

وحسمت المحامية رنا حسين فتفت المعركة مع زميلها المحامي نزيه أحمد القواص بفارق سبعة أصوات فقط، فجمعت 536 صوتًا مقابل 529 صوتًا لهذا الأخير الذي حلّ عضوًا رديفًا. ووجدت 26 ورقة بيضاء في صناديق الإقتراع.
وبات مجلس النقابة مؤلّفًا من النقيب سامي الحسن، والأعضاء: جمال إشراقية، باسكال أيوب (مقرّبة من التيار الوطني الحرّ)،ابراهيم حرفوش وطوني فرنجية (تيّار المردة)، رنا فتفت( تيار المستقبل).
أمّا في انتخابات ثلاثة محامين لإدارة لجنة صندوق التقاعد، فقد حلّت المحامية رنا تانيا محمّد خالد الغزّ في المركز الأوّل بـ 681 صوتًا، ونبيل عبدالله قطرة في المركز الثاني بـ 572 صوتًا، ونبهان محمّد علي حدّاد في المركز الثالث بـ 462 صوتًا، وجاءت المحامية دولي شحادة فرح في المركز الرابع بمجموع 409 أصوات، ووجدت 162 ورقة بيضاء.
وقبل بدء التصويت، ألقى النقيب سامي مرعي الحسن كلمة استهلها بالقول: “في هذا اليوم نرفد الأداء الديمقراطي بأدائنا، فنحن النقابة الوحيدة التي تجري انتخاباتها في موعدها، وما ذلك إلّا دليل على إيمان المحامين بسيادة القانون ومبادئ القانون والعدالة والحرية”.
وأضاف: إنّ إجراء الانتخابات هو أرقى أنواع الديمقراطية في العالم، لذلك فإننا في هذا اليوم نتوّج الحياة الديمقراطية باحترامنا الأصول والمبادئ والأعراف والقانون، علّ اهل السياسة يقتدون بنا ويذهبون لانتخاب رئيس جمهورية للبنان السيّد المستقلّ الحرّ المنتصر بإذن الله”.
وتابع: “نحن اليوم على مسافة خمسة أيّام من عيد الاستقلال، عيد حرّية لبنان، وما من أحد يعرف معنى الحرّية الحقيقية إلّا المحامي، فالمحامون هم المدافعون عن مختلف الحرّيات، وبالتالي فإنّنا نلتقي اليوم لنعبّر بحرّية ولنختار بكثير من الديمقراطية والشفافية من يُمثلنا من زملائنا لمجلس النقابة ولجنة صندوق التقاعد، مسهمين في بناء مدماكٍ اضافي في هذه النقابة التي توالى على بنائها نقباء سابقون ومجالس متتالية، كما نعلن تضامننا مع كافة النقابات في لبنان ومع زملائنا في نقابة المحامين في بيروت الذين لم يتسّن لهم إجراء الإنتخابات في هذا اليوم”.
ونوّه النقيب الحسن بأداء أمين السرّ السابق المنتهية ولايته مروان ضاهر، وتوقّف عند تفانيه في العمل وتحمّله مسؤولياته على أكمل وجه. كما أشاد بمسؤول العلاقات العامة محمود هرموش الذي بذل جهدًا كبيرًا في إرساء التعافي المالي.
وكان لافتًا للنظر إطلاق النقيب الحسن خلال افتتاح الانتخابات، حملة تبرعات للوقوف مع أهلنا في الوطن بتنفيذ لجنة الإغاثة ومتابعة الكوارث في النقابة.
“محكمة” – الأحد في 2024/11/17