فرح ممزوج بالألم.. يوم وقف منيف حمدان طالباً البراءة/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
أوقف متهم بتاريخ 13 نيسان 1975 ولم يصل الى محكمة جنايات القتل في بيروت الا في العام 1986. فوقف المحامي العام الاستئنافي في حينه الدكتور منيف حمدان وقال في مرافعة تاريخية ما زالت اصداؤها تتردد في قصور العدل حتى الآن اذ صرخ:
“باسم الشعب اللبناني والقانون اللبناني والقضاء اللبناني انحني امامك ايها المتهم خجلاً لاننا ظلمناك مرتين:
مرة لان سلطاتنا اوقفتك دون دليل.
ومرة لان اجراءاتنا المعقدة حالت دون وصولك الى محكمة جنايات القتل فورا فطالت رحلتك احدى عشرة سنة.
واذا كنت عاجزاً اليوم عن رد حريتك المسلوبة حتى الآن فان شرفي القضائي يحتم علي ان ابذل كل جهدي لاعيدك الى الحرية فأطلب الى محكمة جنايات القتل ان توقف كل اعمالها لتدرس ملفك وتعلن براءتك التي اطلبها بكل قوة وبكل قناعة”.
فبكى ذلك المسكين وانهمرت الدموع من عينيه فاضطر الرئيس حسن قواص الى السؤال:
– لماذا تبكي وقد طلب النائب العام لك البراءة بكلام معبر وصوت مدوِ.
فقال المتهم: أبكي من الفرح الممزوج بالالم لاني تذكرت كيف دخلت الى السجن وكان شعري اسوداً وكيف انظر الى المرآة الان فأجد كل شعري قد صار ابيض اللون.
وبعد ساعة من الوقت،أعلنت براءة ذلك المتهم فدوّت القاعة بالتصفيق والهتافات.
“محكمة” – السبت في 2019/6/1