خاص”محكمة”: محامي عاليه الأوّل أنيس جابر.. عطاءٌ حتّى الذوبان/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
تفتخر كلّ مدينة وبلدة وضيعة لبنانية بالأوائل المجلّين من أبنائها لما تركوه من إرث يعتدّ به في كلّ حين، وتتنافس مع محيطها والأبعدين في تمجيد أفعالهم، والتذكير بمآثرهم على كلّ الصعد التي عملوا فيها، وكان لهم شأن كبير في ميادينها، فطارت لهم شهرة في الآفاق، وحفروا أسماءهم بين الكبار، وصار يشار إليهم بالبنان، وهذا دأب مدينة عاليه مع إبنها أنيس ملحم جابر الذي كان أوّل رجل فيها يرتدي زيّ المحاماة، وصال وجال في المحاكم اللبنانية والسورية على حدّ سواء، على الرغم من اتساع المسافات والطرقات والأزمنة بينها، غير آبه إلاّ بتحقيق مصالح موكّليه ومرامه بحياة مزدانة بالهناء والسرور والنجاحات المظفّرة.
ولم يقتصر مجهود أنيس جابر على المرافعة والمدافعة في المحاكم وقصور العدل، بل حمل القلم نبراساً للإضاءة على نواحي الحياة الاجتماعية في مسقط رأسه عاليه وجاراتها من البلدات الجبلية وصولاً إلى مدينة بيروت، فأسّس أولّاً صحيفة “العالم”، ثمّ حوّلها لاحقاً إلى “صدى العالم”، لتكون منبراً يطلّ عبره على الكون كلّه، بلغة عربية متماسكة ورشيقة طرّز فيها الكثير من المقالات الصاخبة، والقصائد الدافئة.
تلميذ مارون عبود
ولد أنيس ملحم علي محمّد جابر (شهيّب) في مدينة عاليه في ربيع العام 1905، وأدخل إلى مدرستها الشهيرة “الجامعة الوطنية” في العام 1913 حيث تتلمذ على يد المربّي والأديب المعروف مارون عبود(1886-1962) الذي كنّى نفسه بـ “أبي محمّد”، وكان يدرّس فيها مادة الأدب العربي، ووقف على موهبته الشعرية ونمّاها وشجّعه على المضي فيها.
ومن باكورة نظمه الشعري ما باحت به قريحته على وزن البحر البسيط، خلال وجوده في الصفّ، وفاحت به على مسمع من عبود نفسه، قوله:
الوَقْتُ مِنْ ذَهَبٍ يَا عُصْبَةَ الأدَبِ فَلا تَظُنُّوا بَأنَّ الوَقْتَ للعِبِ
العِلْمُ يَنْفَعُكُمْ وَالجَهْلُ ينْزَعُكُمْ وكُلُّ شيءٍ مِنَ الدُنْيا بِمُكْتَسَبِ
شيخ الخطّاطين مكارم
كما تعلّم جابر في المدرسة نفسها أصول الخطّ العربي على يد شيخ الخطّاطين وأشهرهم قدرة على ترويض الحروف لتتلاءم مع لوحاته وأعماله الفنّية الراقية في تداخل زخرفي رائع الجمال عنيت الشيخ نسيب مكارم(1889-1971) الذي ملأ صيته العالمين العربي والإسلامي واعتمدته المحاكم خبيراً لكشف تزوير الخطوط والإمضاءات.
وتابع أنيس جابر دراسة الصفّ النهائي من المرحلة الثانوية “الفلسفة” في الكلّيّة البطريركية في بيروت، وكانت واحدة من أبرز الصروح التربوية فيها على الإطلاق لما ضمّته في هيئتها التعليمية من خيرة الأدباء المشهود لهم في زمانهم بالكفاءة العلمية والثقافية.
