كلّ من علم بالمواد وبمدى خطورتها مسؤول/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
الثلاثاء 4 آب، دوّى انفجار ضخم في بيروت، كاد يودي بجميع من فيها لولا تدخّل العناية الإلهية، خصوصاً وأنّ مكان المواد التي تفجّرت أو التي فُجّرت – لا نعلم – كانت قريبة من البحر الذي استوعب القسم الأكبر من العصف.
مئات الضحايا والمفقودين، وآلاف الجرحى، والمسؤولون يتقاذفون المسؤوليات، ويدافع عنهم أزلامهم والمستفيدون منهم مادياً ووظائفياً ومناصبياً ومراكزياً. والشعب المقهور المسكين الذي لا حول ولا قوّة يفشّ خلقه عبر بعض وسائل الإعلام ضمن منظومة لبنان فيه الكثير من الحرّية والقليل من الديمقراطية، خصوصاً وأنّ المسؤولين يعرفون جيّداً أنّ الشعب يتكلّم ويفشّ خلقه، ولكنّه لا يضع إصبعه على الجرح. كيف؟ وضع الإصبع على الجرح لا يكون بالكلام والشتائم والصراخ. بل بالتظاهر أمام السفارات لإسماع صوتهم إلى جميع دول العالم الحرّ حول ما يحصل في لبنان من انتهاكات لحقوق الإنسان. وكذلك بالتظاهر أمام منازل المرتكبين وليس تكسير لؤلؤة الشرق ووسطها. فإذا لم “يحسوا بالسخن” مباشرة فإنّهم لن يرتدعوا.
المهمّ: بدأ تقاذف المسؤوليات وباختصار كلّي أقول: كلّ مسؤول مباشر عن المرفأ أو غير مباشر، علم بوجود تلك المواد، وعلم بمدى خطورتها ولم يتحرّك لنزعها هو مسؤول ويحب أن يعاقب كائناً من كان. هذا بالإضافة إلى أنّه لا يستأهل أن يكون مسؤولاً. فالمسؤول يجب أن تكون لديه الكفاءة والخبرة واليقظة والمتابعة وعدم الاستهتار وعدم الاستلشاق بحياة شعبه وأملاكه وأمواله.
موضوع سوف نتابعه بكلّ دقّة.
لبنان لم يعد يحتمل تلاعب السارقين والزعران والمتكبّرين والمستهترين وحديثي النعمة به. طفح الكيل.
“محكمة” – الأربعاء في 2020/8/12