محمّد شهاب… حارس الهيكل/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
وفي يوم المحامي رحل… كأنّه رحيل الحياة.
ترجّل عن صهوة جواده بعد كفاح طويل في المهنة وفي العمل النقابي والشأن الوطني، ممّا حدا بفخامة رئيس الجمهورية وبجهود مشكورة من معالي النقيب شكيب قرطباوي، وزير العدل السابق إلى منحه وسام الأرز الوطني من رتبة فارس، وهو الحائز أيضاً على وسام نقابة المحامين.
إنّه المحامي الحبيب الأمير محمّد رياض شهاب، عضو مجلس نقابة المحامين وأمين سرّه لسنوات طويلة، وتولّى مهام وصلاحيات النقيب بعد تبؤو معالي النقيب عصام الخوري منصب وزير الدفاع.
كتب زملاؤه فيه الكثير. وتكلّموا عن صفاته الحميدة التي لا تعدّ ولا تحصى. ومن أجل ذلك سوف أركّز في كلمتي على عدّة نواحي أخرى مهمّة في حياته. فقد كان النائب المحامي أوغست باخوس الذي تعلّمت على يديه القانون والحكمة يناديه بـ حارس الهيكل Le gardien du temple. وهذه التسمية لم تأت من العدم أو تحبّباً به. بل كان يعنيها جيّداً بمفهومها وبعدها وعمقها.
فقد كان الأمير محمّد شهاب الحارس الأمين لنقابة المحامين يوم كان هناك شرقية وغربية. وكان يصرّ على حضور جميع الجلسات والاجتماعات واللقاءات والمناسبات. ويتكلّم فيها بمحبّة واعتدال ووطنية، ممّا يضفي عليها روح الألفة بين المحامين. كلّ ذلك بصدق وشفافية ممّا جعله يستحقّ لقب حارس الهيكل.
يضاف إلى ذلك روح الانفتاح والاعتدال والخدمة العامة. والأهمّ الأهمّ لديه هو تلك النفسية النظيفة، والنزاهة الفكرية. فقد كان متصالحاً مع نفسه متسامحاً مع الآخرين، متحاوراً معهم بابتسامة لا تفارق ثغره ويستعمل كثيراً كلمة “بسيطة” للدلالة على أن لا شيء يحرز أن يتقاتل الناس من أجله، إذ برأيه لكلّ مشكلة حلّ بالتفاهم والتواضع والعقلانية.
أيّها الأمير الحبيب حزننا عليك كبير جدّاً وأنت الذي كنت تتعامل مع الجميع معاملة الأب والأخ والصديق. رحمك الله وأسكنك فسيح جنّاته.
“محكمة” – الاثنين في 2019/10/14