نداء إلى المبدئيين.. كي تسود مبـــادئ الحرّية والمساواة والاخاء/محمّد مغربي
المحامي محمّد مغربي:
تصادف اليوم الموافق العاشر من كانون الأوّل الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الانسان. لكنّ هذا الاعلان لم يأت بجديد إلاّ بالتفاصيل. فقد سبقته في كثير من الدساتير ومنها الدستور اللبناني مواد تكرّس الحقّ بالمساواة أمام القانون وحرّية الاعتقاد وحرّية التعبير وحقّ التقاضي.
وكما جاء في مقدّمة الاعلان، فإنّ الهدف منه هو حماية الكرامة الانسانية والحقوق غير القابلة للتفريط لجميع أعضاء الأسرة البشرية ممّا يوطّد الحرّية والعدل والسلام ويحرّر الإنسان من الخوف والعوز حتّى لا يضطرّ، في نهاية الأمر، إلى التمرّد على الطغيان والظلم.
وقد سبق أن لخّص شعار الثورة الفرنسية، الذي أصبح الشعار الرسمي للجمهورية الفرنسية، أهمّ المبادئ التي تنبثق منها حقوق الانسان بـــ:الحرّية والمساواة والآخاء، وإنّني أضيف إليها: العدالة، وأطرح شعاراً معدّلاً يتألّف من مبادئ: الحرّية والمساواة والآخاء والعدالة.
أيّها الزميل:
تصلني كثيراً رسائل من الزملاء بمعنى: على من تقرأ مزاميدك؟ أو: لقد أَسمعت لو ناديت حيـّـاً! أو: إنّ من يجهر بالحقيقة في هذا البلد يضطهد!
ذلك أنّ كلّ ما يكتب ويقال، وهو كثير وإنّني ساهمت بجزء غير يسير منه، قد لا يؤثّر فكرياً إلاّ في المدى الطويل، فيفوت أوانه. وهو لا يغيّر، حاضراً، أحوال البلاد التي يتفشّى فيها الظلم والاستبداد والخروج على القانون ولاسيّما على أيدي الذين من واجبهم تطبيق القانون وحماية الحقوق.
فأصبح من اللازم، اليوم قبل غداً، أن يقترن القول بالفعل. لذا جئت أوجّه إلى كلّ المحامين والقضاة والمتقاضين، بل كلّ الناس، في لبنان والخارج، هذا النداء للالتفاف حول مبادئ الحرّية والمساواة والآخاء والعدالة.
فإنّ احترام الكرامة الانسانية هو كلّ لا يتجزأ، فلا حرّية بلا المساواة والآخاء والعدالة، ولا عدالة دون الحرّية والمساواة والآخاء، ولا مساواة بلا الحرّية والآخاء والعدالة، ولا آخاء دون الحرّية والمساواة والعدالة.
فعلى كلّ من يؤمن بمبادئ الحرّية والمساواة والآخاء والعدالة أن يجهر بهذا الايمان، وأن يطلق على نفسه وصف: “المبدئي” وجمعه:”مبدئيون”.
فأيّها المبدئيون، إنْ وجدتم، وأينما وجدتم:أطلب إليكم أن تكتبوا سطراً واحداً وأن ترسلوه لي وهو:”إنّني من المبدئيين المؤمنين بحقوق الانسان كافة القائمة على مبادئ الحرّية والمساواة والآخاء والعدالة وأرغب في وضع يدي بيد كلّ المبدئيين للعمل بكلّ قدراتي على تحويل هذه المبادئ من عالم القول إلى عالم الفعل”.
أقدموا. أقدموا. ولا تهابوا.
“محكمة” – الاثنين في 2018/12/10