الحقوق في الشام
ثمّ دخل معهد الحقوق الفرنسي في بيروت للآباء اليسوعيين في السنة الدراسية 1925-1926، غير أنّه لم يكمل فيه، إذ قيّض له الحصول على وظيفة سكرتير حاكمية جبل الدروز وألحق بمندوب المفوّض السامي الموجود هناك في العام 1927، فاضطرّ إلى متابعة الدرس في معهد الحقوق العربي في العاصمة السورية دمشق حيث اغتنم وجوده هناك للعمل في الصحافة إلى جانب الدراسة، فكتب في صحف “فتى العرب” الدمشقية لصاحبها الأديب اللبناني الألباني الأصل معروف أحمد الأرناؤوط(1892-1948)، والتي صدر عددها الأوّل في العام 1920، و”ألف باء” لصاحبها الفلسطيني يوسف حنّا العيسى(1870-1948) والتي صدر عددها الأوّل في الأوّل من شهر أيلول من العام 1920، و”الحسام” لصاحبها السوري إبراهيم كرّيم الذي طلب منه ذات يوم من العام 1926، على اثر تعيين الانتداب الفرنسي شارل دبّاس(1885-1935) رئيساً للجمهورية اللبنانية وإعلان الحكومة عن تخصيص جائزة لمن ينظم نشيداً وطنياً، أن يكتب منظومة فكاهية، فقال:
وطني يا وطني بدّي دبس بلبني
ما زالني أنا مبسوط شو بيهمّ الناس تموت
يا سيدي بدّي كبّوت حتّى يدفا بدني!
تخرّج أنيس جابر في معهد الحقوق العربي في الجامعة السورية حائزاً على إجازة في الحقوق في 7 تموز من العام 1929 وبتقدير ممتاز وأعطيت شهادته الرقم 224، وهذا ما حمله على التخلّي عن كلّ الوظائف التي عمل فيها وبينها محاسب في شركة كهرباء دمشق، والإنصراف بكلّيته إلى ممارسة المحاماة حيث برع كما كان يحدوه الأمل بفعل تمتّعه بإرادة صلبة ورغبته في إنجاز حلم الحياة.
رفاق الدراسة.. محامون مجلّون
ومن رفاق دراسة أنيس جابر في معهد الحقوق العربي في الشام والذين تخرّجوا معه ضمن دفعة العام 1929، نذكر من مارس المحاماة لاحقاً من اللبنانيين: فهيم الخوري(عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت بين العامين 1945 و1948)، سليمان عيسى(عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت بين العامين 1947 و1952 حيث شغل منصبي مفوّض قصر العدل وأمين الصندوق)، معضاد حسن معضاد(1908-1984)،(عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت بين العامين 1945 و1948 حيث شغل منصب أمين الصندوق مرّة واحدة)، سليم روكس، إدوار صعب، عمر حمود، قسطنطين متّى، يعقوب عون، نجيب حيدر، أنطوان نمر، سمير عبد الحميد الرافعي(1898-1977)الذي عمل في المحاماة، ثمّ عيّن كاتباً للعدل في محلّة التلّ في مدينة طرابلس وكتب الشعر.
فخامة المدرّسين في الحقوق
ومن أساتذة انيس جابر في معهد الحقوق العربي: مدرّس مادة الشريعة الإسلامية الطبيب ومفتي سوريا أبو اليسر عابدين(1889- 1981)، ومدرّس فقه اللغة العربية العلاّمة الشيخ عبد القادر مصطفى المغربي(1867-1956)، ومدرّس مادتي أصول المالية وأصول المحاكمات الحقوقية رئيس مجلس الوزراء السوري والنائب ونقيب المحامين والشاعر فارس يعقوب الخوري(1873-1962)، ومدرّس الصكوك الحقوقية الشاعر والقاضي والوزير مصباح محمّد محرّم(1854-1931)، ومدرّس القانون الدولي “أبو الدستور السوري وفتى الشام” المحامي والنائب فوزي الغزي(1891-1930)، والحقوقي وعميد كلّيّة الحقوق اللبناني الطرابلسي عثمان كامل سلطان(1883-1958)، القاضي ونقيب المحامين في دمشق والوزير والنائب ورئيس معهد الحقوق فايز يعقوب الخوري(1895-1960)، والقاضي والمحامي محمود أمين النحّاس(1894- 1960)، والوزير والمحامي شاكر راغب الحنبلي(1876-1958)، ورئيس مجلس الشورى وثاني رئيس للجامعة السورية عبد القادر العظم، والدكتور الحقوقي ونقيب المحامين في دمشق ورئيس الجامعة السورية والقاضي سامي الميداني( مواليد العام 1894)، ونقيب المحامين في دمشق والوزير والقاضي محمّد سعيد أبي الخير المحاسني(1886-1954).
