ناضر كسبار يكتب عن القاضي داني شرابيه
المحامي ناضر كسبار:
يوم كان داني شرابيه قاضياً منفرداً في بيروت، كان يعقد جلساته الساعة التاسعة صباحاً، ويعتذر من الحضور في مكتبه حتى ولو كانوا من القضاة والمحامين الساعة التاسعة الا خمس دقائق حتى لا يتأخر عن الجلسات. اما احكامه فكانت مدروسة، مختصرة، تعالج النقطة القانونية بكل موضوعية كما كان يتمتّع بما يعرف ب BON SENS
منذ عدّة أيّام وأثناء زيارتي إلى مدينة زحلة عروس البقاع، ضمن جولتي الانتخابية، زرت مكتب المحامي الكبير فكتور هرموش الذي قال لي: هل تعلم أستاذ كسبار أنّ القاضي داني شرابيه، جعل من محكمة جنايات زحلة محكمة نموذجية بالانضباط والعلم والعدالة؟ وهل تعلم أنّه كان يعقد الجلسات وأمامه الملفّات وكلّ ملفّ مدروس من قبله ويحمل “كرتونة” لكلّ ملفّ عليها جميع التفاصيل بحيث لا تمرّ شاردة أو واردة في الوقائع والاستجوابات والاستماع إلى الشهود إلاّ وينتبه إليها؟
وهل تعلم أنّ في قلبه الشفقة والرحمة عندما حكم بكفالة من أجل إخلاء سبيل متهم، ورأى زوجته تبكي لأنّ المبلغ غير متوفر لديها، ومن دون أيّ ضجّة أو دعاية سلّم مرافقه المبلغ ليدفعه عنها؟
وعدت الأستاذ هرموش بأنّني سوف أكتب عمّا سمعته منه، وها أنا أفي بوعدي.
“محكمة”- الثلاثاء في 2019/9/10