جمال ريفي يطبّع مع العدوّ الإسرائيلي تحت عنوان “إنساني طبّي”
تحت عنوان تقديم المساعدات الطبّية للشعب الفلسطيني، نشأ “مشروع روزانا” في استراليا لمؤسّسه الاسترالي الصهيوني رون رينكل، ويتولّى الطبيب اللبناني جمال ريفي شقيق الوزير السابق أشرف ريفي مسؤولية إدارية في هذا المشروع، لا بل هو عضو في مجلس الإدارة، بحسب ما نشرت صحيفة”الأخبار” اليوم.
ويقيم هذا المشروع عشاء يوم الأربعاء في 22 أيار 2019 برعاية النائب الأوسترالي من أصول لبنانية جهاد ديب (من مدينة طرابلس، سافر إلى أوستراليا وهو يبلغ من العمر عاماً واحداً)، ورجل الأعمال الأوسترالي اليهودي دايفيد غونسكي، ويتحدّث فيه كلّ من: الطبيب الفلسطيني أكرم عمرو، والأستاذة الجامعية الإسرائيلية الطبيبة استي غاليلي، والصحافي الأوسترالي هيو ريمينتون.
وذكرت “الأخبار” التالي: جزء من مسؤولية التطبيع، تُحمّل أيضاً للطبيب اللبناني جمال ريفي، عضو مجلس الإدارة في “روزانا – أوستراليا”. يبدأ ابن مدينة طرابلس حديثه لـ”الأخبار” بالقول إنّه يعلم “أنّ البعض سيتهمني بالتطبيع، ويُمكن أن يؤثر ذلك سلباً عليّ وعلى عائلتي، ولكن سأساعد المحتاجين بصرف النظر عن بعض الآراء”. هو مقتنع بمشاركته في “مشروع روزانا”، ولا سيما بعد تعرفه إلى أعضاء فيه، واكتشافه أنّه “عمل إنساني ليستفيد منه المريض الفلسطيني. هذا الأخير لا يدخل إلى مستشفى هداسا إلا بعد موافقة من السلطة الفلسطينية وحماس. الموضوع طبي وإنساني، لا أكثر ولا أقل”. لم يكتفِ ريفي “بالتطبيع الصحي” مع “إسرائيل” من خلال عمله مع “روزانا”، فهو “توّج” تعاونه بـ”زيارة قمت بها للقدس الشريف واجتمعت مع العائلات في القرى الفلسطينية”. هل تقول إنّك زرت أراضي محتلة؟ يُجيب ريفي بأنّه كان من بين 50 شخصاً “ذهبنا للعمرة من أوستراليا إلى السعودية، وبعدها انتقلنا إلى الأردن ثم دخلنا إلى القدس. الزيارات لإقامة الصلاة تدعم الفلسطينيين”. هو نفسه خطاب التطبيع الذي يترافق دائماً مع نغمة “فصل السياسة عن الفن/ الثقافة/ الدين…”، بهدف تسخيف أهوال الاحتلال، خاصة أنّ “إسرائيل”، تستفيد من كلّ “خرقٍ” مع العرب من أجل توظيفه في السياسة.
خلال حديثه عن طريقة عمل “روزانا”، وتنسيقها انتقال المرضى من فلسطين إلى الأراضي المحتلة، وتدريب الأطباء الفلسطينيين “بقلب إسرائيل، قبل أن يذهبوا إلى غزة”، يستخدم ريفي تعبير “الجالية اليهودية”، مُتجنّباً الحديث عن إسرائيليين. هل هذا مقصود للتمويه؟ “نتعامل داخل المستشفيات مع فلسطينيين وعرب. والناس معنا، مسلمون ويهود ومسيحيون”. القيّمون على “روزانا” يسعون إلى خداع الرأي العام من خلال تظهير الهوية الدينية لعملهم، ما يُساعدهم في تسويق نفسهم، وإضعاف الانتقادات العربية لعملهم.
يُروج ريفي، و”رفاقه” العرب في أوستراليا، لمنظمة تتلاقى أهدافها مع الصهاينة، عوض أن يلجأوا إلى دعم المستشفيات والشعب الفلسطيني مباشرةً، حتى لا يبقى تابعاً للخدمات الإسرائيلية. يردّ الطبيب اللبناني بأنّهم في “مشروع روزانا” “يطوّرون الجهاز الطبي الفلسطيني على مرحلتين: دفع سنة كاملة للتلاميذ الفلسطينيين، وتدريب الاختصاصيين الفلسطينيين في هداسا”. يستفيض كثيراً في الحديث، ولكنه لا يجد حجّة لتبرير ما يقوم به سوى القول إنّ “المُنظّرين بالحديث عن تطبيع، يجلسون في بيوتهم لا يعلمون بمعاناة المريض الفلسطيني”. لا يبدو أنّ أخبار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأراضٍ سورية ولبنانية، والاعتداءات المتكررة، تصل إلى الطبيب اللبناني، وهو “جالس” في أوستراليا مع أصدقاء “إسرائيل”.
“محكمة” – السبت في 2019/5/18