القاضي حسن الشامي:
هو اليوم المشؤوم…كم صرت أكره هذا الرقم(٣١).
كم صرت أكره الساعة عندما أنظر إليها وتشير إلى الواحدة والربع ظهرًا.
كم صرت أحاول ألّا أرى باب فندق…فقط لأنّه كان آخر مرّة تشاهد فيه علنًا، تمرّ عبره مغادرًا إلى ذلك “الاجتماع” الذي أردته بابًا لإنهاء الحرب الأهلية وحماية الجنوب…فإذا به باب لسجنك الطويل.
في المقابل:
لا أستطيع وصف شعوري وأنا أتفقّد وأتلمّس بعض أغراضك الشخصية في تلك الحقيبة في روما…جواز سفرك “السياسي” الذي ما زال يحمل رائحتك.
ولا يمكن أن تجد كلمات عمّا أحسست به في كلّ زنزانة مررت بها …تخيّلتك فيها…حاولت أن أرسم مشهد كسر قضبانها…أن أصرخ في السجّانين: هل تعلمون من في الداخل؟ هل لهذا الحدّ انتفى الضمير لديكم بعد “قائدكم” الذي لم يعرف التاريخ نظيرًا له …ولم يرحمكم حتّى أنتم…شعبه؟
هل ترضى يا سيّدي إن أدركت أنّنا جبنا العالم كلّه في أربع جهات المعمورة بحثًا عنك؟
هل يصدّق الناس أنّنا لم نواجه في كلّ هذه الرحلات واللقاءات والاستجوابات وجلسات تبادل المعلومات والمستندات، أيّ قرينة أو “خبرية” أو قصاصة ورق تشير إلى أنّ الموضوع “محسوم” كما يشتهي البعض أو يخطئ في تقديره ولو عن حسن نيّة؟
هل يعلم – من يريد أن يعلم – أنّنا كنّا نحن من نسرع للتحقّق من رواية أو “دليل” مزعوم، ليتبيّن لاحقًا وفورًا أنّه كاذب من أوّله إلى آخره؟
وبالعكس: هل تدرون أنّنا نملك أدلّة قاطعة على أنّ الإمام كان في هذا السجن(مكتب النصر) أو ذاك المعتقل السرّي(سبها) أو ذلك المقرّ المموّه (جنزور)، ونعرف تاريخ فترة كلّ منها؟
بالله عليكم جميعًا: ماذا سيكون موقف كلّ واحد منكم لو كان معنا؟
*ملاحظة: الصور المرفقة بهذا المقال تنشر للمرّة الأولى عن الجولات التي قامت بها لجنة المتابعة الرسمية لقضيّة إخفاء الإمام السيد موسى الصدر وأخويه، ولم يبخل أعضاؤها يومًا ولم يتهيّبوا أيّ لحظة. ويظهر في الصور: وزير الخارجية الأسبق د. عدنان منصور، مدير عام المغتربين سابقًا المحامي هيثم جمعة، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد المتقاعد في الجيش غسان سالم، العميد المتقاعد في الجيش ابراهيم الباروك، العميد المرحوم محمد رمال من الأمن العام، العميد في الأمن العام مرشد سليمان، رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد أيوب، المحاميان شادي حسين وجوزف غزالة، النائب الأوّل السابق لحاكم مصرف لبنان السيّد رائد شرف الدين، ونجل الإمام السيّد صدر الدين الصدر).
“محكمة” – الثلاثاء في 2021/8/31