مواقف وطرائف القضاة والمحامين: دركي لإميل تيّان بدنا نعلّمكم القانون/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
يقول المحامي أنطوان القاصوف أنّ الشاعر والأديب بولس سلامة كان مريضًا في آخر أيّامه، فزار القدّيس شربل وقال له عبارته الشهيرة: إذا شفيتني لن يزيد إيماني بك لأنّه كبير، وإذا لم تشفني فلن ينقص إيماني بك.
***
الوقت يمرّ بسرعة
كان أحد القضاة في بيروت بطيئًا في إدارة الجلسات بحيث كانت تدوم كلّ جلسة حوالي الربع ساعة، ممّا أثار امتعاض المحامين وتأفّفهم من هذا الوضع، فعلّق المحامي إميل جورج ساروفيم قائلًا:”باعتقاده أنّه ليس بطيئًا ولكنّ الوقت يمرّ بسرعة.”
***
ساعة القصر المتوقّفة
يروي المحامي قيصر اوغست باخوس أنّه زار تركيا منذ فترة، وأنّ قصر دولما باتشي يقع في اسطنبول، وأنّ جميع ساعات القصر متوقّفة على الساعة التي توفّي فيها الزعيم التركي وأبو الأتراك أتاتورك.
***
بتبلش الدعوى وهو شاب
أثناء حضورنا إحدى الجلسات أمام محكمة التمييز العليا الناظرة في قضايا الإيجارات برئاسة القاضي الدكتور عفيف شمس الدين في العام 2002، دخل المميّز وهو يتكئ على عصا وبلغ مرحلة متقدّمة من العمر. فبادره الرئيس شمس الدين: شو عالعصا يا عم؟ فأجابه وكيله المحامي نديم حاطوم قائلًا:
– بتبلّش الدعوى وهو شاب وتنتهي أمام محكمة التمييز وهو على العصا.
علمًا أنّ الدعوى بدأت في العام 1981 وكانت لا تزال عالقة في العام 2002.
***
تبليغ الاونروا
يروي المحامي إميل عطالله أنّ أحد المتقاضين طعن مرّة بصحّة تبليغ، فاستدعى القاضي المباشر وسأله: هل أنت أبلغت الاونروا؟
أجابه: نعم.
سأله القاضي: صفه لنا.
فأجابه المباشر: إنّه شاب محترم وكريم وتبلّغ بكلّ طيبة خاطر.
علمًا بأنّ الاونروا مؤسّسة عالمية.
***
لا تُكرهو أولادكم على أخلاقكم
كان النائب السابق المحامي اوغست باخوس يحرص على زيارة معالي النقيب وجدي الملاط في مكتبه بصورة دورية ودائمة. وكلّما زاره زوّده بحكم أو طرائف أو أبيات شعر، أو أقوال مأثورة. وفي إحدى الزيارات قرأ أمامه ما قاله الإمام علي بن طالب:
– لا تُكرِهوا أولادكم على أخلاقكم فهم مولودون لزمان غير زمانكم.
***
الأسماء الطويلة
يقول المحامي ميشال سمعان إنّ أهالي بلدة شبطين البترونية، يسمّون أبناءهم بأسماء طويلة: فنيانوس، برتلماوس، جناديوس…الخ. وأنّ مؤسّسة مهمّة كانت تستخدم عمّالًا مياومين وتطلب من أحدهم الذي كان ملمًّا بالكتابة تدوين أسماء من يرغب في العمل، وإزاء صعوبة تدوين الأسماء الطويلة والمعقّدة كان يقول دائمًا:
– أنتم أبناء شبطين ما في إلكن شغل عنا.
***
بدنا نعلّمكم القانون
يروي المحامي ايلي حشّاش عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت أنّ البروفسور الجامعي العلّامة المحامي إميل تيّان كان يقود سيّارته في أحد الشوارع، عندما نهره دركي طالبًا منه التقيّد بالقانون، إذ صرخ به قائلًا:
– شو بدنا نضلّ نعلّمكم القانون تا تفهموا؟
***
بين النقيب والنقيب
يروي المحامي محمّد طارق زيادة الذي تعاون في فترة تدرّجه مع مكتب النقيب ميشال خطار، أنّ الشيخ ميشال اتصل مرّة بأحد المخافر للإستفسار عن شكوى عالقة، وبادر الدركي المسؤول بالقول:
– معك النقيب ميشال خطّار.
فصرخ الدركي فورًا معتقدًا أنّه نقيب في القوى الأمنية:
– إحترامي سيّدي.
***
بين عدم الوجود وعدم إيجاد
للدلالة على أهمّية صياغة العبارات ومدى تأثيرها على الموضوع، تروي المحامية نايلة حاتم أنّها كانت تحضر جلسة أمام إحدى المحاكم، عندما أملى القاضي على الكاتب العبارة الآتية:…إنّ المدعى عليه لا يتواجد في المأجور حسب ما جاء في شرح المباشر.
فاعترضت المحامية نايلة حاتم قائلة إنّ المباشر لم يكتب أنّ المدعى عليه لا يتواجد في المأجور، بل إنّه لم يجده عندما ذهب لإبلاغه. والفرق كبير بين العبارتين إذ أنّ كلمة لا يتواجد يعني أنّه غائب عن المأجور بصورة شبه مستمرّة، في حين أنّ عبارة لم أجده يعني أنّه عندما ذهب إلى المأجور لم يجده هناك. وهذا يعني أنّه قد يحضر بعد خمس دقائق من ذهاب المباشر.
“محكمة” – الإثنين في 2021/5/17