“محكمة” تكشف حقيقة أحد لبنانيي شريط “داعش”:أوقف سابقاً وارتبط “بجماعة الضنية” و”اللقاء الإسلامي”
كتب علي الموسوي:
لم يكن فيلم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”(داعش) بعنوان:” يا أحفاد الصحابة في لبنان”، الأوّل من نوعه من حيث تهديد لبنان وقيادات فيه، إذ سبقته أشرطة وتسجيلات وأفلام مختلفة حملت نبرات عالية من التهديد والوعيد، ولكنّه حتماً، غير مسبوق لجهة ظهور شخصين لبنانيين فيه كاشفي الوجهين، وهو أمر يحصل للمرّة الأولى، بعدما كان هذا التنظيم يحرص على إخفاء الوجوه حفاظاً على أصحابها من الانكشاف وتعريضهم للتوقيف.
وهذان الشخصان هما: عمر أحمد الصاطم وبسّام محمّد فيصل بيتية الذي أوقف لدى القضاء اللبناني، ثمّ جرى إخلاء سبيله، وتسلّل إلى سوريا والتحق بتنظيم “داعش”.
وقد ظهر بسّام محمّد فيصل بيتية في هذا التسجيل الذي وزّعه ما يسمّى بـ” المكتب الإعلامي لولاية الرقّة” في “داعش” يوم الجمعة الواقع فيه 11 آذار 2016، مرتدياً لباساً شرعياً، وسبق للسجون اللبنانية أن عرفته عن كثب خلال توقيفه فترة من الزمن في ملفّ الاعتداء على أمن الدولة الداخلي في الأحداث الأمنية التي وقعت في مخيّم “نهر البارد” بين الجيش اللبناني وتنظيم “فتح الإسلام”، لكنّ الأهمّ أنّه كان على علاقة وثيقة بإثنين من الموقوفين سابقاً في أحداث جرد الضنية بحسب ما تكشف وثائق قضائية وأمنية حصلت عليها “محكمة” هما: سعيد ميناوي وإيهاب البنّا.
وقد أوقف بسّام بيتية(والدته نازك الكردي،مواليد طرابلس في العام 1984، ملقّب بـ” أبي عمر الخطّاب”) بصورة وجاهية في قضيّة أحداث نهر البارد في 3 نيسان 2008 وأخلي سبيله في 14 آب 2008، علماً أنّه كان أوقف لدى القضاء العسكري في 4 حزيران 2007، وظلّ قيد التوقيف الاحتياطي، إلى أن أعلنت المحكمة العسكرية الدائمة في 19 آذار 2008عدم اختصاصها في محاكمته.
ومنعت المحاكمة عن بيتية في القرار الاتهامي الصادر في هذه القضيّة عن المحقّق العدلي القاضي غسّان عويدات في 19 تموز 2012، لعدم كفاية الدليل بحقّه، بداعي أنّه لم يتبيّن من التحقيقات أنّه على علاقة بتنظيم “فتح الإسلام”، لكنْ لم يجر الظنّ به لجهة الأسلحة التي استلمها من سعيد ميناوي.
واتضح أنّ بيتية كان على معرفة بكلّ من عامر مصطفى الجاسم( والدته عائشة، مواليد التبّانة في طرابلس في العام 1978 وملقّب بـ”أبي قتادة” وأوقف في 10 أيلول 2007)، وأحمد محمّد هودا(والدته سلمى، مواليد عيات عكّار في العام 1979، ملقّب بـ”عبدالله”، و”الشيخ بطاطا”، وأوقف في 27 آب 2007، وأخلي سبيله في 29 أيّار 2009 وكان يتطلع للقتال في العراق)، وطلال عبد الرحمن رضوان( والدته ملكة، مواليد طرابلس في العام 1978، وملقّب بـ” أبي عزمي مجند”، و” أبي رضوان”، و”أبي عربي”، و”طلال الباشا”).
