مرتكبا جريمة صيدا دخلا حقل الإجرام نتيجة تدهور الوضع الإقتصادي/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
حذّرت أوساط قضائية من تمادي دخول مواطنين من ذوي السيرة السلوكية الحسنة حقل الإجرام بسبب تردّي الوضع الإقتصادي في لبنان.
وقالت هذه الأوساط لـ“محكمة” إنّ الشخصين اللذين تمّ توقيفهما في مدينة صيدا من قبل “شعبة المعلومات” في قوى الأمن الداخلي وبإشراف النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان لارتكابهما جريمة قتل عبر دسّ السم وخنق القتيل لسرقة مبلغ مالي منه، لا توجد أيّة أسبقيات جرمية في حقّهما على الإطلاق، كما أنّهما من ذوي السيرة الحسنة في صيدا والجوار.
وقد استغرق توقيفهما منذ وقوع الجريمة نحو ثلاثة شهور بسبب عدم وجود أسبقيات قتل أو سرقة أو ما شابه لديهما.
وأشارت هذه الأوساط إلى أنّ دافع سرقة مبلغ عشرة آلاف يورو أيّ ما يوازي 12500 دولار أميركي وهو قم مهوّل يبلغ أكثر من 250 مليون ليرة لبنانية، يدلّل على أنّ وضع القاتلين المعيشي والحياتي صعب فدخلا حقل الإجرام طمعًا بالمبلغ المسروق لتسيير أمورهما الحياتية نتيجة الانهيار الشامل للإقتصاد اللبناني.
وكانت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قد وزّعت بلاغًا اليوم عن جريمة قتل الفلسطيني ي.م.(مواليد العام 1986) على يد الجانيين اللبنانيين م. س. (مواليد العام 1990) وع. ب. (مواليد العام ١٩٨٢) تمهيدًا لسرقة مبلغ 12500 دولار أميركي كان يحمله عندما فقد عائلته الإتصال به في 11 آب 2021، وقامت بإبلاغ القوى الأمنية المعنية والنائب العام الاستئنافي القاضي رهيف رمضان.
وبعدما عثر على جثّة الضحية مرمية في واد يقع في شرق مدينة صيدا بعد مرور 13 يومًا على اختفائه، تسارعت التحرّيات لدى “شعبة المعلومات” لكشف ملابسات هذه الجريمة، ومن البديهي أن تتجه الأنظار للوهلة الأولى إلى أصحاب السيرة السيّئة، ولكن من دون فائدة تذكر، إلى أن تبيّن بفضل التحرّيات أنّ الفاعلين هما: م. س. وع. ب. اللذان لم يقدما في أيّ وقت سابق على ارتكاب جرم واحد، ولكن تغيّر وضعهما المادي وتحسّنه عزّز الشكوك حولهما، وقد عثر معهما عند توقيفهما في يومين مختلفين على مبلغ 17 ألف دولار أميركي أيّ ما أكثر من 340 مليون ليرة لبنانية.
واتضح من سياق التحقيق أنّ القاتلين ولكي يتمكّنا من الحصول على مبتغاهما بسرقة المبلغ المالي الموجود مع المجني عليه، أقدما على وضع مادة سامة قاتلة تعرف باسم “لانيت” وهي تستخدم في مبيدات الحشرات وباتت ممنوعة من التداول عالميًا كونها تؤثّر في صحّة الإنسان إلى حدّ الموت، في كوب العصير الخاص بالقتيل، ولكي يجهزا عليه خنقاه ووضعاه في صندوق سيّارة ع. ب. ورمياه في الوادي، وتقاسما الأموال المسلوبة.
لذلك في ظلّ الوضع الإقتصادي المتدهور، لا بدّ من الإنتباه جيّدًا وعدم حمل مبالغ مالية كبيرة أو التلميح إليها، لأنّ النتيجة هي خسارة الروح والدخول إلى السجن.
“محكمة” – السبت في 2021/11/13