لبناننا الذي نريد/باسكال ضاهر
المحامي الدكتور باسكال فؤاد ضاهر:
من رحم الثورة يولد لبناننا،
من رحم المعاناة يولد النظام الذي نريد،
من آمال الأطفال بغد أفضل تتوقّد شمس الحرّية الحقّة غير الملوّثة بدماء الطائفية،
وبعد،
نحن بتنا بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد تلغى فيه الطائفية كنظام سياسي وتعتمد المدنية والعلمانية في إدارة الدولة.
إنّ هذه اللحمة بين أبناء الشعب تمثّل منتهى حقيقة الواقع الرافض في الصميم للنظام الطائفي المعيب الذي تبيّن جلياً للعالم أجمع أنّه كان معتمداً رغماً عن إرادة مصدر السلطات “الشعب اللبناني” الذي وبلحمته ألزم أمواج الضغينة المسمّاة الطائفية أن تتكسّر على شواطئ بلد الحرف.
إنّ صوت الحقّ النابض يوجب علينا التبصّر ملياً للخروج بفكر ينضح عنه اعتماد عقد اجتماعي جديد يكون مماثلاً لتطلعات الآمال المعقودة وذلك يتحقّق من خلال:
– التهيؤ لمرحلة انتقالية من خلال إيداع الحكم بأيدي هيئة تكنوقراط لا يتعدّى عددها الثلاثة أشخاص.
– تشكيل جمعية تأسيسية تتداعى إلى صياغة دستور جديد يأخذ بعين الاعتبار ما تمّ بيانه ليصار إلى اعتماده بدلاً من الحالي، وذلك بعد عرضه على الشعب والتوافق عليه.
– اعتماد نظام انتخابي جديد ينشأ عنه برلمان يحاكي روح تحرّك الشعب.
– التحوّط للموضوع المالي والأعباء الملقاة على عاتق الشعب وذلك لا يكون إلاّ من خلال رفع الحصانات عن المسؤولين “السابقين” و”الحاليين” وإطلاق يد السلطة القضائية المستقلّة للمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة وتسطير المذكّرات لرفع السرية المصرفية في لبنان والخارج.
– إعادة هيكلة مفاصل الدولة باعتماد سياسة اقتصادية ومالية جديدة تعتمد النفقات الضرورية بغية لجم ووقف مكامن الهدر والفساد على أشكاله كافة.
– التسريع بملفّات النفط والغاز واعتماد الشفافية المطلقة، وإعادة النظر بعلاقة المصارف مع النظام الحاكم.
– إعادة الأموال الناشئة عن الهندسات المالية التي أجريت من قبل المصرف المركزي لصالح المصارف التجارية، كما ولمصلحة أشخاص طبيعيين من زبائن أحد المصارف.
– العمل بالوتيرة عينها على إعادة بناء العلاقات الدولية على هذا الأساس الجديد، وذلك يتحقّق من خلال جهد الدبلوماسية اللبنانية في عواصم العالم بغية تحقيق تطلعات الشعب اللبناني.
هذه نبذة مقترحات نضعها بين أيادي الشعب للتفكّر بها ومن ثمّ اعتمادها ليخرج عن هذه الثورة الشعبية لبناننا الذي نصبو إليه، وليكتب التاريخ أنّ شعب بلادي سبق بتحرّكه عصر الأنوار الذي كان لزاماً عليه أن يكون هو الأسبق.
“محكمة” – الاثنين في 2019/10/21