المحفظة الجلدية مكتب نقّال
ووقف أنيس جابر إلى جانب والده لمساعدته في إعالة عائلته الكبيرة والمؤلّفة من ستّة عشر شخصاً هم الأب ملحم والأمّ وستّة ذكور وثماني بنات، وكان أنيس السابع بينهم من حيث الترتيب، فيقتطع من راتبه المتواضع وما يجنيه من مال في التجارة فيدخّره لهذا التعاون العائلي، علماً أنّه كان في أمسّ الحاجة إلى هذا المال خصوصاً بعد تخرّجه ونيله شهادة الحقوق، لذلك فإنّه لم يقم باستئجار مكتب يتخذه مكاناً لمهنته، بل فضّل تحويل محفظته الجلدية إلى مكتب نقّال يدور معه أينما دار، ويجول معه المحاكم والطرقات كيفما جال، يدسّ فيها أوراقه ويتأبّطها ويتخذّ من قلم المحكمة مكاناً لتنظيم أوراقه القضائية والإلتقاء بزبائنه وقضاء حوائجهم، ومن كان يودّ زيارته في منزل والده، كان يلتقيه على الطرقات بسبب صعوبة الوصول إلى المنزل ورفضه الشديد تحميلهم مشقّة السير مسافات ومسافات وإرهاقهم، وذلك شعوراً منه معهم، وهو ما ينمّ عن تواضعه وإنسانيته الحضارية المتفوّقة على ما لديه من خصال حميدة.
بمواجهة نقيب المحامين
فور عودته من سوريا إلى وطنه في العام 1929، وشروعه في عالم المحاماة، كانت محكمة عاليه تسمّى “محكمة صلح الشوف” وتشمل مناطق الشويفات والدامور وعاليه، وتنتقل إلى هذه البقع الجغرافية، فيضطرّ أنيس جابر إلى الانتقال معها لتسيير أموره ومتابعة عمله وشؤون موكّليه من دون ملل، ويخبر أنّه وقف مرّة في العام 1930 في قاعة المحكمة وكانت في الشويفات، للمرافعة، وكان “خصمه” فيها نقيب المحامين في بيروت يوسف حنّا الخوري، فغلبه، مستنداً على حجج قويّة وبراهين دامغة إستطاع من خلال استعراضها أمام المحكمة أن “يسلبها” عقلها، ويستحوذ على اهتمامها، وهذا ما جعلها تطمئنّ إلى مرافعته أكثر من مرافعة النقيب يوسف حنّا الخوري الذي لم ينزعج بتاتاً من خسارة الدعوى أمام محام أصغر منه سنّاً وحضوراً في المحاماة، بل على العكس تماماً، فقد أبدى إعجابه به وطلب منه التعاون معه في مكتبه، فوافق على الفور، وعملا معاً فترة أربعة شهور تقريباً، وذلك بسبب تثبيت محكمة صلح عاليه وتجميع المحاكم الابتدائية كلّها في بعبدا، فقرّر جابر ترك مكتبه في الشويفات، والاستقرار في مدينته عاليه، والزواج من حليمة يوسف شيّا في العام 1930، وافتتاح مكتب خاص به فيها.