وعرض طلال رضوان على بيتية الالتحاق بتنظيم “فتح الإسلام” من أجل “نصرة السنّة”، بعدما أخبره بأنّه سيسلّمه بندقية حربية مع ذخائرها وأجر شهري، ثمّ جمعه بأمير مجموعة طرابلس “أبي العبّاس” وطلب منه مبايعته، غير أنّه رفض!.
وبعد فترة من الزمن، إلتقى بيتية بصديقه أحمد هودا الذي عرض عليه مجدّداً الإنضمام إلى “فتح الإسلام”، فأخبره بأنّه ملتزم وينتمي إلى مجموعة “اللقاء الإسلامي المستقلّ” في طرابلس والتي تضمّ سعيد عمر ميناوي( والدته فهدة،مواليد طرابلس في العام 1972، وملقّب بـ “خليل أبي المثنّى”) الذي أوقف سابقاً في الاعتداء على الجيش اللبناني في جرد الضنية في 31 كانون الأوّل 1999، وسقطت الملاحقة الجزائية بحقّه بموجب العفو العام الصادر في العام 2005.
واستلم بيتية من ميناوي صندوقاً احتوى على بندقية حربية من نوع “كلاشينكوف”، وخمسة مماشط، وعلبتي ذخيرة.
وقد ضمّ”اللقاء الإسلامي المستقلّ” عند تأسيسه في العام 2006، شخصيات سياسية ودينية منهم النائب خالد الضاهر، والمشايخ سالم الرافعي، وداعي الإسلام الشهّال، ونبيل رحيم، وإيهاب البنّا.
الصاطم
أمّا الشخص الثاني الظاهر في شريط “داعش” بزيّه العسكري، فهو عمر أحمد الصاطم( والدته شيخة، مواليد حنيدر في العام 1993، رقم السجل 435) إبن عمّ الانتحاري قتيبة الصاطم الذي فجّر نفسه في محلّة حارة حريك في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني 2014، وشقيق محمّد الصاطم الذي عمل على تجنيد عدد لا بأس به من الشبّان في عكّار لتنفيذ أعمال مخلّة بالأمن في لبنان، والإلتحاق بـجبهة “النصرة”، و”داعش”.
وشكّل عمر أحمد الصاطم مجموعات وخلايا في عكّار والبقاع الغربي، قبل انتقاله إلى منطقة القصير واشتراكه في القتال فيها إلى جانب جبهة “النصرة”، وقيامه بتدريب العناصر في مزارع ريما ورنكوس، ثمّ ذهب إلى منطقة الرقّة السورية حيث “الإمارة” الداعشية وانخرط في صفوفها.
وأصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في مطلع شهر كانون الثاني 2016، حكمها بحقّ إحدى هذه المجموعات القتالية، فنال الفاران عمر الصاطم وعمر محمّد العجمي(والدته بهية، مواليد مجدل عنجر في العام 1980، رقم السجّل 115)، عقوبة الأشغال الشاقة المؤبّدة غيابياً، والموقوفون أحمد حسين عوض ومحمّد عدنان مراد وعلاء علي جلّول عقوبة الأشغال الشاقة مدّة خمس سنوات وجاهياً، والسوري عبداللطيف محمّد صالح وإبن خالته عصام قاسم شهلا عقوبة الأشغال الشاقة مدّة ثلاث سنوات وجاهياً أيضاً، وذلك لانتمائهم إلى تنظيم إرهابي، وحيازة مواد متفجّرة للقيام بأعمال إرهابية، والسعي إلى ضرب مواقع تابعة لحزب الله في منطقة البقاع، والاشتباك مع دورية من الجيش اللبناني في بلدة حوش الحريمة في البقاع الغربي في تشرين الأوّل من العام 2013، وإصابة عنصرين من العسكريين، ومحاولة قتل آخرين أثناء الوظيفة.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 6 – نيسان 2016).