متى يصوفر الحكم الدولي بعد أن تسلّم زمام أمورنا؟/ناضر كسبار
ناضر كسبار(نقيب المحامين في بيروت سابقاً):
عندما ينتخب الشعب اللبناني نوابه، يوليهم وكالة عنه لتمثيله، وللتشريع، ولانتخاب رئيس للجمهورية ولمجلس النواب، ومحاسبة الحكومة. فهل يمكن أستعمال هذه الوكالة، والعمل بها خلافاً لإرادة من نظمها؟.
إذا أجرينا إستفتاء بين جميع صفوف الشعب اللبناني، ومن جميع الفئات والطوائف والمناطق ، لسمعنا جواباً واحداً، وهو وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل الغد. إلا اننا نلاحظ بأن قسماً كبيراً من النواب لا يبالون بهذه المطالب، وقسماً آخر يلاحقون اعمالهم ونشاطاتهم الشخصية في لبنان والخارج، وقسماً ينتظر كلمة السر من الداخل والخارج. وجاءت النظرية الاخيرة: حوار اُم تشاور. وكأن الاوضاع الامنية والاقتصادية والمالية والمصرفية والصحية والتربوية والبيئية بألف خير. او كأن الادارات تعمل بشفافية وقد نخرها الفساد في أبشع مظاهره، وليس من يتكلم او يتحرك او يبادر الى حلول. والجميع ينتظر اجتماعات الاميركيين والفرنسيين وبعض العرب، وكأننا بتنا دولة من دون مسؤولين نوكل كل شؤوننا للخارج من دون خجل او حياء.
والأنكى ان الشعب اللبناني بعضه نائم نومة أهل الكهف، ويتلهى بالقال والقيل، وبعضه الآخر يركض وراء لقمة عيشه التي جعلوها غالية بالنسبة إليه حتى يشيح بنظره وبفكره عن اعمالهم وهم يسرقون بالجملة ويوزعون بالمفرق.
فإلى متى هذه المسرحية، ومتى “يصوفر” الحكم الدولي الذي سلمه مسؤولونا زمام الامور وتخلوا عن مسؤولياتهم؟.
قلنا ولا نزال نكرر: لم يعد امامنا إلا الرحمة الالهية لإنقاذنا. والمهم عندما يذهب المواطن اللبناني غداً لانتخاب نوابه ان يحسن الاختيار ولا ينقاد وراء مشاعره وذكريات اجداده او وراء حفنة من الدولارات.
“محكمة”- الخميس في 2024/5/30