التنانير المزوزقة على أنثى مخضبّة
وساءه مثل كثيرين من مجايليه “التقليد” غير المحبّب والمستمرّ في بعض نواحي قصور العدل والمحاكم، والمتمثّل بالتأثير السياسي والتدخّلات والضغوطات في بعض الملفّات والدعاوى من قبل النافذين الموهوبين بصرف النفوذ، من دون أن ينسى إمكانية وقوع “أهل العدل” ضحايا الإغراء النسائي أو كما يسمّيه “التنانير المزوزقة على أنثى مخضبّة”، فيشهر سيف الانتقاد شعراً على وزن البحر الكامل، قائلاً:
خُذْها الشَهادةُ مِنْ خبيرٍ يَفْهَمُ كيف الرعيّةُ في بلادِكَ تُحْكَمُ
سرْ بي لأقلامِ الدوائرِ كي تَرَى يا صاحِبي كيفَ الحُقوقُ تُقَلَّمُ
فَتَرَى المَحاكِمَ باجْتِهادٍ دَائِمٍ لا العِلْمُ يُمْليهُ ولا المُتَعَلِّمُ
فـ”الكَرْتُ” أبْلَغُ مِنْ دِفاعٍ مُحْكَمٍ وَ”السِتُّ” أقْدَرُ مِنْ مُحامٍ يُفْحِمُ
هذي حقيقةُ حالِنَا بِقَضَائِنا “سَجَّلتُها” إنَّ الحَقيقةَ تُؤْلِمُ
محام بين لبنان وسوريا
ولم يتوقّف نشاط أنيس جابر عند محاكم عاليه وبيروت وبعبدا، بل تعدّاه إلى خارج لبنان ليشمل المحاكم السورية المنتشرة في مناطق درعا، والسويداء، وأزرع، ودمشق، والزبداني، من دون أن يتوقّف عن مزاولة الكتابة نثراً وشعراً، وتحريراً للأخبار وتدبيجاً للمقالات والموضوعات في الصحف اللبنانية التالية: “لسان الحال” لمنشئها خليل خطّار سركيس (1842ــ 1915) في العام 1877، وتابع إصدارها من بعده، نجله نقيب الصحافة اللبنانية والنائب والوزير رامز سركيس(1889-1955) فإبن الأخير خليل سركيس( مواليد العام1921) لغاية العام 1959 فاشترى امتيازها جبران طانيوس الحايك(1927-1992)، و”الأحرار” الصادرة بعددها الأوّل في العام 1924، لأصحابها نقيب الصحافة اللبنانية والسفير والنائب والوزير جبران أندراوس تويني (1890 ـ 1947)، ونقيب الصحافة اللبنانية والنائب والوزير خليل إبراهيم كسيب(1873-1949) وسعيد صبّاغة، و”الأحوال” لمؤسّسها في العام 1891 خليل مخائيل البدوي(1863- 1932)، و”العرفان” لمطلقها في العام 1909 الشيخ أحمد عارف الزين(1884-1960).
العالم والموكلون والأسرة
وأنشأ أنيس جابر بالاشتراك مع سليم الترك مجلّة “العالم” في بيروت في العام 1925، ثمّ استقلّ بها مغيّراً إسمها إلى “صدى العالم” لتكون “صحيفة عربية جامعة”، وأصدرها من مسقط رأسه عاليه في شهر آب من العام 1925.
تولّى أنيس جابر الوكالة القانونية عن سياسيين وأدباء وشعراء منهم الشاعر الزجلي علي حسين حمزة ناصر الدين المعروف باسم علي الحاج البعلبكي القماطي(1900-1971)، و”أمير البيان” الأديب والسياسي والصحفي والشاعر شكيب حمود إرسلان(1869-1946) الذي ربطته به صداقة متينة جعلته من شدّة حبّه له يطلق على إبنه البكر إسم شكيب الذي تبعه خمسة ذكور وأنثى واحدة هم: فريدة(مواليد العام 1932)، ملحم(مواليد العام 1935)، رياض(مواليد العام 1936)، منصور(مواليد العام 1940)، زهير(مواليد العام 1942)، والمحامي حافظ جابر( مواليد العام 1946).
