يا لبؤس عدالتنا.. لا كهرباء ولا ماء ولا هواء!/علي الموسوي
علي الموسوي:
لم يعد مقبولًا أن تقف وزارة العدل مكتوفة اليدين تتفرّج على الإهمال الحاصل في كلّ المحاكم وقصور العدل سواء في خدمات التنظيف والتيّار الكهربائي، أو في تراكم النفايات في كلّ مكان وزاوية وعند أبواب المحاكم ومكاتب القضاة، ولا تتحرّك لفعل أيّ شيء، وكأنّنا في زمن الإنحطاط في كلّ شيء أسوة بما هو حاصل على مستوى الوطن برمّته.
فمشهد انقطاع الكهرباء بات يوميًا ولساعات ممّا يؤدّي إلى عرقلة العمل وتراكمه وليس توقّفه فقط، ووزير العدل القاضي المتقاعد هنري خوري منهمك في السفر، تارة إلى مصر وطورًا إلى العراق وإقليم كردستان تحت عنوان تطوير العمل القضائي في لبنان!
وهذه الصور إلتقطها محامون أصدقاء لـ “محكمة” صبيحة هذا اليوم البارد من شهر شباط 2022، في قلم محكمة التمييز في الطابق الرابع من العدلية، وفي الرواق المفضي من محاكم التمييز إلى النيابة العامة التمييزية، وفي دائرة التنفيذ، وفي دائرة المباشرين الموجودة أصلًا في أحد الطوابق السفلية في قصر عدل بيروت والمؤدّي إلى موقف سيّارات القضاة. وتبدو العتمة حالكة ومع ذلك يصرّ المساعدون القضائيون في القلم والدائرة وفي غيرهما من الدوائر وأقلام المحاكم، على أداء واجباتهم كاملة لتسيير العمل بأقلّ الأضرار الممكنة مستخدمين ما تيسّر من شموع وأضواء هواتفهم الخليوية، فشكرًا لمن ابتكر الهواتف الذكية لنواصل الحياة بمزيد من الشغف!
لقد صار بالإمكان إضافة هذا الترهّل في الخدمات الضرورية لقصور العدل إلى أسباب استمرار العدالة بطيئة ومتأخّرة في لبنان.
إنّ اختناق العدالة في لبنان ليس متأتيًا من الكمامات الموضوعة على الأفواه والأنوف للحفاظ على السلامة الشخصية من جائحة “كورونا” حتّى انقطاع النَفَس والهواء، وليس من أسبابه كسل بعض الموظّفين، بل تخلّي المسؤولين عن واجباتهم.
كنا نقول إنّ قصر عدل بعبدا مثلًا بحاجة إلى ترميم وتصليحات وتأهيل، لا وبل تشييد مبنى جديد يليق بالقضاة والمحامين والمتقاضين، وصرنا اليوم نطالب بمن يرفع النفايات ويقوم بالتنظيفات اليومية على أقلّ تقدير. يا لبؤس عدالتنا وحياتنا كلبنانيين!
صحيح أنّنا شعب رومانسي وإنْ قتل بعضه بعضًا ومستعدّ أن ينحر نفسه من جديد ليعيش الزعيم وتنتعش الطائفية، ولكن ليس إلى درجة البقاء في هذه الرومانسية القاتلة يوميًا في مختلف قصور العدل والإدارات.
ومن قال إنّ قصور العدل والمحاكم مكان جميل للإحتفال يوميًا بعيد الحبّ؟
ويبقى السؤال، هل من مغيث؟!
“محكمة” – الجمعة في 2022/2/4