كنّا نأمل أن يعتكف القضاء من أجل استقلاليته/فادي غنطوس
النقيب فادي غنطوس:
تعليقاً على نشر نادي قضاة لبنان على صفحته على”فايسبوك” كتاب استقالة القاضي الراحل جوزف غمرون المرفوعة إلى وزير العدل الأسبق بهيج طبارة وهي ظلّت حبراً على ورق من دون تنفيذ، أرسل نقيب المحامين السابق في طرابلس والشمال فادي غنطوس إلى“محكمة” النصّ التالي:
متى كان تاريخ هذه الاستقالة الموقف. في بداية التسعينات !
مذذاك الحين، ألم يتحسّن وضع القضاة من ناحية الحصانة الحياتية وما يتفرّع عنها من حقوق؟
مذذاك الحين، أين كان صندوق التعاضد القضائي، وأين أصبح؟
ألاّ يغذّى الصندوق من الرسوم النسبية وهي خمس الرسم؟
ألا يغذى الصندوق من مساهمة الدولة؟
ألا يغذى الصندوق بنسبة غير مقبولة من مخالفات السير؟
ألم تفرض على المتقاضين بعض الطوابع خلافاً للقانون.
أيستطيع السادة الرؤساء في نادي القضاة أن يخبرونا عن موجودات الصندوق التعاضدي؟
ولكي لا نفهم خطأ، نحن مع تنظيم نقابي للقضاة أسوة بالدول المحترمة.
نحن مع تعديل قانون التنظيم القضائي.
نحن مع عدم تدخّل السلطة السياسية في التشكيلات القضائية.
نحن مع انتخاب مجلس القضاء الأعلى من قضاة و فقهاء قانون من خارج القضاء.
نحن مع تعزيز الاستقلالية المادية للقضاة، وهذا أمر بديهي.
لكنّنا أيضاً مع عدم محاباة القضاء لكلّ من تولّى السلطة وللنافذين.
نحن مع واجب التحفّظ وعدم مراجعة السياسيين أثناء التشكيلات القضائية.
نحن نتمنّى أن نستعيد زمن شكري قرداحي وبشارة طبّاع وبدري المعوشي وعاطف النقيب ويوسف جبران وأنطوان بارود ونديم عبود.
نحن كنّا نأمل من القضاء أن يعتكف من أجل فرض استقلاليته بوجه السلطة السياسية الفاسدة.
لكنّنا للأسف، في السنوات الثلاث الأخيرة، إعتكف القضاة فقط من أجل الحفاظ على مكتسباتهم المالية فقط. وهذا أمر لا يليق بمن أؤتمن على إحقاق دولة الحقّ والقانون باسم الشعب.
وأخيراً صديقكم من صدقكم، لا من جاملكم وحاباكم، ولكم كلّ الاحترام.
“محكمة” – الجمعة في 2019/5/24