حكّلي وبحكّلك
ويروي أنيس جابر أنّه طلب من الزجّال يوسف عبدالله رزق الله أن يرسل إليه شاحنتين من بحص الباطون وسأله عن التكلفة المادية فقال له هذين البيتين:
يا أستاذ أنا بجّلك كلّك ذوق ع حلّك
حال الدنيا حكّ جحاش حكّلي وبحكّلك
ثمّ أتاه رزق الله في اليوم التالي، طالباً منه تسجيل معاملات تخصّه في المحكمة ففعل، وسأله:” مين موجود بالمكتب تأعمل واجباتي”، فأجابه أنيس جابر: المكتب كلّو ع حسابك”، ولمّا عاد إلى مكتبه وجد رزق الله وقد كتب بيتين من الشعر يقول فيهما:
مش ممكن أعطيك كراك ولا تخمّنها عجيبي
متساوي أنا واياك بحص مكسّر بكتيبي
رفاق شكيب في “اليسوعية”
ومن المصادفات الجميلة في حياة أنيس جابر أنّ شهادة نيله الإجازة بالحقوق حملت الرقم 224 وهو الرقم نفسه الذي حملته شهادة إجازة نجله شكيب(1931-1965) بالحقوق أيضاً من جامعة القدّيس يوسف”اليسوعية” في بيروت في العام 1956 حيث كان من رفاق دورته الحقوقية هناك كلّ من: النقيب والوزير عصام فؤاد الخوري، والوزير ورئيس مجلس شورى الدولة الدكتور جوزف شاوول، والقضاة نظمي راشد(توفّي في شهر تشرين الثاني 1994)، وجيه علوية (توفّي في شهر كانون الثاني 1996)، محمّد البابا، حبيب فارس نمور، ورئيسة غرفة في ديوان المحاسبة القاضية حنيفة صبرا، والدكتور جو ثابت، والشيخ الطرابلسي الشهير طه الولي(1921-2001)، وجوزف الخوري، ومسعود رنو، وإميل حوّاط.
وقد تدرّج شكيب جابر في مكتب والده أنيس، ثمّ انتقل إلى مكاتب كلّ من المحامين أسعد الخوري، ومعضاد معضاد، والنائب والقاضي والمحامي والحقوقي اللامع أنور أحمد الخطيب(1910-1970)، وتعاون مع هذا الأخير فترة من الزمن، ثمّ استقلّ بمكتبه، وانتمى إلى “الحزب التقدّمي الاشتراكي” وتولّى مسؤوليات مختلفة فيه، غير أنّه توفّي وهو بعْدُ في ريعان الشباب، إذ تعرّض لحادث سير خلال مشاركته في مؤتمر تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في عاصمة غانا مدينة أكرا في 12 أيّار 1965، وبقي في الغيبوبة الكاملة ثلاثين ساعة حتّى وافته المنية، ونقل جثمانه إلى عاليه ودفن فيها في مأتم مهيب شارك فيه كمال جنبلاط (1917-1977) خطيباً، وأقيم له نصب تذكاري في مستديرة عاليه تخليداً لمسيرته ودفاعه عن قضايا الإنسان.
وتركت هذه الوفاة المبكرة غصّة في قلب أنيس جابر الذي خصّته نقابة المحامين في بيروت بأن يكون ممثّلها في عاليه إلى حين تقاعده في العام 1963 حيث انصرف أكثر إلى الكتابة والعزف على آلته الموسيقية المحبّبة الأكورديون، ما ينظمه ألحاناً وطنية وأدبية، إلى أن فارق الحياة في 10 شباط من العام 1983 تاركاً كتابين هما: “منتخبات روحانية”، و”مقتطفات وذكريات”. وأصدرت عائلته كتاباً مختصراً عن حياته في العام 2005 لمناسبة المئوية الأولى لولادته في العام 1905، يوثّق لأبرز المحطّات في مسيرته المهنية والحياتية.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 4 – شباط 2016).
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يرجى الإكتفاء بنسخ جزء من الخبر وبما لا يزيد عن 20% من مضمونه، مع ضرورة ذكر إسم موقع “محكمة” الإلكتروني، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.