معاني الميلاد … وكلّ عام وأنتم بخير/جان تابت
المحامي جان تابت:
أعطى ميلاد السيّد المسيح ثلاثة عناوين للحضور الانسانيّ،
من جهة أولى، تمثّل بالخروج من الضياع، حيث كان العالم ضائعاً تائهاً في صحراءَ لا ماءَ فيها ولا ضياء، إلى أن أطلَّ طفلُ المغارة، تحيط به أمُّه القِديسة مريم ويوسف البار، فأضاءَ أعماقَ الإنسانِ المتعطِّش إلى النور، ولو لم يكن كذلك لما كنا بعد /2019/ سنة نحتفل بعيد الميلاد،
من جهة ثانية، الذي يمثلُه الميلادُ فيكمنُ في المحبَّة، والمحبّة كما أوردها القِديسُ يوحنا الانجيلي في رسالته الأولى تتمثّل بمحبّة اللبنانيين لبعضهم البعض، إذ إنّ التعايش المسيحي الإسلامي في لبنان يجسّد هذه المحبّة التي لا مثيل لها في العالم على ما حدّ قول البابا يوحنا بولس الثاني.
أمّا من جهة ثالثة، فهو السلام الذي تمثِّله لنا هذه المناسبة، ومشاركة جميع اللبنانيين على اختلاف أديانهم وطوائفهم في هذا الحدث العظيم. وبديهي أن نقبل على الميلاد، والسلامُ في قلوبنا لأنّ حِقبةَ الميلاد متميّزةٌ عن الفترة السابقة حيث كان الإنسان غارقاً في البغض والخطيئة، ومحكوماً بشريعة الغاب، ومع الميلاد تبدّل العالم وأصبحنا مع يسوع من صانعي السلام.
بهذه العناوين المتوّجة للحضور الإنساني، نتوجّه إلى جميع اللبنانيين بأخلص المعايدة، وندعوهم بأن نضع اليأس جانباً سائلين الله أن يعيد علينا هذا العيد بالهناء والوفاق والطمأنينة، وعلى لبناننا الحبيب بالرجاء الصالح النابع من مغارة بيتَ لحم لنتذكر دائماً قول اشعياء النبي، أوّل المبشّرين بأنّ العذراء تحبل وتلد ابناً اسمه عمانوئيل، أيّ ما تفسيره “الله معنا” وكلّ عام وأنتم بألف خير ولا بأس بأن نستعيد كلاماً للقديس بولس الرسول: نَتعبُ عامِلينَ بأيدينا، نُشتَمُ فَنُبارِكُ، ونُضطَهَدُ فَنَحتَملُ”.
“محكمة” – الثلاثاء في 2019/12/24