لهذه الأسباب.. عزيز طربيه الأوفر حظّاً بمنصب نقيب المحامين
كتب علي الموسوي:
ليس كلّ الناس متشابهين في الخصال، والطباع، والتصرّفات، والتطلّعات، والثقافة، وحبّ المعرفة، والكفاح، وكيفية التعامل مع بعضهم بعضاً، وممارسة المهنة الواحدة والمتعدّدة الوجوه، وهذا من بديهيات الحياة والتركيبة البشرية، وإلاّ لانتفى الإختلاف، والطموح والمنافسة المشروعة، وأضحت اليوميات روتيناً مملاًّ.
ومن حقّ كلّ إنسان أن يسعى، وأن يجتهد، وأن يمنّي النفس بقطف ما يريد حتّى ولو كلّفه الكثير من البذل والعطاء المعنوي، فالطموح صفة القادرين على تنفّس الحياة برجولة حقّة.
وعزيز طربيه واحد من أولئك المحامين المثابرين على سلوك خطّ الإجتهاد في المهنة والحياة. هذا كان دأبه على الدوام منذ عهده الأوّل في “الأفوكاتو” وحتّى يومنا هذا..
فعلها إبن تنورين الشامخة، ويفعلها باستمرار، ومن دون ملل أو انزعاج، كأنّه والإبتكار صنوان في الإندفاع نحو العطاء.. شهدَ له منذ مرافعته الأولى في ملفّ جنائي، نصري المعلوف المحامي الجزائي الألمعي والنائب والوزير المعروف، إذ كان حاضراً ينتظر دور ملفّه أمام هيئة المحكمة، فأخذه الشاب الجديد في متعة سمعية ساحرة في الإستقطاب دفعته إلى تهنئته على إخلاصه لملّفه وعشقه لمهنته، وهذا كان فعل كبار نقابة المحامين، وكان عزيز طربيه واحداً منهم وهو بعدُ، شابٌ يحدوه الأمل بمستقبل زاهر، ثمّ رسّخ حضوره بينهم مع توالي الأيّام.
وعزيز طربيه من أوائل الساهرين على تحسين الإرتباط اليومي بالمحاماة من حيث ضخُّها وتجميلُها بما ينهض بها ويطوّرها ويكرّسها عروساً مشتهاة. ومن يزرع يحصد، ومن يعطي من روحه قبل الكلمات، لا بدّ أن ينال خيراً.
أدخل عزيز طربيه في مطالع ثمانينيات القرن العشرين، الحواسيب إلى عمله فازدهت ملفّاته بنصاعة غير مألوفة جعلت قضاة لبنان يباركون له جموحه نحو حداثة علمية أثبتت الأيّام أنّه كان مصيباً في ما ذهب إليه.
وعزيز طربيه حداثوي ونهضوي وعصامي وإبن عائلة كريمة، والكرامة توأم ذهنه المنفتح على الجميع، ومتحدّث لبق، يشرح أفكاره بإسهاب، ودونما حاجةٌ إلى الإستعانة بورقة أو بما هو مكتوب، وقريب من معشر المحامين وليس بعيداً عن مطالبهم وشؤونهم وشجونهم، ومستقلّ وحرّ، والحرّية حياة كما المحاماة، ولديه الكثير من الآراء والرؤى المحفّزة نحو أفق مهني جديد صارت المحاماة بحاجة ماسة إليه.
ولذلك كلّه، فإنّ عزيز طربيه جدير بأن يكون نقيباً للمحامين، يزيد نقابتهم نضارةً وحيويةً وحياةً جديدةً في زمن الأحداث المتسارعة، وفي زمن الثراء الحضاري.
“محكمة” – الجمعة في 2017/11/17