مقالات

نقابة المحامين والوسائل البديلة لحلّ النزاعات/سها بلوط الأسعد

المحامية سها بلوط الأسعد*:
سعادة السفير عبد الرحمن الصلح رئيس المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، سعادة الأستاذ وسام فتوح أمين عام إتحاد المصارف العربية، حضرة القاضي غالب غانم، الحضور الكريم …
بداية أنقل لكم تحيّات سعادة نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار والذي كلّفني وشرّفني أن أتحدّث باسمه في هذه الندوة العلمية بمشاركة وحضور نخبة من الخبراء والإختصاصيين في حقل الوساطة والتحكيم.
يُعدّ قطاع الإستثمار في منطقتنا العربية الحجر الأساس للإقتصادات، وهو يشكّل مع القطاع المصرفي العامود الفقري للتطوّر الإقتصادي.
ومع نمو الإستثمار في الدول العربية، زادت نسبة النزاعات المصرفية والتجارية، وهو ما زاد من ظاهرة الإختناق القضائي مع ما يرافقها من شوائب أبرزها فترات التقاضي الطويلة والأكلاف العالية ودرجات التقاضي والتدخّل السياسي في القضاء في العديد من الأحيان.
وعلى هذا الأساس، فقد تطوّرت ظاهرة الوسائل البديلة لحلّ النزاعات في المجتمعات العربية، والتي شهدت إنشاء عدد لا يستهان به من مراكز التحكيم والوساطة في جميع الدول العربية، وأهمّها مراكز التحكيم المتخصّصة كمركز الوساطة والتحكيم لدى اتحاد المصارف العربية والذي تأسّس منذ أكثر من ٤٠ عامًا والذي يتخصّص بالنزاعات المصرفية، ومركز التحكيم لدى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت والذي يتخصّص بالنزاعات الإستثمارية.
وبدورها فقد نجحت نقابة المحامين في بيروت، ومن موقعها كأمّ النقابات وحامية الحرّيات وساعية للعدالة، بإنشاء وتطوير وتحديث مركز الوساطة والتحكيم لدى النقابة، وقد شهد النظر في مئات النزاعات من مختلف الزوايا. كما تعمد نقابة المحامين إلى توسيع نشاطها في نقل ثقافة الوسائل البديلة لحلّ النزاعات وذلك من خلال تشكيل النقيب كسبار للجنة العلاقات العربية والتواصل مع اتحاد المحامين العرب ونقابات وجمعيات المحامين العربية والتي يوليها اهتماماً كبيراً وقد حرص على ترؤوسها شخصياً وهو ما شكّل استثناءً بالنسبة للجان.
ومن هنا، فإنّ نقابة المحامين لطالما شجعّت اعتماد الوسائل البديلة لحلّ النزاعات وذلك عبر تأسيس وتفعيل مراكز التحكيم المتخصّصة على مدى العالم العربي، وخاصة المتخصّصين في الشؤون المصرفية والإقتصادية كما هي الحال في مركز الوساطة والتحكيم لدى اتحاد المصارف العربية، لما في ذلك من فوائد جمّة على التوصّل إلى حلول لشتّى النزاعات الواقعة.
ومن هنا، يتمنّى سعادة النقيب كسبار دوام التطوّر والإزدهار لقطاع التحكيم وأدواته في عالمنا العربي وخاصة المتخصّص منها مثل المركز في اتحاد المصارف العربية، ويدعو جميع الفئات المعنية إلى المشاركة في عملية نقل المعرفة وتطوير ثقافة التحكيم لإدخالها في المنهجيات العربية لإدارة النزاعات، وذلك للوصول إلى النتائج المرغوبة والتي قد تؤدّي إلى التوصّل لتسويات وديّة بسبب الشروع بالتحكيم بالرغم من عدم السريان به بشكل كامل.
إذ نتطلع باهتمام لمشاركتكم بأعمال هذه الندوة العلمية، نشكر المنظّمين على دعوتكم الكريمة ونشكركم على حضوركم الفعّال. مع التمنيات بدوام التوفيق والنجاح.
* ألقت المحامية سها بلوط الأسعد مسؤولة التواصل والنشاطات في لجنة العلاقات العربية في نقابة المحامين هذه الكلمة كممثلة للنقيب ناضر كسبار في الندوة العلمية التي نظمها المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية في جامعة الدول العربية بالتعاون مع اتحاد المصارف العربية في بيروت بعنوان:”دور الوساطة والتحكيم في حلّ النزاعات المصرفية والتجارية”.
“محكمة” – الخميس في 2022/2/24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!